مجلة العودة

اللقاء التشاوري العربي بشأن فلسطين

اللقاء التشاوري العربي بشأن فلسطين
لهيئة تجمع العرب وتعيد البعد العربي للقضية الفلسطينية
 

«العودة»/ بيروت

تمهيداً لمؤتمرها التأسيسي، عقدت «الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني» لقاءً تشاورياً في فندق البريستول ببيروت، في 23 أيلول (سبتمبر) الماضي، بمشاركة نحو 300 شخصية عربية، بمن فيهم فلسطينيو الداخل والشتات. تنوّع المشاركون بين كتّاب ورجال فكر ورؤساء جمعيات ومنظمات أهلية وسياسيين سابقين، من مختلف التيارات والتوجهات الفكرية والحزبية. وهدف اللقاء إلى الخروج بمقترحات عن طبيعة الهيئة التي سوف تؤسس في مؤتمرها المقبل في تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي وعن برنامج عملها في المستقبل.

شمل الافتتاح خطابات دعت إلى العمل من أجل فلسطين، والانتقال إلى مرحلة العمل والتضحية، مشددين على ضرورة الوحدة وتضافر الجهود.

جلسات التشاور

في الجلسة الأولى عرض عزمي بشارة الورقة السياسية للهيئة من أجل مناقشتها. أشار في بدايتها إلى أن الهيئة ليست فصيلاً بديلاً من فتح أو حماس ولن تكون إطاراً حزبياً، بل هي حراك شعبي، وأكد أنها تدافع عن ثوابت القضية الفلسطينية رداً على نهج التفاوض الفلسطيني الذي ثبت فشله وعجزه، مبشراً بنهج مقاومة الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين منذ عام 1948 وما بعده، باعتباره حقاً مشروعاً للشعب الفلسطيني. ودعا بشارة إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، التي مثلت لسنوات طويلة القيادة السياسية للشعب الفلسطيني، مؤكداً أن المدخل الأساسي والوحيد لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، هو إعادة الاعتبار للميثاق الوطني الفلسطيني الذي أُلغي على يد قيادة نهج أوسلو. وأضاف بشارة أن الهيئة يجب أن تجمع الفلسطينيين والعرب في إطار عمل موحد لأن «إسرائيل» تمثل خطراً أساسياً على الأمة العربية كلها. ورأى أيضاً أن أهم إنجاز للهيئة حتى الآن أنها جمعت حركتي «فتح» و«حماس» معاً في اللقاء.

عقب ذلك، فتح صلاح الدين الدباغ رئيس الجلسة باب المداخلات ليقدم الحضور مقترحاتهم وتصوراتهم للهيئة في الجلستين الأولى والثانية. ودارت حوارات وسجالات طويلة من الضيوف، وكان إجماع على رفض نهج التفاوض وضرورة التحرك عربياً لإنقاذ الحقوق وحمايتها.

وبدا واضحاً من خلال مداخلات المشاركين تركيزهم على ضرورة أن يكون للهيئة نمط مختلف عن باقي التجمعات، وأن لا يدوروا حول أنفسهم ويتوقعوا نتائج أفضل. ولا يخفى أن البعض أظهر خشيته من أن تكون الهيئة مثل سابقاتها من خلال الواقع العربي وكثرة الكلام وقلة العمل. وسجلت أبرز المقترحات بأن تؤسس الهيئة منظمة شبابية عربية، تعتمد على طاقات العنصر الشبابي المفقودة وتؤسس لعمل شعبي وتكون قوة ضغط. كان ذلك حديث أنيس النقاش (لبنان) الذي أنهى اقتراحه بأن يقود المنظمة الأسير المحرر سمير القنطار. ودعمت كثير من المداخلات رأي النقاش، لكن بعناوين أخرى، لافتة إلى أهمية دور الشباب في أي نشاط أو تحرك، لأنه يعطي الحيوية والاستمرارية لمستقبل الهيئة.

من جهة أخرى، ارتكزت المشاركات على كيفية الصياغة أو الإطار الذي يمكن أن يضمّ العرب في البلاد العربية، وأسلوب تنظيم العمل الشعبي ليكون أكثر تأثيراً. واقترح مشارك آخر أن يكون للهيئة فروع في كل الدول وينتسب إليها من أراد العمل من أجل نصرة القضية الفلسطينية. فيما أثار آخرون ضرورة مشاركة المسلمين من غير العرب ليكون جزءاً من المشروع، واستدلوا بالتضحيات التي قدموها في سبيل فلسطين، وكان آخرها الشهداء الأتراك على سفينة كسر الحصار عن غزة.

الجلسة الثالثة خصصت لسماع وبلورة اقتراحات المشاركين العملية حول «آفاق عمل الهيئة الوطنية»، وحول وسائل العلاقات النضالية الفلسطينية - العربية وأشكالها في كل بلد عربي. وهنا قدم منير شفيق أحد مؤسسي الهيئة مداخلة عن الثوابت وآفاق العمل كانت موجهة للنقاش.

إلى ذلك، قدمت اقتراحات ذات طبيعة تنظيمية تركز على إنشاء هيئات وطنية لحماية الثوابت الفلسطينية في البلاد العربية، وأخرى عملية تركز على نشاطات تتعلق بقضايا فلسطينية يجري العمل عليها في البلاد العربية في وقت واحد، من نوع نشاطات في ذكرى وعد بلفور، ونشاطات في ذكرى النكبة.

واختتم اللقاء بإعلان خلاصة الأفكار التي أثيرت خلال جلسات العمل وخصصت لمناقشة الوثائق السياسية والتنظيمية التي ستعرض على المؤتمر التأسيسي لـ«الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني» في تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مخيم مار الياس، قاعة «بيت أطفال الصمود».♦