مجلة العودة

فلسطين أمانة بعنق مرسي!!!.

فلسطين أمانة بعنق مرسي!!!. 
 
 
سماك العبوشي - بغداد

  لعل من أهم الأسباب التي جعلتنا نحن العربَ نهلل لسقوط نظام مبارك ونستبشر بخلع رئيسه مواقف الأخير  اللاقومية تجاه قضايا الأمة العربية لاسيما منها قضية فلسطين وتحديداً عداءه السافر والمستهجن لقطاع غزة وفرضه حصاراً جائراً على أبنائه منع خلالها عنهم الدواء والغذاء وكافة الاحتياجات الإنسانية!!.  ذاك أولاً...
في المقابل، فإننا استبشرنا خيراً بحقبة ما بعد مبارك، وما سمعناه على ألسنة مرشحي الثورة الرئاسيين، لاسيما ما أكده الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي إبان حملته الانتخابية الرئاسية بأن حصار قطاع غزة لن يستمر يوماً واحداً في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، متعهداً بفتح حدود مصر مع غزة بشكل كامل غير منقوص، وبأن الفلسطينيين بشكل عام وسكان قطاع غزة على وجه الخصوص يجب أن يحظوا بحياة كريمة تتوافر فيها كافة مقومات الحياة بعد طول عناء ومكابدة!!.
وذاك لعمري ثانياً...
وبرغم خطورة المرحلة التي كانت تمر بها ثورة 25 يناير المباركة، وجسامة التحديات التي واجهها وما زال يواجهها الرئيس المصري المنتخب، بغية إفشاله بتحقيق برنامجه الانتخابي، ويقيناً منا بضرورة إعطائه الأولوية لمعالجة الشأن الداخلي المصري، لاسيما في ظل هجمة منظمة لإرباك الرئاسة المصرية وتعطيل جهودها الرامية للنهوض بمصر، وإيماناً منا بأن هناك من يخطط وينفذ لثورة مضادة تجهض ثورة 25 يناير وذلك لإبقاء مخلفات نظام مبارك وما تبقى من أطلالها الشوهاء على حالها دون تغيير، أقول وبرغم ذلك كله، فقد كشف مصدر مصري مقرب من الرئيس المصري محمد مرسي عن قرب صدور قرار سيادي رئاسي برفع الحصار عن قطاع غزة بشكلٍ كامل على أن يُطبَّق تدريجيا خلال المرحلة المقبلة، وذلك عشية زيارة وزيرة خارجية أمريكا لمصر!!.
وذاك لعمري ثالثاً...
ولكن، وآه من (لكن) التي تسكن العبرات بين طياتها، وتـُحـْبـَس الأنفاس بين ثناياها، كما وتتجلى الريبة وسوء الظن ما أن ينطق بها، فما أن غادرت السيدة كلينتون مصر في ختام لقائها بالرئيس المصري والمشير طنطاوي، وعقب التقائها بأركان حكومة تل أبيب وإجرائها محادثات معهم، فقد نشر موقع "قضايا مركزية" العبري بتاريخ 16 تموز / يوليو الجاري تقريراً تحليلياً أشار إلى "إمكانية!!" نجاح السيدة كلينتون بثني السلطات المصرية عن اتخاذ قرار فتح معبر رفح الحدودي بشكل يؤدي إلى إلغاء الحصار الاقتصادي المفروض على القطاع بشكل نهائي وكامل، وأن الرئيس المصري لن يفي بوعوده بفتح  معبر رفح الحدودي وإلغاء الحصار على أبناء غزة، بل سيكتفي بإعلان بعض التسهيلات على عمل معبر رفح عبر تنسيق امني مع الولايات المتحدة مباشرة و"إسرائيل" بشكل غير مباشر، هذا ولقد نوّه الموقع العبري المذكور آنفاً إلى تلك المحادثات التي كان قد أجراها قبل أيام مستشار الأمن القومي الأمريكي توم دونلين مع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ومستشار الأمن القومي يعقوب عميدار ووزير الجيش أهود باراك في وقت لم يعط البيت الأبيض أية تفاصيل تتعلق بمجريات ومضمون المحادثات المستعجلة تلك!! .
