مجلة العودة

الإعلام الجديد وثقافة العودة... وسيلة فعالة أم سرقة للأفكار؟

الإعلام الجديد وثقافة العودة
وسيلة فعالة أم سرقة للأفكار؟

العودة/خاص

يتفق الأدباء والفنانون على أهمية الإعلام الجديد، وضرورة الاستفادة منه في خدمة ثقافة العودة خاصة وقضية فلسطين عامة. وفي هذه الوقفات نقرأ آراء عدد من هذه الشخصيات الثقافية الناشطة في مواقع التواصل الاجتماعي.

د. مأمون جرار:

من الظواهر الجديدة المهمة في السنوات القليلة الأخيرة ظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي، وهي ظاهرة لقيت في بداية الأمر نوعاً من الرفض والاستهجان، لكن مع مرور الزمن وإحسان كثير من الجيل الجديد التعامل معها، تغيرت الصورة، وقد تجلى ذلك في أزهى صورة في ثورات الربيع العربي، حيث أثبتت هذه المواقع قدرة فائقة على الـتأثير الذي أسهم في إسقاط أنظمة راسخة البنيان.

هذا التأثير يفتح مجالاً مهماً في عالم القضية الفلسطينية التي تكاد تغيب كثير من معالمها عن أبناء الجيل الثاني والثالث من الفلسطينيين في المهاجر، فكثير منهم لا يعرف جغرافية فلسطين ولم ير صورة مدينته أو قريته، ومواقع التواصل يمكن أن تكون وسيلة مهمة لإحياء الانتماء الوطني في الإطار الكبير العربي والإسلامي، وذلك بتشكيل مجموعات عامة وخاصة؛ فالعامة عن فلسطين، والخاصة عن منطقة أو مدينة أو قرية. ومن اليسير التواصل بين أهل فلسطين في الداخل وفي البلاد المختلفة، كما يتاح المجال لنشر الوعي حول القضية الفلسطينية بين عامة المشاركين في هذه المواقع من أبناء الأمة العربية والإسلامية. ومن أهم ما يجب التركيز عليه: حق العودة إلى فلسطين كل فلسطين، والسعي إلى إبطال المفاهيم الجديدة التي رافقت مرحلة الاستسلام للأمر الواقع والسير في المفاوضات العبثية مع الغاصب المحتل. مواقع التواصل مصدر مهم من مصادر التوعية في عصرنا هذا لا بد من استثمارها في أقصى صورة في خدمة القضية الفلسطينية.

من جهته، فإن الشاعر الموريتاني الشيخ أحمد البان له رأي في مواقع التواصل الاجتماعي وقدرتها على إحداث أثر إيجابي في الجوانب الثقافية والإعلامية والاجتماعية:

أعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها أصبحت وسيلة فعالة وميسرة للحشد والتجميع، فهي فعالة لكونها قادرة على إيصال الرسالة الإعلامية المقصودة لأكبر عدد من المعنيين مكتوبة ومسموعة ومرئية، وهي ميسرة بكونها لا تخضع لرقابة سلطة ولا لأولويات مؤسسة إعلامية لها خطها التحريري المحدد.

ولعل موضوع حق العودة من المواضيع الجذابة على تلك المواقع ببعده الإنساني والعاطفي وحتى الفكري والسياسي، فصورة شيخ يحمل ابنه بيسراه ويلوّح بمفاتيح بيته الذي هجر عنه قسراً يتصفحها شاب وشابة على صفحتهما الشخصية وتتداولها تلك المواقع قد تكون أكثر تاثيراً من رسالة إعلانية مكلفة مادياً تبثها أكبر قناة تلفزيونية.

ذلك أن هناك ملاحظة مهمة، هي أن متصفحي الإنترنت بدأوا يجعلون الفيس بوك وتويتر وغيرهما مصادر رئيسة للأخبار وللآراء المستجدة، ما يجعل العمل على الاستفادة من هذه الوسائط الإعلامية جد ضروري لإحقاق حق العودة وإيقاد جمرته في الضمائر الفلسطينية والعالمية.

ولعل تجربة الدعوة التي أطلقها ناشطون في السنة الماضية لجعل 15 مايو يوم العودة، أذكر حينها أني تابعت الموضوع على صفحات الفيس بوك، وأن كثيراً من المتصفحين من مختلف الدول تابعوه باهتمام بالغ رغم أن دعايته كانت متركزة أساساً على الفيس بوك.

أما الفنان عمر بدور فيتحدث عن أهم السلبيات التي تواجهه كفنان له رسالة في الإعلام الجديد وخاصة على موقع « فيس بوك «:

حاولت تتبع بعض المشاركين على صفحات التواصل الاجتماعي الفيس بوك،

وعملت بعض الاحصائيات الصغيرة التي كانت على بعض الأصدقاء من هنا وهناك،

فكان العجب العجاب، وشيء لا يطاق، وإهدار للوقت، والجهد، والفكر، وسرقة للأفكار والمعلومات، من حيث تدري ولا تدري، وتحميل صفحاتنا ما لا تطيق من الكلام غير الموثق، والموثق نسبياً (أحياناً).

غالبية المواضيع على الفيس بوك هي مواضيع لقيطة (ليس لها أم ولا أب) ولا يعرف لها أصول واضحة، وقد أصبحت بعض الصحف والمجلات والمنتديات، وأصحاب الصفحات الرسمية، ينقلون عن الفيس بوك مثل هذه اللقائط، منهم من ينسبها إلى نفسه، ومنهم من يكتب (وكالات)، ومنهم من يقول مصادرنا، مراسلنا، ومتابعاتنا... إلى غير ذلك من التسميات!!!

وقد قمت بمتابعة بعض الأصدقاء على صفحتي الشخصية، واخترت عينة لأتحدث عنها، وكان لنا مع هذه الشخصية (الفيسبوكية) هذا اللقاء الحسابي:

تتبعنا نشاطه خلال الساعات الخمس الأخيرة، فكان عدد المواضيع التي أنزلها على الفيس بوك (87) موضوعاً!!

ولو قمنا بعملية حسابية بسيطة، وقسمنا عدد المواضيع على عدد الساعات لوجدنا شيئاً عجاباً!!

فتابعوا معنا بارك الله فيكم:

87 موضوعاً نقسمها على 5 ساعات=17.4 موضوعاً في الساعة الواحدة!!

وكما نعلم فإن عدد الدقائق في الساعة 60 دقيقة سنقوم بقسمتها على عدد المواضيع: 60 نقسمها على 17.4=3.4 دقيقة لكل موضوع تقريباً.

دعونا نقرب الرقم 4 إلى النصف تجاوزاً فيصبح عندنا ثلاث دقائق ونصف للموضوع الواحد!!! ♦