مجلة العودة

"المسيرة العالمية للقدس" في الأردن: الشعب يريد تحرير فلسطين

شاركت فيها وفود من 86 عاصمة ومدينة من مختلف أقطار العالم

"المسيرة العالمية للقدس" في الأردن: الشعب يريد تحرير فلسطين

أحمد سعد الدين/ البحر الميت

أحيا اللاجئون الفلسطينيون والأردنيون الذكرى السادسة والأربعين للنكسة - التي احتلت فيها القدس الشرقية والضفة الغربية - في المسيرة العالمية للقدس التي نظمتها الهيئة الشعبية للدفاع عن المسجد الأقصى، وأقيمت بالتزامن مع مسيرات مماثلة في عشرات العواصم العربية والإسلامية، حيث أكد المشاركون أن تحرير فلسطين والمسجد الأقصى بات قريباً.

وخلال فعاليات المسيرة، هتف آلاف المشاركين في "مسيرة شدّ الرحال" إلى القدس لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى، وأقسموا إنهم سيعملون لتحقيق هذا الهدف، مؤكدين أن مشاركتهم في المسيرة جاءت من أجل فلسطين وأهلها المظلومين، وتأكيداً لحقهم في العودة إلى مقدساتهم.

وقال الحاج أبو محمود العطي: "إن اللاجئين الفلسطينيين يحلمون صباح مساء بالعودة إلى ديارهم التي عاش فيها أجدادهم، وإن المفاوضات التي تجري لاستعادة الأراضي الفلسطينية لن تجلب سوى الخذلان والعار، ولن تأتي بشيء، بل هي وسيلة لتصفية القضية الفلسطينية".

ولفتت الحاجة أم عبد الرحمن البرقاوي إلى أنها جاءت إلى مكان أقامة المسيرة من مخيمها في البقعة نصرة للقضية التي تقول إن الناس غفلوا عنها ونسوا ما يتعرض له المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية، وتؤكد الحاجة السبعينية أن اللاجئين الفلسطينيين في كافة أنحاء العالم لا ينسون أرضهم وحقهم، ويذكّرون بها أحفادهم.

وردّد مشاركون في مهرجان أُقيم في موقع تجمّع المشاركين في المسيرة التي أقامتها الهيئة الشعبية الأردنية للدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات في منطقة السويمة في الأغوار: "الشعب يريد تحرير فلسطين"، "عالقدس رايحين شهداء بالملايين"، ورفعوا لاافتات كتب عليها: "اليوم على أسوارك، وغداً في محرابك"، ورفعوا الأعلام الأردنية وصور الأقصى والأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وفي كلمات المؤتمر، أكد رئيس الهيئة واللجنة المنظمة للمسيرة نقيب المهندسين المهندس عبد الله عبيدات، أن استمرار محاولات تهويد المسجد الأقصى ينذر بحرب عالمية دينية ستسبب زوال أنظمة.

وقال إن تحرير فلسطين والمسجد الأقصى لن يتحقق إلا بالوحدة العربية، مشيراً: "جئنا لنقول إن القدس في خطر، وإن الأخطر أن تندلع حرب دينية بسبب محاولات تهويدها، ولنقول للأنظمة أياكم وأن تفرّطوا بفلسطين أو أن توافقوا على ما تقوم به أميركا لتصفية القضية".

ودعا عبيدات الأنظمة العربية إلى االوقوف في وجه المؤامرات وتوحيد الجهود للدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات، مشيراً إلى أنّ هذا هو الهدف الرئيسي للهيئة.

ورأى أن المسيرة هي تمرين تعبوي رمزي للتعبير عن رغبة الشعب الأردني في تحرير فلسطين والأقصى، وللتعبير عن رفض الشعب لممارسات الاحتلال التهويدية للقدس التي تهدد السلم العالمي.

وأشار إلى أن القدس قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة إن استمرت محاولات تهويدها، داعياً الشعب الفلسطيني إلى الصمود في وجه تلك المحاولات.

وقال إن الهيئة الشعبية ستعمل على الدعوة إلى مسيرة راجلة، في ذات المكان في العام المقبل.

وأشار عبيدات إلى أن من شارك في هذه المسيرة من أبناء المخيمات والمدن والقرى يوصلون رسالة بأنهم متوحدون لتحرير فلسطين من العدو الغاصب، موجهاً التحية إلى الأسرى في سجون الاحتلال الذين يعانون في سبيل تحرير الأرض.

وبيّن عبيدات أن المطلوب هو الوقوف في وجه كل المؤامرات والاقتحامات من جانب العدو الذي تدعمه أعداد من أبناء الجلدة العربية، مؤكداً أن الجميع على استعداد من هيئات وطنية وأحزاب ونقابات لتوحيد الجهود لتحرير القدس والأقصى.

وشكر عبيدات الحكومة ممثلة بوزير الداخلية الذي أبدى اهتمامه بحسن تنظيم المسيرة.

