دعا رئيس دائرة شؤون اللاجئين في قطاع غزة،
الدكتور عصام عدوان، إلى إطلاق عام العودة على العام المقبل "2013"، على
غرار تسميـة الشعب الفلسطيني للأعوام السابقة عام الشباب والمرأة والتعليم.
وقال عدوان في حديث خاص لمجلة "العودة"
إن قضية اللاجئين هي القضية الأهم والأبرز، وهي أولى القضايا الفلسطينية التي من أجلها
سقط الشهداء وصار الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني أسرى داخل السجـون، مشيراً إلى أن
العودة يجب ألا تتحول إلى ذكرى موسمية وحسب، بل على الجميع أن يتبنى خطة استراتيجية
تتكفل بإحياء حق العودة وخدمة اللاجئين الذين هُجِّروا من ديارهم وأوطانهم.
من بحرها إلى نهرها
وعن فعاليات هذا العام وإحياء الذكرى الـ"64"
للنكبة، أكد عدوان أن جُلّ الفعاليات كان هدفها الأساسي تذكير العالم بأنّ ثمة نكبة
وحدثاً جللاً وجرحاً لم يندمل حصـل في تاريخ(15-5).
ويحيي الفلسطينيون في الخامس عشر من أيار/
مايو من كل عام الذكرى السنوية لاغتصاب عصابات الاحتلال المدعومة من الدول الغربية
أراضيهم عام 1948، وإقامة كيانهم عليها، الذي حمل اسم "دولة إسرائيل".
كذلك يحيي الاحتلال ما يسميه "يوم
الاستقلال"، وهو اليوم الذي أنهت فيه القوات الإسرائيلية حربها ضد العرب بعد احتلال
المدن الفلسطينية وتدمير القرى وإقامة دولتها على أنقاض المدن والقرى المُهجّرة.
وعن أبرز الفعاليات، أشار عدوان إلى أن
الدائرة أعدّت كتاباً وثائقياً عن إصداراتها وبياناتها، وذلك لمناسبة مرور عشر سنوات
على الدائرة. واحتوى الكتاب على فعاليات الدائرة وما قامت به من أجل اللاجئين.
وأسدل الستار في غـزة عن أكبر خريطة لفلسطين
في العالم والتي دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية بحجم 720 متراً مربعاً، وبطول
20 متراً وعرض 9 أمتار.
وقد استغرق العمل في صناعة تلك الخريطة
ورسمها 3 سنوات متتالية، وتميزت في إبراز جميع قرى فلسطين ومدنها من بحرها إلى نهرها.
شهادات العصر
وأشار عدوان إلى أن هذه الخريطة رسالة إلى
العالم بأن فلسطين ليست خريطة جزئية أو منقوصة، وليست هي غزة والضفة فقط، إنما هي فلسطين
بكامل قراها ومدنها من بحرها إلى نهرها.
وإحياءً لذكرى النكبة، سيُطلَق هذا العام
كتاب يحتوي على مقابلة مع مئة لاجئ سيصفون شهاداتهم ويدونون ذكراهم وما جرى لهم من
تهج،ير وسيحمل الكتاب عنوان "مئة شهادة على النكبة"، وسيتضمن شهاداتهم مع
صورهم وبعض الوثائق إلى جـانب تدوين شهاداتهم بالصوت والصورة ليقدموا شهادتهم ويطالبـوا
الصغار بالسير على ذات الدرب. وأضاف عدوان: "وسيطرح هذا الكتاب في مؤتمر
"شهود على النكبة" ،كذلك ستُقام معارض ومسرحيات وأفـلام تتحدث عن النكبـة
وحق العودة".
ومن أبـرز الفعاليات التي ستُقام في ذكرى
النكبة انطلاق مسيرة ضخمة حاشدة مركزية بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية وبمشاركة دائرة
اللاجئين في منظمة التحرير. وستنطلق هذه المسيرة المركزية إلى مقر الأمم المتحدة لتسليم
مندوب الأمم المتحدة مذكرة في حق العودة.
ستعـودون
وأضاف عدوان: "هذه المسيرة تهدف إلى
إظهار أن الفلسطينيين موحَّدون في ما يخص حق العودة الذي لن يتنازل عنه أحد، بالإضافة
إلى إيصال رسالة للعالم بضرورة تنفيذ حق العودة بشكل سريع وعاجل... وفي هذه المسيرة
سيُرفَع العلم الفلسطيني وحده دون غيره".
وتمنى عدوان أن تشارك جماهير الشعب الفلسطيني
بقوة في إحياء فعاليات النكبة، وتابع:
"الشعوب العربية مشغولة بثوراتها وبتفاصيلها
الداخلية، ومن هنا علينا أن نسلط الضوء على معاناتنا، وأن نقوم جميعاً بتوحيد الجهود
من أجل إيصال رسالة اللاجئين إلى العالم".
وشدد عدوان على أن قضية حق العودة واللاجئين
من القضايا المهمة والمركزية التي يجب الاهتمام بها، وأن تتضافر كل الجهود والوسائل
والإمكانات من أجل الارتقاء بهذه القضية وأن تكون على سلم أولويات القضايا.
وأقر عدوان بحالة الضعف التي تنتاب المؤسسات
الرسمية والأهلية وكافة المؤسسات المعنية بقضايا اللاجئين، مشيراً إلى ضرورة عدم اختصار
قضية اللاجئين بذكرى موسمية. وتابع بالقول: "لا يجوز فقط أن نستذكر النكبة في
كل عام لأيام معدودة فقط... فهذه الذكرى تتطلب منا أن نوحّد جهودنا ونضع خطة استراتيجية
لحماية اللاجئين والدفاع عن حقوقهم والتخفيف من معانـاتهم".
ولفت عدوان إلى أن دائرة شؤون اللاجئين
قامت بالتنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية ليس من أجل الخروج باحتفالات مركزية في
ذكرى النكبة فقط، بل من أجل تنسيق الجهود وتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين للارتقاء
بقضايا وهموم اللاجئين والتصدي بشكلٍ موحد ومدروس لهموم اللاجئين والتصدي للعقبات التي
تواجه اللاجئ الفلسطيني.
وأضاف عدوان: "تنسيق المواقف المشتركة
من خلال تفعيل وتعاون اللجان الشعبية للاجئين في مخيمات القطاع مهم جداً من أجل إرسال
رسالة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن الشعب الفلسطيني موحد تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين...".
وفي رسالة إلى اللاجئ الفلسطيني في ذكرى
النكبة، قال عدوان: "ستعودون إلى أوطانكم وإلى قراكم، وحق العودة هو حق مقدس ستتوارثه
الأجيال جيلاً بعد جيل، ولن ينسى الصغار أبداً حلم أجدادهم وآبائهم".♦