بعد ستين عاماً على النكبة
الفلسطينيون تضاعفوا 7.5 مرات
صدر
تقرير مركز الإحصاء الفلسطيني هذا العام ليطلّ بنظرة شاملة على الأرقام المرتبطة بالقضية
الفلسطينية في الذكرى الستين للنكبة، في ما يلي بعض ما جاء في التقرير:
وفقاً
لبعض الكتّاب والمحللين، فإن مصطلح نكبة يعبر عن الكوارث الناجمة عن الظروف
والعوامل الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والأعاصير، بينما نكبة فلسطين كانت عملية
تطهير عرقي وتدمير وطرد شعب أعزل وإحلال شعب آخر مكانه، حيث جاءت نتاجاً لمخططات
عسكرية بفعل الإنسان وتواطؤ الدول. فقد عبرت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير
حتى احتلال ما بقي من أراضي فلسطين في عام 1967 عن مأساة كبرى للشعب الفلسطيني،
حيث تم طرد وتهجير أكثر من 800 ألف فلسطيني خارج وطنهم ليقيموا في الدول العربية
المجاورة وكافة أرجاء العالم، وذلك من أصل 1.4مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين
عام 1948 بواقع 1300 قرية ومدينة فلسطينية. لقد سيطر اليهود خلال مرحلة النكبة وما
تلاها على 774 قرية ومدينة، وتم تدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، واقترفت القوات
الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد على
15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.
اليوم أكثر بسبعة أضعاف
تشير
المعطيات الإحصائية إلى أن عدد الفلسطينيين عام 1948 بلغ 1.4 مليون نسمة، فيما قدر
عدد الفلسطينيين منتصف عام 2008 بحوالى 10.5 ملايين نسمة، وهذا يعني أن عدد
الفلسطينيين في العالم تضاعف منذ أحداث نكبة 1948 حوالى 7.5 مرات. أما في ما يتعلق
بالفلسطينيين المقيمين ما بين النهر والبحر، فإن البيانات تشير إلى أن إجمالي عدد
الفلسطينيين المقيمين في فلسطين التاريخية بلغ نهاية عام 2007 حوالى خمسة ملايين
نسمة مقابل نحو 5.5 ملايين يهودي، وفي ضوء المراجعة الجديدة لعدد السكان، بناء على
نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2007، من المتوقع أن يتساوى عدد
الفلسطينيين واليهود ما بين النهر والبحر بحلول عام 2016.
وتُبين
المعطيات الإحصائية أن نسبة اللاجئين بين الفلسطينيين تزيد على نصف عدد
الفلسطينيين في العالم بقليل. فحسب سجلات وكالة الغوث لنهاية عام 2007، بلغ عدد اللاجئين
في كل من الأردن وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية حوالى 4.6 ملايين لاجئ فلسطيني
مسجل يتوزعون بواقع 42% في الأردن و10% في سوريا، و9%في لبنان، وفي الضفة الغربية 16%،
وقطاع غزة 23%، يعيش حوالى ثلثهم في 59 مخيماً تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن
و10 في سوريا، و12 مخيماً في لبنان و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في
قطاع غزة. وقد بلغ متوسط حجم الأسرة للفلسطينيين في الأردن حوالى 5.1 أفراد فيما
بلغ 4.1 في سوريا و3.8 في لبنان.
وهذه
النسب تمثل الحد الأدنى من الزيادة السنوية للاجئين، وإذا تم الأخذ بالاعتبار
اللاجئين غير المسجلين، وحسب تقديرات الوكالة ذاتها يصبح عدد اللاجئين بعد 60
عاماً على النكبة يزيد على نصف الفلسطينيين في العالم، ولا يشمل مَن تم تشريدهم من
الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 «حسب تعريف وكالة الغوث
للاجئين»، ولا يشمل أيضاً الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلاً.
ولقد
قُدّر عدد السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 بحوالى 154 ألف
مواطن، فيما يقدر عددهم في الذكرى الستين للنكبة حوالى 1.2 مليون نسمة بنسبة جنس بلغت
حوالى 103.7 ذكور لكل مائة أنثى، ومتوسط حجم الأسرة 4.7 أفراد.
بلغت
نسبة الأفراد دون 15 سنة حوالى 40.2% من مجموع هؤلاء الفلسطينيين مقابل 3.2% منهم
تبلغ أعمارهم 65 سنة فأكثر، ما يشير إلى أن هذا المجتمع يُعتبر فتياً كامتداد طبيعي
للمجتمع الفلسطيني عامة.
الخصوبة والكثافة
تعتبر
الخصوبة في الأراضي الفلسطينية مرتفعة إذا ما قورنت بالمستويات السائدة حالياً في
الدول الأخرى، فقد وصل معدل الخصوبة الكلية عام 2006 في الأراضي الفلسطينية 4.6
مواليد، بواقع 4.2 في الضفة الغربية و5.4 في قطاع غزة.
نكبة
فلسطين حولت قطاع غزة إلى أكثر بقاع العالم اكتظاظاً بالسكان. بلغت الكثافة
السكانية في فلسطين التاريخية عام 1948 حوالى 73 فرداً/كم2 من العرب واليهود،
مقابل حوالى 389 فرداً/كم2 عام 2007. فيما بلغت الكثافة السكانية في الأراضي المحتلة
عام 1967، في نهاية عام 2007 حوالى 625 فرداً/كم2 بواقع 415 فرداً/كم2 في الضفة
الغربية، و3881 فرداً/كم2 في قطاع غزة. أما في فلسطين المحتلة عام 1948 فبلغت
الكثافة السكانية في عام 2007 حوالى 317 فرداً/كم2 من العرب واليهود.