مجلة العودة

واحة العودة من إعداد: محمد السعيد ، عدد تشرين الأول 2007

أمثالُنا

الأرض ومكانتها

 
- ارحل عن الأرض ولا تبيعها: يُضرب لمكانة الأرض في نفوس أصحابها.
- الأرض بالشبر؟! قالوا: لأ، الأرض بالظفر: يُضرب لمكانة الأرض وقيمتها، كما يضرب للتفاوت في الخصوبة بين قطعة أرض وجارتها، ومثله: الأرض بتفرق ع شبر.
- الأرض لا بتنحرق ولا بتنسرق: يُضرب للأرض تبقى بانتظار أصحابها مهما طال غيابهم عنها.
- الأرض الواطية بتشرب ميّتها وميّة جارتها: يضرب للماء يسيل من الأرض المرتفعة إلى الأرض المنخفضة، ويضرب للوضيع الانتهازي إذا أكل حقوق كرام الناس. واستخدموه أيضاً للتشجيع على التواضع.
- الأرض كالعرض: يُضرب لمكانة الأرض في نفوس أصحابها. 
- الأرض بتعرى وبتنكسي: يُضرب للأرض قد تخصب مرة وتمحل مرة أخرى.
- إللي ما إله مِلِك، يْتِفّ في كفّه: يُضرب لأهمية امتلاك الأرض.
- إللي ما عنده عطن، ما إله وطن: يُضرب لوجوب امتلاك قطعة من الأرض الخصبة.
- إللي مالوش جَذر، بِموت قهر: يُضرب لأهمية امتلاك قطعة أرض.
- بيّاع أرضه ضاع عرضه: يُضرب لذم بيع الأرض، لأنها تعادل العرض.
- ثْنين بوجْبوا الموت: الأرض والعرض: يُضرب لمكانة الأرض والعرض عند الإنسان.
- الزرع للزرّاع والأرض لأهلها: يُضرب للأرض تبقى لأصحابها مهما تتابع عليها الزارعون.
- الزرع واحد والأرض مَحَطّات: يُضرب لتفاوت خصوبة التربة بين قطعة الأرض والتي تجاورها.
- طلع من خرج أرضه: يُضرب للفلاح الذي يستغل أرضه بشكل ممتاز. 
- مثل ما بدّك منها، بدها منك: يُضرب لوجوب العناية بالأرض والحفاظ عليها وحراثتها وفلاحتها واستصلاحها..
 
قول يا قوّال
العتـــابا

العتابا: كلمة مستقاة من (العتاب)، والعتابا: بحر من بحور الشعر العامي.. وهو يطابق –غالباً- البحر الوافر من بحور الشعر الفصيح (مفاعلتن مفاعلتن فعول)..
وهو يُنظم على نوعين: الأول يتألف من أربعة أشطر، ثلاثة منها متوحّدة القافية (غالباً من الجناس التام) مختلفة المعاني.. والشطر الرابع: يُختم عادة بباء ساكنة، مثل:


بلادي حينما بحبّك عَلِمنا 
جعلنا ارواحنا تحرس عِلِمنا
خفق من فوق زيتونك عَلَمْنا
كسف شمس الضحى وغطّى السحاب


أما الثاني، فلا تختلف قاعدته عن قاعدة الأول إلا بالشطر الأخير، حيث يُختم بألف مقصورة، وأحياناً بألف ممدودة. مثل:


نِعُود اليوم يا مَحْلاها العودة 
إلى الأحباب بِمَجلِةِ العودة
على الله نعودْ ونِتْمتّع بالعودة
على فْلسطين، ونعلنها أفراحنا

والعتابا لون غنائي يدخل في تركيبة أغاني الموّال.. ويكثر غناؤه في جلسات السمر، وحفلات الأعراس المعروفة باسم (التعليلة)، ويغنيه شخص واحد أو اثنان بشكل متناوب، حيث يظهر اتساع اللهجة العامية لكلمات متوحدة الحروف متعددة المعاني.
وفي العادة يجمع بين الأبيات (وصلة ميجنا) تبدأ الحفلة بها وتصبح لازمة بين المقاطع، كما في «زهر البنفسج يا ربيع بلادنا»..
 
زفرات الأقلام
مريد البرغوثي 
رأيت رام الله – ط2- ص70

بعد الـ67 كان اكتشافي أن عليّ أن أشتري زيت الزيتون أمراً مؤلماً حقاً.

كنا نفتح أعيننا على الحياة، والزيت والزيتون موجودان في بيوتنا. لا أحد من أهل القرية يشتري زيتاً أو زيتوناً للأكل اليومي. القرية تبيعهما لرام الله أو عمّان أو الخليج إلخ. ولكن أهلها يجلبونها من الحقول والمعصرة إلى الجرار والبراميل المنزلية التي لا تنفد محتوياتها إلا بحلول الموسم التالي.