من جهته، قال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور همام سعيد، إن هذه القضية أصبحت قضية جميع الأردنيين، مضيفاً أن كل الأمة تتوقف لتحرير المسجد الأقصى، وأنه سيأتي الوقت لتطهيره من دنس الاحتلال.

وأشار إلى أن هذه المسيرة تأتي لتطوي صفحة من صفحات التيه والاستسلام، وصفحة النظام العربي المستسلم، والمفاوضات الاستسلامية، ولتقول إنه لن يكون لليهود هناك كيان على فلسطين، وإن الهيكل المزعوم على أرض الأقصى هو أمر تطويه هذه المسيرة.

وقال إنها سنوات قليلة وأيام معدودة، سيصل المسلمون إلى القدس محررين وفاتحين للأقصى من جديد، وإن هذا الفعل لن يطول.

وأشار إلى أن حالة الهوان العربي غرّت اليهود، فأخذوا ما أخذوا واحتلوا القدس وبدأوا يتلاعبون بالأقصى بعد أن حفروا تحت أساساته، وواصلوا أعمالهم الدنيئة لهدمه.

وأوضح سعيد قائلاً: "لن نقبل إلا بفلسطين عربية عاصمتها القدس، لا هيكل فيها ولا يهودي مغتصباً على ثراها".

وأكد أن المتنازل عن فلسطين مجرم، مشدداً على أنّ الصلاة في القدس والمسجد الأقصى أمر قريب، وعلى الجميع أن يتيقنوا من ذلك.

وقال إنّ اليهود سيُحاسَبون على كل مصلٍّ منعوه من الوصول إلى المسجد الأقصى، وإنهم سيحاسبون اليهود على كل شبر احتُلّ وكل قطرة دم أُسيلت.

ووجه التحية إلى المرابطين على أرض فلسطين وبيت المقدس الذين يجاهدون ويبذلون الدماء في كل يوم، قائلاً لأم كامل الكرد التي رفضت أن تبيع أرضها بملايين الدولارات: "هنيئاً لما فعلت، وتباً لكل من باع فلسطين".

وحيّا الأسرى في سجون الاحتلال عامة، والأسرى الأردنيين الذين دخلوا معركة الأمعاء الخاوية منذ 37 يوماً، حيث لا يشربون ماءً ولا يطعمون طعاماً وينظرون إلى أمتهم من حولهم، ينتظرون "فزعة المجاهدين".

وقال: "اليوم استيقظت سورية ونهضت مصر وفتحت تونس أعينها على قضاياها، وإلى الملتقى قريباً هنا بالقرب من أرض فلسطين".

بدوره، قال رئيس مجلس النقباء، نقيب الصيادلة الدكتور محمد عبابنة، إن الحقوق لا تسقط بالتقادم، وإن المرابطين القابضين على الجمر الذين يتصدون لهجوم عصابات الاحتلال سيبقون صامدين لحين التحرير. وبيّن عبابنة أن فلسطين من بحرها إلى نهرها هي بوصلة النقابات المهنية المتمسكة بحق العودة والتحرير.

وأضاف عبابنة أنّ الأطفال كبروا وفي قلوبهم قناعة العودة، وأن أطول معركة ضد الاستعمار ومنذ وعد بلفور عام 1917 ستنتهي بدحر العدو عن أرض العرب والمسلمين.

وبيّن أن النقابات المهنية جسدت بعروبتها أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأن الأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية وسط صمت عربي ودولي يؤكدون أن الإرادة قادرة على فعل المستحيل.

وأكد عبابنة أن الإرادة الفلسطينية أقوى من جبروت الاحتلال الذي يعمل على تهويد المسجد الأقصى، وأنه لا سلام ولا استسلام، وأن إرادة المقاومة هي التي ستنتصر، وأن الاحتلال الإسرائيلي لا يهدّد الأردن وحده، بل جميع الدول العربية.

ودعا الحكومة إلى إيلاء قضية الأسرى وفلسطين الأولوية والاهتمام الأكبر.

وأُلقيت خلال المهرجان كلمة لأهالي الأسرى في سجون الاحتلال، تحدثوا فيها عن معاناة أبنائهم من تعذيب ودخول عدد منهم للمستشفيات بعد أن وصلت حالتهم الصحية إلى مرحلة حرجة.

وأكد الناطق الإعلامي باسم أهالي الأسرى شقيق الأسير منير مرعي، شاهين مرعي، أنّ "أسرانا في سجون الاحتلال يعانون أصعب الظروف بعد دخول إضرابهم عن الطعام يومه الـ 38، في ظل التجاهل الحكومي التام لقضية الأسرى، وخاصة السفارة الأردنية في تل أبيب". وطالب مرعي الحكومة الأردنية بالعمل على الإفراج عن الأسرى الأردنيين أو ترحيلهم إلى السجون الأردنية.