مجلة العودة

عامان من التشرّد الجديد!!

عامان من التشرّد الجديد!!
 

في هذا العدد من مجلة "العودة"، نقف طويلاً مع الأزمة في سورية التي ملأت الدّنيا وشغلت الناس.

عشرات الآلاف من التقارير والأخبار والتحقيقات على مدى عامين من الجراح المتواصلة هناك، رؤى كثيرة وتحليلات أكثر لكنّها لم تصل بها التوقعات إلى أن يصل امتداد ما يجري زمنيّاً إلى 730 يوماً من التشرد والتهجير والاعتقال والحصار والقصف والدم.

نحاول أن نوثّق بعض ما يحدث؛ لأنه كثير، ونسعى إلى مواكبة المستجدات رغم كثرتها؛ فالإصدار الشهري لا يعني التوثيق اللحظي بقدر ما يعني تحديد ملامح اتجاه البوصلة، ووجه الحدث، والعمل ع لى تحديد أماكن الإشكالية التي قادت إلى ما نحن فيه، والعمل الإعلامي على توجيه الدّفة نحو الشاطئ الأكثر أماناً في وسط بحرٍ لجّي متلاطم الأمواج.

عامان من فصلٍ جديد والفلسطيني يدفع الضريبة رُغماً عنه في الأردن ولبنان، في العراق والكويت، في سورية!! تلك التي وُص فت منذ عقود بأنّ الفلسطيني فيها يعيش أفضل الأحوال الممكنة وفق الحالة الفلسطينية؛ فلا جنسية تذوّب قضيته، ولا قيود على وضعه في نظام الدولة من حيث التوظيف والتشغيل وحقوقه المدنية.

لكنّ الشهور التي انقضت غيّرت كثيراً من القناعات، ونفضت عن غبار الحكاية أكثر مما توقع المتشائمون، حين تقوده الأزمة رغماً عنه إلى أبواب السفارات الغربية والأجنبية بحثاً عن الملاذات الآمنة، والجنسيات التي تخوّله الدخول إلى أرض غير التي هُجِّر أهله إليها أو بعض الخيارات المحدودة التي تحتاج إلى بداية باهظة التكاليف اجتماعيّاً وماليّاً!

سن فتح أبواباً كثيرة بمفتاح واحد! وسنحاول كسر الأقفال أو بعضها، إن استطعنا، فمحاولة للفهم الحقيقي أفضل للقارئ ولنا من البقاء في "قصر التيه" بحثاً عن مخرج! ♦

التحرير