رؤيـة
رؤية :كيف ينصر العرب قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة؟؟
كيف ينصر العرب
قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة؟؟
محمد عادل عقل - إسطنبول
لا شك في أن قضية اللاجئين تستحوذ على أهمية خاصة بالنسبة إلى القضية الفلسطينية؛ إذ إنها باتت تمثّل قضية محورية في مسألة الصراع مع الكيان الصهيوني.
وقضية اللاجئين الفلسطينيين تمثّل الدعامة الرئيسية لكل قوى الثورة الفلسطينية وفصائلها؛ إذ لا يجرؤ فصيل مهما كان وزنه وموقعه على التنصل من المسؤولية الأدبية والتاريخية لحق عودة هؤلاء اللاجئين الذين هُجِّروا من أوطانهم من دون وجه حق، وما زالوا يعانون كل أنواع التمييز والحيف بسبب صفة اللجوء التي ترافقهم حيثما حلوا وأينما أقاموا.
كذلك باتت قضية اللاجئين تمثّل المادة الأساسية لكل أشكال المقاومة السلمية التي تؤيدها الأطروحات الدولية والمحافل الأممية.
ونظراً إلى أهمية هذه القضية في الأجندة الفلسطينية، ونظراً إلى حاجة الفلسطينيين إلى التأييد والدعم من إخوانهم العرب، بات لزاماً على الجميع المساهمة في الدفع باتجاه نيل اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم.
والعرب، حكومات وشعوباً، بإمكانهم المساهمة الإيجابية في جعل قضية اللاجئين موضوعاً حيوياً في كل المؤتمرات والمحافل ذات العلاقة، من خلال المطالبة بتفعيل قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بأحقية اللاجئ في العودة إلى دياره التي هُجِّر منها عنوة، إضافة إلى أحقيته في التعويض عن الضيم الذي لحق به جراء ذلك.
كذلك يمكن أن تسهم الحكومات العربية في تسليط الضوء على هذه القضية الحيوية من خلال المناهج المدرسية بتخصيص فصل أو أكثرأو حصص صفية إن تعذرت الأولى للحديث عن القضية الفلسطينية والمعاناة التي يلاقيها اللاجئون بسبب فقدانهم للأمن أولاً وللوطن ثانياً، ولعدم توافر أسباب الاستقرار لهم في أماكن وجودهم.
ويمكن الحكومات العربية أن تجعل يوماً من أيام السنة للتذكير بحق اللاجئين في الحياة الكريمة على أرض وطنهم، من خلال العمل على إقناع جهات صنع القرار الدولية في حل مشكلة اللاجئين التي إن لم تحلّ فستبقى مصدر قلق على السلم العالمي.
ويمكن الحكومات العربية كذلك السعي الحثيث إلى حل قضية اللاجئين حلاً عادلاً في أسرع وقت، ولا سيما أن الأجواء العامة مواتية الآن أكثر من أي وقت مضى في ظل الربيع العربي الذي يرفع شعاراً رئيسياً، ملخصة رفع الظلم عن المظلومين، واللاجئ هو أكثر من يعيش الظلم بكل ألوانه وأشكاله.
أما بالنسبة إلى الشعوب العربية، وخاصة تلك التي تتحرك بربيعها العربي، فمن أوجب الواجبات هذه الأيام أن تُرفع قضية اللاجئين وأحقيتهم في العودة في شعاراتهم الاحتجاجية، وملتقياتهم الشعبية، ومفاوضاتهم الرسمية مع الجهات المعنية بقضاياهم المطلبية.
ويمكن الشعوب العربية أن لا تغيّب قضية اللاجئين عن أجنداتها اليومية من خلال عرض قصص المعاناة اليومية التي يعيشها اللاجئون... ولا بأس من التذكير بقضية اللاجئين الفلسطينيين في ذكرى الهجرة النبوية التي تمثّل حالة من حالات اللجوء... «ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت» من خطاب الرسول عليه السلام لمكة المكرمة.
كذلك إن رفع الأعلام الفلسطينية في التظاهرات العربية يعني تسليط أضواء وسائل الإعلام العالمية على القضية الفلسطينية التي تُعَدّ قضية اللاجئين أحد أهم تفصيلاتها وتعقيداتها.
إن إظهار العلم الفلسطيني له مدلول جيد في الربيع العربي الذي يعني أنه كما للشعوب العربية ربيعها، فمن حق الفلسطينيين أن يكون لهم ربيعهم، وليس أقل من أن ينتزع اللاجئ حقه في العودة إلى بيته معززاً مكرماً، ولا سيما أنه يعاني من ذلك منذ64 عاماً.
- الشعوب العربية أن تستثمر المدارس بمختلف فئاتها لعمل أيام وطنية للتذكير بقضية اللجوء الفلسطيني والتعريف بالحقوق القانونية والدولية التي للاجئ، مهما كان وطنه أو دينه أو جنسيته.
ويمكن كذلك أقامة الحفلات الفنية ومعارض الرسوم الفنية التي تبرز صورة «المفتاح» كأحد أهم الرموز الدالة على حق العودة.
- الحركات ومنظمات المجتمع المدني المشاركة في إحياء مفهوم حق عودة اللاجئين في الاحتفالات التي تقام في المناسبات الوطنية والدينية، والمشاركة في عمل مسابقات تذكّر العرب والمسلمين بمدن فلسطين وقراها ومقدساتها التي استولى عليها اليهود ودنسوها وأقاموا عليها المستوطنات وغيرها.
ويمكن الشعوب العربية أن تسهم في التذكير بحق العودة من خلال الصور الجدارية في البيوت والممرات العامة والأندية والأسواق والتجمعات التجارية والحافلات.
- أن يسهم مالكو الصحف والمجلات ودور الطباعة والمكتبات في خدمة قضية اللاجئين وحق عودتهم من خلال نشر الموضوعات التاريخية عن مأساة الشعب الفلسطيني المشرد في مختلف أصقاع الأرض، وعمل الميداليات التذكارية والبروشورات التوضيحية، ولا بأس من تأليف الكتب التوثيقية التي توثّق تاريخ اللجوء الفلسطيني ومأساته.
- أن تقيم بلديات المدن العربية توأمة مدنها مع المدن الفلسطينية، وقراها مع القرى الفلسطينية والبحث عن المشتركات بين الشعوب العربية والشعب الفلسطيني في مقاومتهم للظلم والاحتلال والاستعمار والربط بين هذه المحطات وقصة التهجير الفلسطيني كي تبقى هذه القضية حية في نفوس العرب ما دام الظلم واقعاً على أبناء الشعب الفلسطيني. ♦