مجلة العودة

بريطانيا:"حان وقت الاعتذار" حملة للاعتذار عن وعد بلفور

بريطانيا:"حان وقت الإعتذار" حملة للإعتذار عن وعد بلفور


ينظم مركز العودة الفلسطيني في لندن حملة دولية لمطالبة بريطانيا بالإعتذار عن خطأها التاريخي بحق الشعب الفلسطيني بدءًا من وعد بلفور مروراً بفترة الإنتداب ووصولاً للنكبة والمساعدة في إنشاء دولة الكيان الصهيوني وما نتج عنها من تشريد للفلسطينيين في دول الشتات  قرابة السبعة عقود.
وتحمل هذه الحملة شعار "بريطانيا: حان الوقت للإعتذار". و تهدف الحملة إلى جمع أكثر من مليون توقيع حول العالم في فترة خمس سنوات تنتهي بالذكرى المئوية للوعد المشئوم، وسيتبع ذلك إرسال التوقيعات للحكومة البريطانية لمطالبتها بشكل رسمي بالإعتذار والإعتراف بخطاياها بحق الشعب الفلسطيني.
وتنظم الحملة الدولية في لندن بالتعاون مع عدد كبير من المؤسسات الفلسطينية والغربية لمطالبة بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور.
وأفاد الموقع الرسمي للحملة علي الانترنت أنه"مع تعاظم مأساة الشعب الفلسطيني يوماً بعد يوم بسبب الاحتلال، ومع تصاعد وتيرة الممارسات الصهيونية ضد الإنسان الفلسطيني وأرضه، وفي ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إنصاف الفلسطينيين، فإن الذاكرة وتأثيراتها المستمرة، تستنهض الضمائر الإنسانية في مختلف أنحاء العالم مع اقتراب مرور 100 عامٍ على أبرز ملامح المؤامرة الدولية ضد فلسطين، والتي تمثلت بإصدار وعد بلفور عام 1917، والذي شكل سابقة فريدة في التاريخ، أعطت بموجبها الحكومة البريطانية ما لا تملك لمن لا يستحق".
وأضافت:" لقد تميز إرث السياسة البريطانية في فلسطين، بانتهاكات وتجاوزات كبيرة بحق تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني التاريخية، والتنكر لوعود الحرية وتقرير المصير، وهو ما يُعدُّ مخالفةً من الحكومة البريطانية وبشكل فاضح لصك الانتداب الممنوح لها من قِبَلِ عصبة الأمم بشأن فلسطين".
وتابعت:" لقد مثَّل وعدُ آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا، المتضمن خطاباً واضحاً وصريحاً على لسان حكومته، بضمان إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، انتهاكاً صارخاً لكل قيم القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان".
هذا النص لهو تعبير مخجل من قبل حكومة بريطانيا، التي حاولت فيه إلغاء وجود شعب بأكمله، من أجل استيعاب طموح شعب آخر، وقد حان الوقت الآن لتصحح الحكومة البريطانية خطيئتها بحق الشعب الفلسطيني، وأن تقدم اعتذارها الواضح والصريح في هذا الخصوص.
 وإزاء هذا الوعد، فإننا كشخصيات، ومؤسسات، وهيئات، ومنظمات، ومجموعات، من مختلف أنحاء العالم، يجمعها الاتفاق حول قضايا الدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ على كرامته، نطالب الحكومات البريطانية المتعاقبة بالاعتذار للشعب الفلسطيني، بكونها المسئول الأول والمباشر عن مآسيه المتعددة، الممتدة منذ بدء الانتداب البريطاني على فلسطين ومساهمتها بإنشاء دولة الكيان الصهيوني، وما تسبب من تهجير وتدمير وقتل للفلسطينيين والمستمر حتى اليوم، بسبب هذا الوعد الذي سيبقى وصمة عار في جبين التاريخ السياسي لبريطانيا.
وأستشهد مؤسسو الحملة بسابقة تاريخية مماثلة لفكرتهم وهي قبائل "الماو الماو" في كينيا والتي تعرضت لتهجير واضطهاد مماثل لما تعرض له الشعب الفلسطيني انتزاع حكم من المحكمة العليا بإجبار الحكومة البريطانية للاعتراف بأفعالها والاعتذار لهذه القبائل.
جدير بالذكر أن وزير الخارجية البريطاني أصدر وعدنا في الثاني من نوفمبر 1917 يمنح اليهود بموجبه وطناً قومياً في فلسطين ، وأعتبر وعد بلفور جزءاً من الانتداب البريطاني على فلسطين. وهو انتداب قرره في مؤتمر سان ريمو 1920 المجلس الأعلى لقوات الحلفاء.
وفي عام 1922 أقرّت عصبة الأمم الانتداب بما فيه الوعد. بعد الحرب العالمية الثانية وما رافقها من مجازر نازية، اتسع نطاق الهجرة اليهودية من أوروبا الغربية إلي  فلسطين، وتحوّل الوعد بوطن قومي لليهود إلى دولة سرعان ما تنافست على الاعتراف بها كل من موسكو وواشنطن ومن ثم منظمة الأمم المتحدة في عام 1948.♦