مجلة العودة

بعيون غربية: المصالحة.. ميتشل.. وذكرى النكبة - نسيمة أيوب

المصالحة.. ميتشل.. وذكرى النكبة
 

نسيمة أيوب/ بيروت

امتلأ فضاء الأحداث أثناء شهر مايو/ أيار بالكثير من التطورات المتعلقة بالشأن الفلسطيني. فالصحافة الغربية توقفت عند عدة محطات لتغطي توقيع المصالحة وتداعياتها ثم استقالة جورج ميتشل، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط، وأسبابها.. حتى نصل إلى إحياء ذكرى النكبة ومعانيها.

المصالحة

لم تكد المصالحة تتم بين فتح وحماس حتى بادرت «إسرائيل» إلى رفضها برمتها وإعلان تجميد العائدات الضريبية الخاصة بالسلطة الفلسطينية. أما أمريكياً، فقد كان المزاج السائد أنّ «علينا أن ننتظر لنرى ماذا سيحدث». هذا ما بحثه دايفيد ماكوفسكي في مقابلة أجراها معه موقع Council of Foreign Relations في 3 أيار/ مايو الماضي، وأضاف أن ما يهم الولايات المتحدة هو استمرار التعاون الأمني بين «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية. كذلك يهمها أن تعرف ماذا سيحل بحكومة فياض.. تلك الحكومة التي غيرت قواعد الحكم عند الفلسطينيين والتي تؤمن بنشر ثقافة الشفافية والمحاسبة وتحسين الإقتصاد وبناء المؤسسات، وهي تؤمن أيضاً بالتعاون الأمني مع «إسرائيل» الذي من شأنه أن ينشر الهدوء في المجتمعات الفلسطينية، هذه المفاهيم المرتبطة باللاعنف هي مهمة للأمريكيين، ويريدون معرفة ماذا سيحدث لها.

أما الكونغرس، يتابع ماكوفسكي، فيسوده الميل إلى قطع التمويل فوراً ما يخالف رؤية الإدارة الأمريكية. ويعتقد الكاتب كذلك أنه إذا ضُمّت أراضي الضفة التي تحوي مستعمرات والتي تمثّل 5%، ثم جرى تعويضها في مكان آخر من البلاد، فإن مشكلة الحدود ستُحل، وبالتالي سيسهل الطلب من الفلسطيني الاعتراف بدولة «إسرائيل».

يأس المبعوث

لا شك في أن استقالة المبعوث الأمريكي جورج ميتشل هي مؤشر واضح على أن الوصول إلى اتفاق مصالحة فلسطيني-إسرائيلي لن يحدث خلال الفترة الممتدة إلى أيلول/ سبتمبر المقبل، وأن المحادثات لن تستأنف في المدى المنظور.

ويحلل المفاوض السابق آرون ميلر، في مقال نشرته جريدة The New York Times في 13 أيار/ مايو الماضي، أن البيت الأبيض هو الذي يحدد اتجاه سياسة الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط. إن 80% من الفشل يعود إلى عدم وجود إرادة حقيقية لدى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لحل المسائل العالقة، و20% يعود إلى مبالغة توقعات الإدارة الأمريكية بقرب وجود حل، ثم تركيزها على موضوع تجميد المستوطنات، وبالتالي أصبحت بدون مفاوضات أو مسيرة تسوية أو حتى استراتيجية معروفة.

وفي مقابل الاستقالة يوصي المستشار للأمن القومي توم دونيلون بعدم الركون إلى الأوضاع الراهنة؛ فالأوضاع في الشرق الأوسط دائماً متغيرة والقنبلة السكانية والتكنولوجية هناك متجهة نحو الانفجار. هناك جيل جديد من القادة الذين سيبرزون في المنطقة نتيجةً للتغيرات الحاصلة حالياً. أما خبير السياسة الخارجية ستيف كليمونز فيصف دور جورج ميتشل بالمضمحل، ويصف الإدارة الأمريكية بأنها تفتقر إلى أي خطة للتعامل مع حكومة الوحدة الوطنية، فاتفاق المصالحة أخذهم على حين غرة، وبالتالي استراتيجيتها لن تنفع في الوقت الراهن.

النكبة.. أصبحت ذكرى

لقد كان تفاعل الصحافة مع فعاليات إحياء ذكرى النكبة متفاوتاً. فقد رأى البعض أن ما حدث هو نتيجة طبيعية لدومينو الثورات. والبعض الآخر رأى إيران هي المحرّض الرئيسي لما جرى. فقد نقلت جريدة The Christian Science Monitor، في 15 أيار/ مايو الماضي، اتهام الجيش الإسرائيلي لإيران بأنها من خطط لخرق الحدود في سوريا ولبنان. وفي اليوم التالي قالت جريدة The Guardian إن بؤراً جديدة من الثورات قد تظهر بعد المواجهات التي حدثت على الحدود الإسرائيلية. واستشهدت بقول إيهود باراك «نحن ما زلنا في البداية ومن الأرجح أننا سنواجه تحديات أكثر تعقيداً».

وتابعت الغارديان تقول إن مواجهات الحدود كانت أمراً غير متوقع البتة، وقد جاءت في الوقت الذي يسود فيه قلق عميق عند الإسرائيليين من جراء الانتفاضات الحاصلة في المنطقة. ورأت أنه قد يكون لمواجهات مارون الراس تبعات خطيرة تمهّد للمزيد من اختراقات الحدود.

لم يكن إحياء ذكرى النكبة هذه السنة كغيره من السنوات، بل لم يكن لكلمة نكبة مكان في الأجواء. فقد اختلط الأمل بعودة الثقة إلى نفوس من أحيا الذكرى. وبغض النظر عما إن كان هناك أجندات مرافقة لإحياء الذكرى أو لا، إلا أنه بلا شك، استعادت فلسطين مكانتها الطبيعية في الأمة، ولا شك في أن أمارات النصر بدأت تلوح في الأفق.