مجلة العودة

العرب أمام استحقاقات القضية الفلسطينية ...غياب مُر لقضية اللاجئين!!

العرب أمام استحقاقات القضية الفلسطينية ...
غياب مُر لقضية اللاجئين!!

 أُسدل الستار في الدوحة عن أعمال القمة العربية الرابعة والعشرين ، فأين كانت فلسطين وقضيتها في برنامج القمة العربية؟
يقول متابعون إعلاميّون إنّ فلسطين كانت هي القضية البارزة الثانية التي هيمنت على أعمال القمة العربية، ويدلل هؤلاء المتابعون بما يذهبون إليه من خلال كلمات القادة العرب الذين أعطوا الصدارة في كلماتهم للقضية الفلسطينية ، حسب ما رأى هؤلاء المراقبون ، وذلك من خلال تأكيد الزعماء لحق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، والذين طالبوا أيضا في كلماتهم بتوفير الدعم المادي للفلسطينيين ومساعدتهم على التشبث بأرضهم، وأدانوا الانتهاكات الإسرائيلية وممارساتها الاستيطانية.
كما رأى المحللون أنّ هذه القضية حظيت بالاهتمام المعهود من خلال البيان الختامي للقمة الذي دعا  إلى اعتماد مبادرة أمير قطر بعقد قمة مصغرة لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي التحرير الوطني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس)، وتشكيل صندوق لدعم القدس بقيمة مليار دولار أميركي أعلنت قطر عن المساهمة بربع قيمته.
ولم يقف الأمر عند هذا المستوى ، بل  ذهب إلى أبعد من ذلك من خلال توجيه  القمة دعوتها لمجلس الأمن من أجل الاعتراف بفلسطين بعضوية كاملة في جميع منظمات الأمم المتحدة، وأعربت عن رفضها لتهويد القدس.
ودعوة الكيان الصهيوني البيان إلى الانسحاب الفوري من الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وسوريا ولبنان، وكذلك رفع ما وصفه بالحصار الجائر المفروض على قطاع غزة.
وقد كان في كلمة سمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تركيزاً مهماً على الحالة الفلسطينية ، حين وصف القضية الفلسطينية "بمفتاح السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط". وأضاف أن لا سلام في المنطقة إلا بحل هذه القضية حلا عادلا وشاملا.
أمّا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بإنجاز المصالحة الفلسطينية وتنفيذ الاتفاقيات والتفاهمات التي تم التوقيع عليها في الدوحة والقاهرة ودعم اقتراح أمير قطر بعقد قمة مصغرة للإشراف على تحقيق المصالحة وكذلك مبادرته بإنشاء صندوق خاص لدعم صمود القدس وتمكين الشعب الفلسطيني.
ودعا إلى مضاعفة الجهد الدبلوماسي العربي على الساحة الدولة للعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وأضاف أنه لم يعد مقبولا الانخراط في "مفاوضات عقيمة" تُضيع الوقت وتكرس الاستيطان والاحتلال وطالب بتوفير "شبكة أمان مالية عربية" لدعم صمود الشعب الفلسطيني.
أمام كل هذه التفاصيل نبحث عن قضية اللاجئين الفلسطينيين فلا نجد لها حضوراً سواء في كلمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أو في كلمات القادة العرب أو أمين الجامعة العربية ، وهو أمر يثير الاستغراب الشديد ، عباس الذي تحدث عن الاستيطان والأسرى وهما قضيتان مهمتان ، ولم يتحدث عن ركيزة القضية وهي عودة اللاجئين أو ما يتعرض له الفلسطينيون في سورية من حرب وتشرد ، وما يعانيه فلسطينيو لبنان من وضع قانوني لا يحتمل ، وأحوال خانقة في ظل استمرار تدفق اللاجئين من سورية ؟
لماذا غابت قضية اللاجئين الفلسطينيين عن جدول أعمال القمة العربية ؟ وإلى أي مدى قصّر العمل السياسي الفلسطيني قبل أن نسأل عن التقصير العربي ؟
هل مئات الشهداء وآلاف المهجّرين والأحوال الأمنية الصعبة ، والاقتصادية العسيرة ، والتشتت الجغرافي ، والحدود المغلقة في وجوههم لا تستدعي نقاشاً جادّاً وحلولاً ناجعة ؟
مئات الأسئلة في جعبة اللاجئ الفلسطيني ولم ير في القمة العربية ما يساعده على الإجابة عن معظمها إن لم يكن كلّها !♦

رئيس التحرير