مجلة العودة

منع الشيخ فتحي من دخول الأردن"راجعين" حملة أردنية في ذكرى النكبة

منع الشيخ فتحي من دخول الأردن
"راجعين" حملة أردنية في ذكرى النكبة
احمد سعد الدين - عمان


افتُتح في مجمع النقابات المهنية الأردنية معرض "راجعين" لمناسبة الذكرى الخامسة والستين للنكبة. وتشتمل فعاليات الحملة على ثلاثة محاور تركز على القدس والأسرى والعودة.
هذا وشهد افتتاح المعرض حضور عدد من النقباء والشخصيات الوطنية، فيما منعت السلطات الأردنية دخول الفلسطيني رائد فتحي، الذي كان من المفترض أن يكون ضيف المهرجان، ولم تتضح بعد الأسباب الرئيسية وراء منع فتحي من دخول البلاد وإرجاعه من على جسر الشيخ حسين.
وتضم حملة "راجعين" عدداً من المؤسسات الوطنية العاملة على الساحة الأردنية لنصرة حق العودة وقضايا الأسرى والمسرى والعديد من القضايا الوطنية الأخرى، وهي فريق دعم الأسرى الإعلامي "فداء"، والحملة الأردنية الشبابية لنصرة الأسرى، ولجنة "مهندسون من أجل فلسطين والقدس" في نقابة المهندسين الأردنيين، وملتقى القدس الثقافي، ومركز راجع للعمل الوطني "راجع"، والجمعية الأردنية للعودة واللاجئين "عائدون"، ورابطة شباب من أجل القدس نقابة المهندسين الزراعيين.
واشتملت فعاليات الحملة على معرض للتراث الفلسطيني والمأكولات الشعبية والأسرى ومهرجان إنشادي وزجل وفعاليات للطفل وندوة العودة ويوم للأسرى.
وتضمن اليوم المخصص للأسرى فقرات عديدة منها: لقاء مع أهالي الأسرى بعنوان "أسرانا كما لم نعرفهم من قبل"، ولقاء مع أسرى محررين بعنوان "كانوا هناك"، ومسابقة الحرية، وهذه الفعالية تنظمها الحملة الأردنية الشبابية لنصرة الأسرى.
وأكد نقيب المهندسين عبد الله عبيدات أنه بالرغم من عدم دخوله لأرض فلسطين، وأن أجداده ليسوا فلسطينيي الأصل، إلّا أن "راجعين" هي لكل مسلم مؤمن بكتاب الله، فذكر الأقصى في القرآن وأن الرحال تشد إليه، يحمّل كل مسلم واجب الجهاد على قدر استطاعته لتحرير هده الأرض المباركة.
وأشار عبيدات خلال افتتاح الحملة بالتزامن مع ذكرى النكبة، إلى أن النقابة حصلت على موافقات مسبقة من وزارة الداخلية للسماح للشيخ فتحي بدخول المملكة، إلا أنها فوجئت بمنعه من دخول الأردن بعد مكوثه طويلاً بانتظار إذن الدخول.
وأبدى خلال رعايته حفل إطلاق الحملة التي نظمتها نقابتا المهندسين والمهندسين الزراعيين في مجمع النقابات المهنية، استغرابه منعَ المدافعين عن الأقصى من دخول المملكة، فيما يتعرض المسجد الأقصى للتهويد ويسمح فيه للصهاينة بالتنقل بحرية في المملكة.
وأعرب عبيدات عن أمله أن تتدارك السلطات ما جرى، وتسمح للشيخ فتحي بدخول المملكة والمشاركة في الحملة التي تهدف إلى تأكيد حق العودة ورفض التوطين أو التنازل عن أرض فلسطين.
وبين أن الحملة تأتي رداً على احتفالات الصهاينة بذكرى ما يسمونه الاستقلال، مضيفاً: "إننا في كل مرة نتوقف فيها مع ذكرى النكبة نقترب من نهاية الاحتلال الصهيوني لفلسطين ومن تحرير المسجد الأقصى المبارك ونسير نحو النصر والعودة".
وحيا عبيدات الأسرى الأردنيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً تضامن الشعب الأردني معهم من أجل نيل حريتهم والسماح لأهاليهم بزيارتهم.
