مجلة العودة

لا تُدخلوا فلسطينيي العراق في دائرة النسيان من جديد

لا تُدخلوا فلسطينيي العراق في دائرة النسيان من جديد

محمد المحمدي/ بغداد

بعد صعود الحديث عن الاتفاقات الأمنية والتغييرات الإجرائية على الأرض، وطغيان المفاوضات على وسائل الإعلام، يكاد يغيب اللاجئون الفلسطينيون في العراق عن خريطة القضايا الفلسطينية الملحّة.

ولكي لا يدخل الشأن الفلسطيني في العراق نفق التعتيم والنسيان، وكي لا يعتقد أحد أن قضيتهم قد تمّ حلها، نذكر هنا بعض الأحداث التي شهدها وضع فلسطينيي العراق في الشهر الماضي:

السبت في 13/9: اعتقال الشيخ حسن طالب إمام وخطيب جامع القدس في البلديات بعد تفتيش مجمع البلديات ومن ثم المسجد.

السبت 20/9: رسائل تهديد لثلاث عوائل فلسطينية في منطقة الحرية وفيها رصاصات، ومطالبتهم بمغادرة المنطقة خلال 72 ساعة.

الجمعة 3/10: العميد علي دبعون آمر اللواء الثامن شرطة وطنية يزور جامع القدس ويهنئ بعيد الفطر ويتمنى أن يخرج الشيخ سريعاً، علماً أن اللواء الثامن هو من اعتقل الشيخ حسن إمام وخطيب جامع القدس.

الاثنين 6/10: قوات أمريكية وعراقية من المغاوير توزّع مواد تموينية على أهالي مجمع البلديات!!

الثلاثاء 7/10: قوات أمريكية وعراقية من المغاوير توزع لليوم الثاني على التوالي مواد تموينية، والأهالي يفسرونها بأنها محاولة لإرضاء الناس بعد اعتقال إمام وخطيب جامع القدس للتخفيف من احتقان الناس، وخصوصاً أن آمر اللواء الثامن العميد علي هو من يوزعها بنفسه.

الأربعاء 8/10: مؤسسة الأكناف للإغاثة والتنمية تقيم ندوة عن «أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في منطقة البلديات»، وقد حضرها عدد كبير من وجهاء الفلسطينيين ومن مختلف شرائح المجتمع.

الأربعاء 8/10: وفاة معتقل فلسطيني في سجون قوات الاحتلال الأمريكية اسمه خليل خضر محمد، وهو أول معتقل فلسطيني بعد احتلال بغداد، إذ تم اعتقاله يوم 19/3 عام 2003. ومن الغرائب أن التهمة الموجّهة له هي تجفيف أهوار العراق! ويذكر أن القوات الأمريكية ترفض حتى الآن تسليم الجثة لذويه.

الاثنين 13/10: أفراد من الشرطة المحلية من التابعين لمركز شرطة الرشاد يهددون عمر صالح أحد اللاجئين الفلسطينيين في البلديات لتهجيره بسبب تصديه لشرطي تحرّش بفتاة فلسطينية ومد يده عليها بفعل غير أخلاقي.

الثلاثاء 14/10: لقاء مهم يجمع بين مدير مؤسسة الأكناف الأستاذ محمد أبو أنس والعميد عبد الصاحب رئيس اللجنة الدائمة لشؤون اللاجئين، بحضور ممثل عن اللواء الثامن وممثل عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ورئيس دائرة اللاجئين الفلسطينيين في العراق التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية محمد عبد الواحد. اللقاء تناول موضوع الهوية الذي قام على اساس موافقة مجلس الوزراء على منح الفلسطينيين هوية مشابهة للهوية العراقية برقم مختلف، ولكن اللجنة لم توافق على هذا المقترح، وقد بيّن العميد عبد الصاحب جهود اللجنة في وضع هوية للاجئين بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص ووضع كلمة هوية اللاجئين الفلسطينيين، مما سيكمّن نقاط السيطرة بسهولة من اعتقال كل فلسطيني وحتى لو كان يحمل هوية جديدة، لأنها ستبين جنسيته.

الأربعاء 15/10: اعتقال الفلسطيني خالد محمد علي سليمان، وهو من سكان منطقة أبو غريب، ويبلغ من العمر 20 عاماً. يُذكر أنه اعتقل في الساعة الحادية عشرة مساءً من بيته ومن بين أهله من قبل لواء المثنّى، وعندما سألت أمه: « أين تأخذونه»؟ صوّبوا المسدس إلى رأسها ورأس أبيه، وعند ذهاب أبيه للسؤال عنه في اليوم التالي قالوا له: «ليس عندنا»! والخوف يخيم على أهله والقلق من فقدانه. يُذكر أن خالداً أراد ان يقدم أوراقه للدراسة في الجامعة المستنصرية في العام الماضي، ورفض العميد أوراقه وقال له: «إنك فلسطيني ولا أريدك في الجامعة»!

هذه الأحداث هي ما استطعنا الحصول عليه، في منطقة يمكن التجول فيها، حيث إن الوصول إلى مناطق بعيدة فيه خطر على الفلسطيني في العراق.

من هنا، نحذر من الاهتمام بقضايا جانبية أخرى على حساب فلسطينيي العراق وإدخالهم في دائرة النسيان، أو في «مفرمة تسارع عملية التسوية»..