 ورداً على "لكن" الخبيثة المحبطة تلك نقول، بأننا قد نجد العذر للرئيس المصري المنتخب حديثاً لو أنه قد اهتم أولاً بملفي الأمن والاقتصاد المصريين، كما وقد نجد له العذر أيضاً لو أنه أرجأ قليلاً تنفيذ ما كان قد صرّح به أثناء جولته الانتخابية حول ضرورة تعديل اتفاقيات كامب ديفيد التي كبلت مصر طويلاً وحدّت من سيادتها وحرية حركتها على كل سيناء المحررة، لكننا لن نجد له العذر لو أنه نكث بوعده واكتفى بتسهيل عبور الحاجات الإنسانية دون إصداره لقرار رفع الحصار الكامل على قطاع غزة، فحصار غزة الظالم وصمة عار في جبين الأمة العربية، وحصار غزة وصمة عار على الإنسانية جمعاء، فكممن طفل قد صرخ من ألم جوع، وكم من مريض رحل عن دنيانا هذه لقلة دواء، ولقد ساهم النظام المخلوع بتعميق وطأة تلك المعاناة الفلسطينية، وأن ثورة مصر قد نفذت ولعل أحد أسبابها خجل المصريين وإحساسهم بعمق جراحات وآلام أبناء غزة، كما وأن فتح معبر رفح المصري – الفلسطيني هو قرار سيادي مصري، وهو رمز كرامة الدولة المصرية، ولا علاقة لأي دولة ثالثة بشؤون معبر رفح!!!.
ونزيد من الشعر بيتاً، إلى ما قلنا آنفاً، بأن هناك جملة مؤشرات وشواهد كثيرة تبعث للاطمئنان لحُسْن إدارة الرئيس مرسي، وعدم نكوثه لوعوده القومية والتزاماته الشرعية الإسلامية، مما يجعلنا نجزم بأن ما نشر في موقع "قضايا مركزية" العبري إنما هي مجرد حرب نفسية صهيونية تروم زرع سوء الظن والريبة في المرحلة القادمة من عمر الثورة المصرية المباركة، وأنها مجرد أضغاث أحلام ومحاولات خبيثة صهيونية لتشويه صورة قائد مصر للمرحلة القادمة من عمر مصر، كيف لا وقد أكد الدكتور مرسي في جميع خطاباته التي ألقاها إبان رحلته الانتخابية، أو تلك التي أدى فيها القسم الدستوري عشية تنصيبه رئيساً، بأن زمن التبعية للغرب قد انتهى وولـّى، وان حرية مصر وكبرياءها وكرامتها قد عادت بفعل الثورة، ذاك من جانب، ومن جانب آخر، فإن لرفضه الرد على مهاتفة النتن ياهو لتهنئته بالفوز بالرئاسة قد كان وقع صداه رائعاً وقوياً ومزلزلاً أقض مضاجع الغرب والصهاينة على حد سواء، ثم كيف ننسى دوره الفعال في مقاطعة الصهيونية ومقاومة التطبيع معها إبان رئاسته للجنتها تلك، فكل تلك مؤشرات يطمئن لها العربي أنـّى كان ويبعد عن نفسه هواجس الإحباط لاحتمال الامتثال للضغوط الأمريكية الخبيثة، وما يحتاجه قائد مصر للمرحلة القادمة التفاف أبناء مصر حوله والسير وإياه لتحقيق نهضة مصر وأمة العرب من بعدها، وإننا تالله وبالله لموقنون تمام اليقين باستحالة أن ينقلب الرئيس مرسي بين ليلة وضحاها، سواءً بتأثير بريق الجاه والكرسي، أو خنوعاً وامتثالاً لضغط وتهديد أمريكي!!.   
 كلنا أمل بأن تكون تلك التسريبات مغرضة ومجرد أمنيات وتخمينات صهيونية، بقصد الإساءة لشخص السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي وتشويه صورته أمام المصريين والعرب أجمعين، وإيهامنا بأن كلام الصبح الذي نطق به السيد الرئيس إبان فترة الانتخابات سيمحوه ليل الجلوس على كرسي الرئاسة البغيض الذي جلس عليه من قبل حسني اللامبارك لثلاثين عاماً....!!. 
يقول الله في محكم آياته: }وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الابْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء{...(سورة إبراهيم:42-43).
مصر في أمان بإذن الله تعالى مادام يقودها من آمن بالله وكتابه ورسوله!!.
 ومادامت مصر أم الدنيا بخير، فأرض الإسراء والمعراج بخير وأمان، كما بقية بلداننا العربية!!.  
 وإن غداً لناظره قريب.♦