وأضاف عبيدات أن جراح فلسطين لا تقف عند أشياء بسيطة، فكل قضية يعانيها الشعب الفلسطيني عظيمة وخطيرة، مشيراً إلى معاناة الأسرى، وتهويد المقدسات، واللاجئين الذين مضى على تهجيرهم عشرات السنين.
من جانبه، قال رئيس لجنة المهندسين من أجل القدس بدر ناصر، إن من يسمون أنفسهم مسؤولين يجب عليهم إثبات ذلك، فإن الأسرى أضربوا عن الطعام ومستعدون للموت ما لم يتدخل هؤلاء المسؤولون، مضيفاً أن الحملة تأتي في ظل هجمة صهيونية على المسجد الأقصى، والحديث عن تنازلات عربية في القدس واستمرار إضراب الأسرى الأردنيين عن الطعام.
بدوره، أشاد ضيف الحملة الشيخ رائد فتحي في كلمة له عبر الهاتف بجهود الشعب الأردني والنقابات المهنية في إبقاء قضية فلسطين حية.
وأوضح الشيخ فتحي أن فلسطين هي أرض الأنبياء والشهداء وبوابة الأرض إلى السماء وأرض الإسراء والمعراج، وأشار إلى أنه ولد جيل في فلسطين يؤمن بحتمية العودة إلى صفد وعكا والناصرة والخليل، والقدس التي تنتظر عودة أبنائها.
وقال: "كنت أتمنى أن أصل إليكم محملاً بأشواق القدس وبثبات شعبنا ورائحة أرضنا التي  لا تزال تلد الأجيال التي ستدافع عنها وتحررها من الاحتلال".
ولفت إلى أن المشروع الصهيوني فشل في إبعاد الشعب الفلسطيني عن امتداده العربي الإسلامي، الأمر الذي يبشّر بأننا على الطريق الصحيح نحو تحرير كامل التراب الفلسطيني "شاء من شاء وأبى من أبى".
واشتمل افتتاح الحملة الذي أداره المهندس حسام غرايبة على فقرات شعرية وإنشادية وافتتاح بازار خيري ومعرض للأسرى وصور تجسد حق العودة والتحرير.
في سياق متصل، نظمت الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين عدة فعاليات في الذكرى الخامسة والستين لنكبة فلسطين عام 1948، وقد استمرت الفعاليات على مدار شهر أيار.
وتمحورت فعاليات الجمعية في غالبيتها في الإطار الثقافي والتوعوي وإبراز التراث الفلسطيني في مختلف المجالات، من خلال التشارك مع العديد من مؤسسات المجتمع المدني على امتداد رقعة المخيمات الفلسطينية في الأردن.
وصرّح مدير الجمعية أيمن الدقس، بأنّ الجمعية شاركت في هذا الكمّ من الفعاليات في إطار الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية (انتماء)، التي يشارك فيها أكثر من 250 مؤسسة في مختلف أنحاء العالم، وستبرز الهوية الفلسطينية في إطارها الجامع وتؤكد تمسك اللاجئين الفلسطينيين بحقوقهم الثابتة، وعلى رأسها حق العودة.
وضمن فعاليات اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في سجون الاحتلال الصهيوني، نظمت النقابات المهنية خيمة تضامنية مع الأسرى الأردنيين المضربين عن الطعام منذ نحو 12 يوماً.
رئيس مجلس النقباء، نقيب الصيادلة الدكتور محمد عبابنة، طالب بالتحرك الفوري للإفراج عن الأسرى الذين قال إنهم كانوا أحد أسباب تحريك الربيع العربي.
وقال عبانبة إن الأسرى يقفون في صف الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية، ويخوضون بأمعائهم الخاوية معركة التحرير والدفاع عن القضية الأولى للأمة العربية والإسلامية.
وطالب عبابنة مؤسسات المجتمع المدني والفعاليات النقابية والحزبية والشعبية بالوقوف إلى جانب الأسرى وإلى جانب قضيتهم العادلة.
ومن جانبه قال رئيس لجنة عمّان في الجبهة الوطنية للإصلاح النقيب الدكتور أحمد القادري إن بقاء الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال يتناقض مع مبدأ السيادة.
