مجلة العودة

أطفال فلسطينيي سورية يجددون الأمل في الأردن

 

أطفال فلسطينيي سورية يجددون الأمل في الأردن

عمّان/ العودة

مع بدء العام الدراسي في الأردن، يجدد الأطفال الفلسطينيون القادمون من سورية أملهم في دخول العام الدراسي الجديد دون انقطاع عن دراستهم التي تأثرت بوضوح في الأحداث وتعطّل عملها.

الأطفال الذين واجهوا صوت الرصاص والقنابل المتواصل على مخيماتهم لا يزال في مخيلتهم العديد من صور الحرب والقتل والدمار التي أصابت مدارسهم ومخيماتهم.

في الأردن تُقدَّر أعداد الأطفال الفلسطينيين القادمين من سوريا بأكثر من 10 آلاف طفل يحتاجون إلى مجموعة كبيرة من الدعم المالي يساعدهم على الالتحاق بمدارس وكالة الغوث التي فتحت لهم أبوابها، وتعمل المؤسسة الدولية على برنامج يساعدهم على تعويض المواد الدراسية التي توقف العمل بها جراء استهداف مدارس وكالة الغوث في سورية.

روان، الطفلة ذات الأربعة عشر ربيعاً تقول: "كنت أتعلم الفرنسية عندما كنت في سورية، والآن سأتوجه إلى مدارس وكالة

http://www.alawda-mag.net/assets/issue72/r3.gif

الغوث بهدف تعلم اللغة الإنجليزية، روان تواجه عدة مشاكل في اختلاف مناهج وزارة التربية والتعليم، وتعمل أيضاً على تدريب أشقائها الأطفال وتدريبهم على المواد الدراسية الصعبة.

تحلم روان بالعمل صحافية في إحدى المؤسسات الإعلامية، وتعلم اللغة الإنجليزية، وذلك برأيها يساعدها في الحصول على وظيفة جيدة، وأن تهتم باللغة حتى توصل رسالة اللاجئين إلى الأجانب والغرب.

"لم تنسَ روان ما حل في مكان سكنها من تدمير"، وتقول منال والدة روان التي جلبت أطفالها الستة إلى إربد في منتصف العام الماضي: "لقد نزحنا مرتين في سورية". وتصف كيف أدى الوضع المتقلب والخطير إلى أن يترك أولادها المدرسة قائلة: "لقد وضعتهم في مدرستين مختلفتين، إلا أنهما أصبحتا في ما بعد أقرب ما يكون إلى ملاجئ للأشخاص الفارين من الحرب. لم تكن تلك المدارس آمنة، فضلاً عن عدم ملاءمتها للتعليم".

بعد وصول العائلة إلى برّ الأمان في الأردن، استطاع الأطفال مواصلة تعليمهم بدعم من الأونروا. روان وأختها رواد البالغة من العمر 10 سنوات التي تحلم بأن تصبح طبيبة، ستبدآن السنة الدراسية الثانية في مدرسة الأونروا في إربد. التحق أخوها خالد بالمدرسة، وسُجِّل في الصف الأول. وهو متحمس جداً للذهاب إلى المدرسة لأول مرة في حياته، حسب ما قالت أمه.

الأخوة الثلاثة هم من ضمن 202 طالب وطالبة من اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية، سيلتحقون بمدارس الأونروا في إربد. سيكون التعليم الذي سيتلقونه عاملاً مهماً في مساعدتهم في التغلب على معاناة النزوح واستعادة نمط حياتهم الطبيعي وسيعرّفهم إلى أصدقاء جدد. إن مساعدة هؤلاء الطلبة لمواصلة تعليمهم هي الخطوة الأولى لمساعدتهم في إعادة بناء حياتهم.

تقول منال: "لقد شاهد أطفالي أموراً فظيعة: تفجيرات، إطلاق نار وحتى جثث الموتى، وما زالت تلك المناظر تخيفهم". مضيفة: "إنهم يشعرون بشكل أفضل هنا، لكن أحياناً يتذكرون تلك الأشياء. وأحاول أنا أن أُنسيهم ذلك".

تأثر الأطفال، والطلبة بصورة خاصة، بالصراع الدائر في سورية، الذي رافقه إغلاق المدارس والتشرد الذي حرمهم التعليم. في أوقات الطوارئ، مكّنت شراكة الاتحاد الأوروبي ووكالة الغوث من تقديم خدمات التعليم للاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية وتلبية حاجات أخرى مثل تعيين وتدريب مستشارين نفسيين.

عندما يقرع جرس المدرسة في مدرسة إربد، من الممكن أن تكون روان الأشد حماسة في المدرسة، بالرغم من أنها طالبة جديدة وفي بلد جديد وعليها التكيف مع العديد من التغييرات.

ولا تغيب الأعباء المالية عن أهالي الأطفال اللاجئين، فشراء مواد القرطاسية والحقائب تثقل كاهل الآباء، ولكن توفير تلك الحاجيات من خلال المؤسسات الخيرية يساعد في التخفيف من العبء المالي المتراكم على الأسر.

ويقول رائد أبو سعيد إن أسعار المواد القرطاسية مرتفعة الثمن ولا نقدر على توفيرها للأطفال، ويقول إن توفير الغذاء والطعام رتّب على أبو سعيد ديوناً عليه سدادها، ولكن ازدياد الأعباء على الأسر الفلسطينية في تزايد مستمر.

وكالة الغوث أعدّت برنامجاً لعودة نصف مليون طفل من فلسطينيي سورية إلى مدارسهم؛ ففي هذا الخريف، ستقوم 703 مدارس تابعة للأونروا بفتح أبوابها في مختلف أرجاء الأردن ولبنان وسورية والضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أن معظم هؤلاء الأطفال سيعودون إلى مدارسهم في ظل أجواء صعبة للغاية من حيث الاستقرار والنزاع والخوف.

وتقول الوكالة الدولية إن تعليم أولئك الأطفال مهدَّد جراء الحصار الموسع في غزة، وجراء التشريد والقيود المفروضة على الحركة في الضفة الغربية. وستكون العودة إلى المدرسة أمراً صعباً على وجه التحديد لأطفال لاجئي فلسطين في سورية، حيث إن الصراع القائم يعمل على تعطيل حياتهم ويؤدي إلى إغلاق بعض المدارس وإلى اكتظاظ البعض الآخر، ويجبر العديد من الطلبة على الفرار إلى لبنان أو الأردن، حيث يجب عليهم البدء بدراسة مناهج جديدة بأنظمة جديدة، في ظل إحساس بعدم الاستقرار.