مجلة العودة
كأنها الشتات
ليس في هذا العدد ملف منفرد بحجم كبير، أو موضوع غلاف ينفرد بجِدّته وأهميته عن باقي موضوعات العدد، لنفرد له صفحات عديدة تقضم من مواضيع أقل أهمية، ويتضخم على حساب مواضيع أخرى.
 
في هذا العدد توزعت المقالات من حيث الجدة والأهمية والجغرافية والحجم، وكلها تستحق التركيز. لكنها «تكسرت السهام على السهام»، وهنا تكسرت النوائب على النوائب، فاجتمعن في نكبة واحدة وعدّة أشتات.. وهنا –كما يبدو- أن الشتات الفلسطيني وتعدده انعكس على الإعلام الفلسطيني وتعدد مواضيعه في قضية واحدة. وبدت مجلة «العودة» هذه المرة كأنها الشتات الفلسطيني بمختلف ساحاته.

كل هذه المواضيع مهمة –كما ذكرنا- وتستحق أن تكون رئيسية، وهذا التعدد يبرز حجم انتشار المأساة الفلسطينية، وصعوبة معالجة موضوع واحد في الشهر، لذلك كان لزاماً علينا أن نساوي بين هذه الموضوعات في هذا العدد، لذلك نعتذر من القارئ الكريم لأننا لم نخصص للغلاف موضوعاً، ونعتذر تحديداً إلى غزة التي لم يتضمن هذا العدد معاناتها التي ركزنا عليها في الأعداد السابقة.

يجول هذا العدد على عدة أقطار لينقل منها الحدث والمعاناة الفلسطينية. يمرّ في عكا وأحداثها التي انفجرت هذه المرّة على خلفية دينية بين العرب واليهود. يعرج في لبنان على التحديات التي تواجه الفلسطينيين فيه، ويخصص مخيم عين الحلوة بقراءة لما يجري فيه. ويلخص مدير المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان «شاهد» للمجلة تقرير المؤسسة عن الأطفال الفلسطينيين في لبنان.

السياسة الفلسطينية، في ما يتعلق بحق العودة، نجرد حساباً لتصريحات الرئيس عباس عن هذا الحق. والسياسة الداخلية الفلسطينية في حوارات القاهرة، وما وصلت إليه وآفاق نجاحها وفشلها..

فلسطينيو العراق لا يعانون من الظلم فحسب، ولا من التهجير فقط، بل من التشتيت والتفتيت والتغريب حتى التلاشي والتذويب. هم الآن هدف رئيسي وربما حقل تجريب يطبق مسبقاً الحل الإجباري الذي يفكر به الغرب، وهو التغاضي عن مضايقة الفلسطينيين في أقطار لجوئهم حتى يفيض بهم، ثم فتح باب الهجرة إلى الغرب. أليس هذا ما حصل بعد حرب المخيمات في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي؟!

في الدوحة، حضرت «العودة» مؤتمر القدس، وعادت بتقريرها من هناك، وقابلت فيها مطران القدس عطا الله حنا ودار الحديث عن القدس والمقدسات وحق العودة.

من الضفة الغربية، نعرض تحقيقاً عن مخيم الدهيشة، وتقريراً آخر عن مجزرة كفر قاسم ضمن ملف عن المجازر والإبادة، يضم أيضاً مجزرة عرب المواسي ومجزرة الصفصاف.

المؤتمرات لها نصيب من هذا العدد، تغطية وإعلاناً، فكما غطينا مؤتمر القدس، فكان في هذا العدد الإعلان عن مؤتمر فلسطينيي أوروبا السابع في ميلانو –إيطاليا، وأعلنّا عن ندوة فكرية في بيروت، وعن الملتقى العربي والدولي لحق العودة.. وعن هذه المؤتمرات وأهميتها يتحدث في صفحة «حتى نعود» الأمين العام لتجمع العودة الفلسطيني «واجب» طارق حمود.

هذا هو «المفتاح».. فإلى «العودة».

التحرير