وأضاف أن الإصلاح يتناقض مع المشروع الصهيوني الذي يسعى إلى إشغال الشعوب العربية بقضاياها الداخلية التي تعوقها وتبقيها ضعيفة وتابعة، و"من هنا تأتي مطالبة اللجنة بالإصلاح الذي يعزز مكانة الدولة وقوتها ومنعتها".
وخاطب الأسرى قائلاً: "نحن الأسرى أمام مواقفكم وصبركم وكرامتكم وصمودكم، ولن ننساكم إذا نسيتكم حكوماتكم".
من جانبها، طالبت عضو اللجنة الوطنية للأسرى، المحامية فاطمة الدباس، الحكومة بإيلاء قضية الأسرى جلّ اهتمامها والعمل على الإفراج عنهم وتحقيق مطالبهم.
وطالبت الحكومة باستخدام جميع وسائل الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عن الأسرى؛ لكونهم مواطنين أردنيين.
الأسير المحرر والكاتب الصحفي نواف الزرو قال إن فلسطين بكاملها معتقلة، لا الأسرى فقط، وقضية المعتقلات جزء من قضية كبرى نسعى إلى إنهاء الاحتلال لها.
وقال الزرو إن الحكومة الأردنية مسؤولية أخلاقية عن قضية الأسرى؛ لأنهم مواطنون أردنيون لهم كامل الحقوق، ومن حقهم السعي للإفراج عنهم من سجون الاحتلال.
وأشار إلى أن الأسرى خاضوا معارك وجودية في الصبر، وتحدوا إدارات السجون المتعاقبة منذ احتلال فلسطين عام 1967 حتى يومنا هذا.
ولفت إلى أن المطلوب وقوف الأمة بكاملها وراء قضيتهم. ورغم أهمية الاعتصام والفعاليات التي تقام، إلا أنها ليست كافية، ويجب ممارسة المزيد من الضغوط لتحقيق مطالبهم.
وطالب الزرو بتدويل قضية الأسرى في كافة المحافل وعلى جميع المستويات، ودعا إلى إنشاء عشرات خيام الاعتصام لممارسة مزيد من الضغط على الاحتلال.
من جانبه، استهجن رئيس لجنة الأسرى في تجمع بني حسن للإصلاح المهندس عبد الكريم الغويري موقف المسؤولين الأردنيين من قضية الأسرى، وقال: لقد فقدنا الأمل بهؤلاء، ولم نكن نتوقع منهم أكثر من ذلك؛ لأننا لم ننتخبهم ونجعلهم في موقع المسؤولية.
وأشاد الغويري بصمود الأسرى، وقال إنهم أنابوا عن كل الأمة في جهادهم ومعاناتهم، وهم الذين اعتقلوا من أجل كرامتنا والدفاع عن دمائنا وأرضنا.
وطالب الغويري الأمة باستنفاد كافة الجهود للوقوف خلف قضية الأسرى وممارسة كل ضغط للإفراج عنهم وإعادتهم إلى ذويهم.
واتهم ممثلون عن فعاليات حراكية وشبابية ونشطاء في كلماتهم الحكومة بالتقصير حيال الأسرى وعدم القيام بواجبها تجاههم، وأشاروا إلى أنها لم تستثمر العديد من الفرص التي أتيحت للإفراج عنهم.
في سياق متصل، أكدت الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين "عائدون" أن عودة اللاجئين قادمة لا محالة، رغم المحاولات المستميتة والمتزايدة للالتفاف على حقهم بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها والتي ستبوء بالفشل، لافتة إلى أن كل تفسير أو التفاف على حق العودة والقرار 194 خارج إطاره القانوني يشكل مخالفة لمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان.
ورفضت الجمعية أي حل أو تسوية سياسية تلتف على حق الشعب الفلسطيني بالعودة، وحقه في التعويض عن ممتلكاته التي فقدها وعن معاناته التي أصابته، مشيرة إلى مطالبة المجتمع الدولي والدول العربية بمساعدته ليعود إلى أرضه التي هُجِّر منها، ورفض كل أشكال التوطين والوطن البديل وسياسات طمس الهوية الوطنية.
ولفت البيان إلى حق اللاجئين الفلسطينيين في سورية في الحماية، مديناً الاعتداءات التي تستهدفهم، وضرورة تقديم العون اللازم لهم لحمايتهم من الظروف التي تمرّ بها سورية.♦