مجلة العودة

الاحتلال يطرد عائلة الكُرد من منزلها في القدس ويمنعها من الاعتصام في خيمة

الاحتلال يطرد عائلة الكُرد من منزلها في القدس ويمنعها من الاعتصام في خيمة

العودة/ القدس

أخلت سلطات الاحتلال بالقوة وتحت تهديد السلاح، فجر يوم يوم الأحد 9/11/2008، عائلة الكرد من منزلها في حي الشيخ جراح وسط مدينة القدس المحتلة، وأعلنت الحي منطقة عسكرية مغلقة ومنعت اقتراب المواطنين منها.

قرار سلطات الاحتلال جاء قبل بتّ المحكمة الإسرائيلية التماساً تقدم به محامي العائلة ضد قرار الإخلاء، ويأتي إخلاء عائلة الكرد ضمن خطة صهيونية لإخلاء 27 منزلاً في الحي.

من جهتها، قالت منظمة «حركة التضامن الدولي» إن القوات الإسرائيلية اعتقلت ثمانية من أعضائها الذين حضروا للتضامن مع عائلة الكرد، مشيرة إلى أن المعتقلين يحملون جنسيات كندية وسويدية وبريطانية وأميركية.

يشار إلى أن عائلة الكرد تعيش في هذه المنطقة منذ أكثر من 52 عاماً، وتمثل رمزاً للمقاومة في مواجهة ضغوط إسرائيلية إضافة إلى المستوطنين اليهود.

اختصر المشهد معركة الاستيطان الأكبر الدائرة في المدينة: اقتاد جنود الاحتلال الحاجة فوزية الكرد إلى الخارج. أوثقوا يديها. منعوها من الشرب. حملوا زوجها المقعد إلى الخارج. طردوا عائلتها من منزل تملكه منذ عقود، وسلموه للمستوطنين. انتظار قرار جديد من المحكمة لا يعنيهم. الوثائق المزورة، وحدها هي الحكم.

تقول أم كامل: «لم يعد لنا أي مكان يحمينا.. ذهبت ذكرياتنا وأحلامنا وحياتنا كلها صارت بلا معنى، فهذا المكان كان يؤوينا، وفيه تربينا، وعشنا نصف قرن، ولا أعلم كيف سنكمل المشوار».

وكانت «المحكمة الإسرائيلية العليا» أصدرت في منتصف تموز (يوليو) الماضي، حكماً لمصلحة المستوطنين الإسرائيليين الذين طالبوا بطرد العائلة من منزلها. وسلمت سلطات الاحتلال إخطاراً بإخلاء المنزل، بحجة أن الأرض التي يقام عليها مملوكة لشركة يهودية تدعى «كنيست إسرائيل» قدمت إلى المحكمة وثائق من العهد العثماني تفيد بأن الأرض تابعة لها قبل عام ١٩٤٨، وهو ما نفته صاحبتها فوزية الكرد بالقول إنه «لو كان الامر كذلك، فلماذا عرضوا علي مبلغ عشرة ملايين دولار لإخلاء المنزل».

خيمة أم كامل الكرد

خيمة الصمود؛ «خيمة أم كامل الكرد» سببت قلقاً وإزعاجاً لسلطات الاحتلال على الصعيد الإعلامي بشكل خاص، حيث تتقاطر الوفود الرسمية والفعاليات الدينية والوطنية والشعبية المتضامنة مع عائلتها.

بعد أسبوع من إقامتها، اقتحمت قوة عسكرية وشُرطية احتلالية خيمة الاعتصام الاحتجاجية، وسلم مستخدمو بلدية الاحتلال في القدس أم كامل مرسوم مخالفة وتغريم بمبلغ 430 شيكل بحجة بنائها خيمة كبيرة بصورة غير قانونية على أرض عامة وبدون إذن خطي من بلدية القدس.

يُذكر أنه تم نصب خيمة الاعتصام «الصمود» على أرض خاصة يمتلكها المواطن المقدسي كمال عبيدات على بعد أمتار من بيتها الذي أُخرجت منه وأفراد عائلتها عنوة.

من جهته، قال المحامي خالد زبارقة، الذي يتابع ملف الخيمة المقامة على أرض المواطن عبيدات: «لا يوجد أي أساس قانوني لِطلب الإخلاء أو المخالفة والتغريم، فالأرض أرض خاصة، وأقيمت عليها خيمة بشكل مؤقت لتأوي عائلة الكرد حتى يتمّ إرجاعها إلى بيتها».

بدورها، أكدت أم كامل الكرد أنها ستصمد في خيمتها التي بنتها على أرض خاصة تابعة للسيد كمال عبيدات، وثمّنت أم كامل موقف عبيدات الذي وقف إلى جانبها في محنتها.

أما عبيدات فقال إنه يتعرض لحملة تهديدات من قبل الشرطة التي استدعته إلى مركز الشرطة، واستدعته لاحقاً لفرع المخابرات الخاص. وقال: يجري تهديدي بتحويل أرضي إلى أراضٍ عامة، وأنهم سيأتون لهدم السياج الحديدي المقام حول أرضي.♦