مجلة العودة

ما هو سر الانفراج في المنطقة؟

ما هو سر الانفراج في المنطقة؟

فجأة، دخلت المنطقة في مرحلة تهدئة وانفراج! بعد أن كانت تتحضر لمعركة كبيرة..



بعد سنوات من التهديد المتواصلة لسوريا، تدخل تركيا على الخط وتبدأ مفاوضات غير مباشرة بين سوريا و«إسرائيل». وتدعو فرنسا الرئيس الأسد إلى باريس، وتنفرج العلاقات بينهما على أثر ما حدث في لبنان من حسم ميداني لميزان القوى، ومن ثم انتخاب الرئيس.

في لبنان، بعد أن ضاقت واستحكمت حلقاتها فرجت، تم الحسم ميدانياً، وتوقع البعض أن يؤدي هذا الحسم إلى انغلاق الحركة السياسية في المنطقة، فإذا بالقوة العظمى لم تتدخل وبدأت الأمور تتحلحل في الدوحة. وعاد اللبنانيون متفقين تقريباً، وجرى انتخاب الرئيس وبدأت مسيرة تشكيل الحكومة، و«أغارت»وزيرة الخارجية الأمريكية على لبنان. والأمور آيلة إلى الانفراج.

من جهته بدأت تظهر نتائج جدية لمفاوضات عبر وسيط بين حزب الله و«إسرائيل»من أجل إتمام صفقة تبادل الأسرى، وتم طرح قضية مزارع شبعا على الطاولة للمرة الأولى من قبل الرئيس الفرنسي ووزيرة الخارجية الأمريكية.

في فلسطين، بدأت التهدئة في قطاع غزة بناء على اتفاق لمدة ستة أشهر، بشروط فرضها صمود الشعب الفلسطيني..

ما الذي يجري؟ وهل ستستمرّ هذه الحال؟

الواقع أن ما يجري هو بالضبط ما سمّاه الأطراف «تهدئة». هذه التهدئة ليست دائمة على ما يبدو. وما يجري هو محاولة تبريد المنطقة، لصالح عدم وقوع أي خطأ يؤدي إلى ضرب أطراف الخيوط المرتبطة بالرئيس الأمريكي وحزبه.. فإن أي سقوط للأطراف التي تعمل تحت المظلة الأمريكية سيؤدي إلى انتكاسة انتخابية للحزب الجمهوري.

اعتاد العالم في أثناء الانتخابات الأمريكية على ما يسمى مفاجأة أكتوبر، وهو ما يقوم به الرئيس في ذلك الشهر، في اللحظات الحرجة قبيل الانتخابات، وهذه المفاجأة غالباً ما تأخذ شكل التحدي، لدرجة أن الديموقراطية مادلين أولبرايت شككت بأن القوات الأمريكية قتلت أسامة بن لادن عام 2004 في باكستان، وأن بوش ينتظر ليفجر «مفاجأة أكتوبر» ليعلن هذا «الإنجاز».

الواضح أن الوضع الحرج لجورج بوش وحزبه، يجعله يخشى أي مفاجأة تطال أحد رموز سياستهم في المنطقة، والسبب نفسه سيمنعه – رغم حاجته- من القيام بمفاجأة قد تحسم نتيجة هزيمة حزبه.

غير أن بوش، كما يتوقع محللون، لن يلغي المفاجأة، بل سيفعلها في تشرين الثاني/ نوفمبر بعد صدور نتائج الانتخابات، فإذا فاز الحزب الديموقراطي فإنه سيقوم بما يورّط الحزب بوحل جديد من نوعية الوحل العراقي. وإذا فاز الحزب الجمهوري فإنه سيقوم بمتابعة سياسته التي بدأها منذ ثماني سنوات.. وهي الحروب وإشعال النيران في العالم من أجل حفنة من «النفط والغاز»..