مجلة العودة
هل تحققَ وَعيدُ شارون ؟

لم تكن طائرة الميغ التي أطلقت صواريخها على مسجد عبد القادر الحسيني في مخيم اليرموك في السابع عشر من ديسمبر 2012 طائرة صهيونية!
الطائرة التي استهدفت المسجد والذي كان يأوي أكثر من 600 لاجئ ، ارتقى منهم 25 شهيداً في حين أصيب العشرات ولحقت أضرار بالغة ....بالمسجد ! نعم المسجد!
لم تكن الطائرة التي استهدفت اليرموك طائرة صهيونية تُنفذ وعيد  وزير الدفاع الصهيوني آرييل شارون عام 1982 الذي صرخ متوجعاً منهم : لك يوم يا مخيم اليرموك !
لم تكن طائرة الميغ إلا طائرة سورية تقصف المخيم الفلسطيني الذي يقطنه أكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني .
أمام فظاعة المشهد ، وخلال أيام من القصف المتواصل على المخيم خرج أهل المخيم طلباً للسلامة ، فخرج أكثر من 80% منهم وفق التقديرات الميدانية ، منهم من لجأ إلى مناطق داخل سورية في مخيم خان الشيح والميدان وضاحية قدسيا والمجتهد وغيرها ، ومنهم من التقينا به في مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة ببيروت ، ومنهم من وصل شمالاً إلى مخيم نهر البارد في لبنان وجنوباً إلى مخيم عين الحلوة ، في شتات جديد يفضح كل المتحصنين بالقضية الفلسطينية وجعلها غطاء لجرائمه .
أم فلسطينية من مخيم اليرموك التقيتها مؤخراً في بيروت ، تصف لي ببكاء شديد ما رأته من هجرة أهل المخيم قائلة : لقد شاهدت بأم عيني ما حدثني عنه أبي وأمي عن نكبة عام 1948 والتهجير من أرض الوطن !!
أما أهل الميدان في الجهة الملاصقة للمخيم الذين هبوا لتقديم يد العون لهم فيقول شهود العيان إنّ الشارع الرئيس للميدان كان مكتظاً بالهاربين من قصف الجيش السوري للمخيم ، في منظر أبكى المكلومين المصابين بنفس هذه المدافع !
من كل مكان في المخيم خرج الناس طالبين للأمن والأمان ! بعد شهور من صبرهم ومصابرتهم على شح الخبز وانقطاع الكهرباء وسوء الاتصالات!
المبادرات السياسية التي أُطلقت لتحييد المخيم باءت بالفشل، وأهل المخيم الذين صنعوا مبادرتهم بأنفسهم للعودة إلى المخيم كان القناصة بانتظارهم، أُرسلت إليهم السيارات المفخخة إلى ساحة الريجة وشارع 15 وشارع الثلاثين وأماكن كثيرة تحاول أن تصل إليها .
يقول بعض المراقبين إنّ القصف الجوي للمخيم فضح النظام الذي لم يعرف كيف يدافع عن فعلته الشنعاء لدرجة تناقض التصريحات السياسية والإعلامية بهذا الخصوص، الأمر الذي يجعله المستفيد الأكبر من خلط الأوراق في المخيم وجعله ساحة حرب تحرق ما بقي من اليابس !!
✽ ✽ ✽
شارون الذي أوجعه شباب المخيمات ، ومخيم اليرموك خاصة ،  هناك في المخيم وعند يمين مدخله الرئيس تجد شارعاً ضيّقا بمساحته يسمى " حارة الفدائيين " ، الحارة المعروفة بشبابها الذين قاوموا الاحتلال الصهيوني في بيروت ، أما " مقبرة الشهداء " فهي قرب نهاية شارع اليرموك في حي التقدم ، والتي تحتضن جثامين شهداء حصار بيروت وما لحقها من مراحل نضال شعبنا الفلسطيني في لبنان من سكان مخيم اليرموك ، وشهداء الضربات الجوية الصهيونية التي كانت تستهدف معسكرات التنظيمات الفلسطينية في لبنان. وشهداء عدد من التنظيمات الفلسطينية مثل الشقاقي والمبحوح والشيخ خليل وجبريل وغيرهم .كما احتضنت جثامين شهداء مسيرة العودة الأولى في مايو 2011م ، وشهداء مسيرة العودة الثانية  في يونيو/ حزيران 2011م .
اليوم ...يُدفن شباب المخيم في مقبرة الشهداء ، جنباً إلى جنب مع إخوانهم الذين قضوا برصاص شارون !! شارون الذي توعّد مخيم اليرموك ... فهل تم تنفيذ هذا الوعيد ؟♦

رئيس التحرير