زيت الزيتون بالنسبة للفلسطيني هو هدية المسافر. اطمئنان العروس. مكافأة الخريف. ثروة العائلة عبر القرون. زهو الفلاّحات في مساء السنة. وغرور الجرار.
في القاهرة كنت لا أُدخِل زيت الزيتون إلى بيتي لأنني كنت أرفض أن أشتريه بالكيلو. نحن نَزِن الزيت بالجرة! كان منظره في زجاجات خضراء كزجاجات الكوكاكولا، يثير السخرية.

عندما طالت الغربة واستحالت العودة إلى «دير غسانة»، مارست الذلّ البسيط والخطير عندما مددت يدي إلى جيبي واشتريت من البقّال أول كيلو من زيت الزيتون.. 
كأنني واجهت نفسي، ساعتئذ، بحقيقة أن «دير غسانة» أصبحت بعيدة.

تراتيل ونجوم
 
هذه الفقرة تتضمن «تراتيل» وهي عبارة عن بضعة أبيات من الشعر، تتبعها «أسماء» وهي تعريف بصاحب الأبيات.
 
سنعود
 
 
ويسألُني الرفاقُ ألا لقاءٌ
أجلْ!.. سنُقَبّلُ التُّرْبَ المندّى
غداً سنعودُ والأجيالُ تُصغي
نَعودُ مع العواصِفِ داوِياتٍ
مع الأَمَلِ المجنّحِ والأغاني
مع الفَجرِ الضَّحوكِ على الصحارى
مع الراياتِ داميةِ الحَوَاشي

وهل مِن عودةٍ بعد الغيابِ
وفَوقَ شِفاهِنا حمرُ الرِّغابِ
إلى وَقعِ الخُطى عندَ الإيابِ
مع البَرْقِ المُقَدّسِ والشّهابِ
مع النّسرِ المحلِّقِ والعُقابِ
نعودُ مع الصَّباحِ على العُبابِ
على وهجِ الأَسِنَّةِ والحِرابِ

من قصيدة «سنعود»
أبو سلمى - الأعمال الكاملة
أبو سلمى «زيتونة فلسطين»
 
الكرمي، نسبة إلى طولكرم، حيث ولد الشاعر عام 1909، والده العلامة الشيخ سعيد الكرمي، تنقل مع والده، فتنقلت دراسته بين طولكرم ودمشق والسلط ثم دمشق. عاد إلى القدس في وقت متزامن مع عودة شاعر فلسطين إبراهيم طوقان من دراسته في الجامعة الأمريكية في بيروت، فكان ثاني ثلاثة بعد طوقان وقبل جلال زريق جددوا الشعر الفلسطيني، ثم لحقهم الشهيد عبد الرحيم محمود ليشكلوا عصبة من رواد الشعر الفلسطيني.

في القدس عمل مدرساً وساهم في الإذاعة التي كان يعمل فيها إبراهيم طوقان، وخلال تلك الفترة التحق بمعهد القدس ونال شهادة المحاماة ومارسها في حيفا التي غادرها إلى عكا بزورق بخاري عن طريق البحر حيث كانت المستعمرات الصهيونية منتشرة على الطريق البحري. يومها لم يستطع أن يأخذ أبو سلمى معه سوى مخطوط لرواية شعرية ألّفها عن ثورة عزالدين القسام وثورة 1936، مع مقدمة كتبها له الأديب المصري إبراهيم عبد القادر المازني. وكان قد ترك الكثير من أشعاره في درج مكتبه، بعد أن أقفل عليها وأخذ مفتاحه على أن يعود بعد أسبوعين لمتابعة نشاطه المهني والأدبي، وصارت تبعد أشعاره التي ودّعها في حيفا كلما احتل العدو أرضاً جديدة. وحمل أبو سلمى في جيبه إلى جانب «مفتاح العودة» مفتاحاً آخر هو «مفتاح الشعر» الموعود بالعودة إليه مهما طال الزمان.

أصدر أبو سلمى عدداً من المجموعات الشعرية منها «المشرّد» عام 1951، و«أغنيات من بلادي» عام 1959، و«من فلسطين ريشتي» عام 1978. وأصدر ديوانه الأعمال الكاملة في طبعتين (1978 و1981). منحه اتحاد كتّاب آسيا جائزة اللوتس عام 1978. 
توفي أبو سلمى في 11-10-1980 في العاصمة الأمريكية، بين يديّ ولده الوحيد، الدكتور سعيد الذي حرص على نقله، بناءً على وصيته، إلى دمشق، حيث شهدت العاصمة السورية، في وداعه، واحداً من أكبر مواكب التشييع في تاريخها حيث دفن في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك. ♦