مجلة العودة

تحقيق: أزمة مخيم نهر البارد تدخل عامها الخامس

أزمة مخيم نهرالبارد تدخل عامها الخامس
  تصاعد التحركات الشعبية والرسمية المطالبة بإنهاء الأزمة
 
 

العودة/ مخيم نهر البارد

سنة ونصف استغرق بناء 100 وحدات سكنية من 4 آلف، فكم من الوقت تحتاج الأونروا للإنتهاء من الإعمار؟ في 18 نيسان (آبريل) الماضي، تسلم 108 عائلات بيوتها بعد تأجيل موعد التسليم للمرة الخامسة وأصيبوا بخيبات متلاحقة بعد كل وعد تطلقه وكالة الأونروا في حديثها عن الإعمار وتسليم البيوت. الأهالي ملّوا المماطلة والتأخير تلو التأخير في إعمار المخيم بعدما صاروا يصبحون على موعد لتسليم جزء من البيوت ويمسون على موعد آخر. والأيام في المخيم لاتزال تشبها بعضها البعض بالظلم والمعاناة المستمرة. فأي نهاية ستكون لنكبتهم الثانية؟ ومتى؟

انتفض أبناء مخيم نهر البارد في الأول من نيسان (أبريل) في اعتصام جماهيري حاشد عقب صلاة الجمعة بدعوة من الأئمة والخطباء والحركات الإسلامية في المخيم، ضم (حماس، الجهاد الإسلامي، حزب التحرير، المراكز السلفية)، للمطالبة بتسريع الإعمار في المخيم ووقف الهدر وإنهاء الحالة العسكرية المفروضة على المخيم، وقد ردد المعتصمون: «الشعب يريد إلغاء التصاريح».

وطالب المتكلمون الحكومة اللبنانية برفع الحاله العسكرية عن المخيم وان يكون منطقة مدينة اسوة بباقي المناطق اللبنانية. وطالبوا الدولة أيضاً بدفع التعويضات التي تحملت مسؤوليتها في مؤتمر المانحين في فيينا وحل الأمور العالقة (للبيوت المدمرة والمصالح والسيارات وخطوط الهاتف والحيوانات وسائر الأضرار حسب إحصاء شركة خطيب وعلمي والهيئة العليا للإغاثة). بالإضافة إلى حل موضوع ملكية البيوت في المخيم الجديد، وتسليم القطاع A وما يشمل من مسجد فلسطين والأراضي والبيوت وغيرها من الوحدات السكنية. للمزيد...

 
108 عائلات تتسلم بيوتها في نهر البارد من 4 آلاف مازالت مشردة
 

يزداد أهالي مخيم نهر البارد استياءً وهم يرون البطء في عملية إعادة الإعمار بعد مرور سنة ونصف على بدايتها، سبقها فترة موازية من التأخير أعقبت انتهاء المعارك بين الجيش اللبناني وتنظيم «فتح الإسلام». كانت «أونروا» قد تعهدت بتسليم الرزمة الأولى في سبتمبر 2010، لكن لم يكتمل بناء سوى 100 وحدة كان يفترض أن تسلم في نهاية آذار الماضي حسب وعد «أونروا» الأخير الذي تأجل للمرة الرابعة. وتمثّل الـ100 وحدة سكنية جزءاً من 540 وحدة هي مجموع الرزمة الأولى من أصل ثماني رزم لم يبدأ الإعمار بـ6 منها. ويحتاج المتعهدون إلى نصف سنة أخرى على الأقل حتى إكمال الرزمة الأولى، و14 سنة أخرى لبناء الـ7 الباقية إذا بقي الوضع على حاله. والأسوأ من التأخير هو حال البيوت المبنية حديثاً، (فقد شاهد الأهالي النش ومياه الأمطار تسربت الى بيوتهم، والدهان الذي بدأ يتساقط، الحجم الصغير للمنازل).

ولم تلزم الأونروا الشركة المتعهدة بدفع غرامات تأخير البالغة 16 الف دولار عن كل يوم حسب الاتفاقية الموقعة بين الطرفين، ما أدى الى مضاعفة الوقت الذي تحتاجه الشركة حتى الانتهاء من الإعمار. وتفيد مصادر في «أونروا» بأنها ستطبق الشروط في المستقبل، وهي لم تطالب المتعهد لإعطاء الفرصة للتسريع بالعملية. للمزيد...


 تجمّع ركن الدين على جبل قاسيون من رحم النكبة واللجوء يؤرخ لعودته
 

وسام حسن/ دمشق

«لأنه يشبه جبال الجرمق وكنعان»، هكذا قال لنا معظم من التقيناهم لإعداد هذا التقرير في إجابتهم عن سؤالنا لماذا: «سكنتم هذه المنطقة المرتفعة الصعبة والوعرة في كثير من نواحيها؟».

تجمع ركن الدين الفلسطيني يمتد كقوس اختط على جبل قاسيون المطل على مدينة دمشق من جهة الشمال. وطول هذا الخط الذي يتوزع فيه التجمع 10 كلم تقريباً، ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في التجمع نحو 25 ألف نسمة معظمهم من مدينة صفد وقراها، وجميعهم تجرعوا مرارة النكبة والتشرد وصعوبة العيش في السنوات الأولى من اللجوء.

لا تعترف به الأونروا بوصفه مخيماً يستحق أن تشرف عليه وتساعد سكانه وتعينهم على ظروف الحياة الصعبة. فهو بلا مركز صحي وليس فيه أي مكتب للأونروا يمثلها أو يتابع شؤون اللاجئين كمعظم المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سورية. في هذا التجمع أربع مدارس فقط تابعة للأونروا اثنتان للمرحلة الابتدائية واثنتان للمرحلة الإعدادية، عدا ذلك فالأونروا بعيدة كل البعد عن هذا التجمع الذي يعتبر أكبر من كثير من المخيمات، سواء من حيث عدد السكان أو الرقعة التي ينتشر عليها.

العودة التقت عدداً من قاطني هذا التجمع، وكان لنا معهم هذه الحوارات.

ماجد صوان من قرية بيريا قضاء صفد:

إن بداية تشكل هذا التجمع تعود إلى عام 1949 حيث بدأ اللاجئون يستقرون في مخيمات وتجمعات في عدد من المدن السورية، ومنها مدينة دمشق التي شهدت أكبر تجمعات للاجئين الفلسطينيين في العالم. وبالنسبة إلينا عدد من أقربائنا ومن أهل قريتنا، وجدنا في ركن الدين بدمشق منطقة تشبه قريتنا كثيراً، وخصوصاً في أعلى جبل قاسيون. لهذا، نجد أن معظم اللاجئين من مدينة صفد أو قراها يسكنون هذه المنطقة. وعلى سبيل المثال، نجد أن أكبر تجمع لأهالي قرية (دلاته) وقرية (بيريا) وقرية (علما) وقرية (القباعة) هو في هذا التجمع؛ لأن هذا المكان يشبه تلك القرى، بالإضافة إلى اللاجئين من مدينة صفد؛ فهم يمثّلون الغالبية في هذا المكان. هناك أيضاً عائلات بأكملها لا تجدها تسكن خارج هذا التجمع إلا في السنوات الأخيرة، ومن العائلات التي تسكن هذا التجمع عائلة السعدي وسعد الدين وسويد وقرباش والأسدي وعطايا... وصوان والشبعاني...إلخ. ونرى اليوم أن الحارات في هذا التجمع تسمى بأسماء العائلات أو القرى، مثلاً هنا منطقة أهل دلاته وهناك منطقة أهل صفد ومنطقة أهل علما وهكذا. للمزيد...