مجلة العودة

قضايا: احتجاجات شعبية ضد «الأونروا» بعد حالتي وفاة

حالاتا وفاة في أقل من أسبوع لعدم توافر الرعاية الصحية
احتجاجات حاشدة ضد أداء «الأونروا» المتردي تجاه الفلسطينيين في لبنان
 

عمر وهبة/ بيروت

تظاهر المئات من الفلسطينيين الشهر الماضي أمام المبنى الرئيسي لـ«الأونروا» في بيروت احتجاجاً على تدني الخدمات التي تقدمها الوكالة للاجئين في لبنان كمّاً ونوعاً. وتخلل الاعتصام تقديم مذكرة مطلبية تحتوي على الحد الأدنى من المطالب التي يُصر اللاجئون الفلسطينيون على تحقيقها من الأونروا، وذلك تخفيفاً لمعاناتهم اليومية.

وكانت قوى التحالف الفلسطيني قد دعت إلى الاعتصام بعدما أدانت «سياسة تقليص الخدمات التي تنتهجها وكالة الأونروا منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 والمرتبطة بعملية التسوية». وأكدت القوى أن «سياسة تقليص الخدمات تتماشى ووسائل الضغط التي تمارســها بعض الدوائر الغربية على شعــبنا بهدف رضوخه للإملاءات الأميركية والصهيونية».

وطالبت القوى هيئة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية بتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين يعانون ألم الغربة نتيجة الاحتلال الصهيوني لفلسطين من جهة، وتقاعس وكالة الأونروا والتراجع في تقديم خدماتها الاجتماعية والصحية والتعليمية والإغاثية من جهة أخرى.

وفاة الطفل اشعلت الفتيل

ويأتي الاحتجاج بعد أيام على وفاة الطفل محمد نبيه طه (11 سنة) في صيدا أمام أحد المستشفيات الذي رفض إدخاله لأسباب مادية، فيما أفادت «الأونروا» التي لم تدفع له أي مبلغ لمساعدته بأن المستشفى (المتعاقد معها) امتنع عن استقبال الطفل لعدم توافر آلة للأوكسيجين. وأثار تلكؤ «الأونروا» غضب الأهالي وذوي الطفل في المخيم ودفعهم إلى الاحتجاج أمام مكاتبها وإغلاقها بعد إخراج الموظفين منها.

ويعاني الفلسطينيون كثيراً من تراجع خدمات «الأونروا»، وخصوصاً في مجالي الصحة والتعليم، وقد بدا واضحاً في الأعوام الأخيرة المنصرمة، حيث كثرت حالات مرضية لم تجد رعاية صحية كافية من «الأونروا» التي تعد أولى مسؤولياتها.

من جهتها أصدرت «الأونروا» بياناً أعربت من خلاله تفهمها لهموم المتظاهرين ولحاجاتهم الملحّة، مؤكدة أنها مستمرة في بذل كل الجهود للحصول على تمويل إضافي.

تحميل الأونروا المسؤولية

وتفاعلت في مخيم عين الحلوة قضية وفاة الطفل محمد، حيث عقدت سلسلة من اللقاءات بين عائلة الطفل المتوفى واللجان الشعبية في المخيمات، بمشاركة قيادة الفصائل الفلسطينية. وصدر عن الاجتماعات بيان حمّل «الأونروا» مسؤولية ما جرى في المخيم من تقصير في خدمات الوكالة، وآخرها وفاة محمد، ورأى البيان أن الحادثة «ليست الأولى التي تؤدي إلى وفاة فلسطيني على أبواب المستشفيات المتعاقدة مع الأونروا». وطالب البيان بـ«تأليف لجنة تحقيق من الأونروا واللجان الشعبية وأهل الطفل لمعرفة الحقيقة والعمل على إدخال أي فلسطيني إلى المستشفى من دون إذلال أو طلب تأمين مادي».

ورد البيان على ما جرى تناقله من «نقل الطفل من المستشفى الحكومي إلى مستشفى دلاعة»، سائلاً «كيف جرى نقل الطفل؟ وهل نُقل بالطريقة الطبية السليمة المتبعة؟ كلا، فقد طلب المستشفى من أهل القتيل أن ينقلوه بأي وسيلة وهو بحالة حرجة جداّ. وبالإضافة إلى ذلك فقد فرض المستشفى دفع مبلغ من المال قبل نقله، فرفضنا الدفع فراجعنا الطبيب المناوب في المستشفيات، فقال لنا ادفعوا هذا المبلغ لأنها حالة طوارئ». وأكد البيان امتلاك أهل محمد «إذناً من وكالة الأونروا لدخول المستشفى، لكن بالمقابل رفض المستشفى إدخال المريض بسبب عدم وجود عقد ينص على إدخال المريض بحالة الطوارئ». وختم البيان: «نحن أهل الطفل المتوفى نحمّل مسؤولية الجريمة البشعة الفادحة بالكامل لوكالة الغوث».

احتجاجات في صور

جنوباً، قام أهالي مخيم برج الشمالي بإشعال الإطارات وإغلاق الطريق الرئيسي للمخيم احتجاجاً على تدني مستوى خدمات الأونروا تجاه اللاجئ الفلسطيني في لبنان. وذكر المصدر بأن أهالي المخيم منعوا دخول سيارات الأونروا لليوم الثالث على التوالي حتى تستجيب إدارة الأونروا إلى مطالبهم.