مجلة العودة

"أطلس فلسطين" بين يدي أبنائها

"أطلس فلسطين" بين يدي أبنائها

أسماء المهدي - لندن

كما عودتنا هيئة أرض فلسطين برئاسة الدكتور سلمان أبو ستة، التنقيب والكشف عن كل ما هو نفيس مدفون ومحفور في كل بقعة من فلسطين الحبيبة وجمعها بالوثائق، فقد صدر عنها "أطلس فلسطين 1917- 1966" بالعربية الشهر الماضي. وهو نسخة طبق الأصل في النص والمحتوى والمستوى عن النسخة الإنكليزية.
 ولما كان الهدف من هذا الأطلس هو تعليم النشء كل ما يتصل بوطنهم فلسطين، وحيث إن 70% من الشعب الفلسطينى دون سن 30 سنة، لذلك كان الاهتمام الأول بأن يصل الأطلس إلى هؤلاء الشباب.
لذلك، اتصلت الهيئة بوكالة الغوث (UNRWA)، وأهدت إليها 700 نسخة من الأطلس، على أساس نسخة لكل مدرسة.  و"الأونروا" بدورها رحبت بتزويد مدارسها بالأطلس، وتدريسه لطلبتها بالطريقة التي تراها مناسبة.
وبالفعل، وزعت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) "أطلس فلسطين" على مدارسها، بمعدل أطلس لكل مدرسة، ما يجعل بين أيدي طلبتها معلومات وحقائق عن الشعب والتاريخ الفلسطينيَّين، حيث وُزِّع  "الأطلس" على 172  مدرسة تضم ما يقارب 117 ألف طالب وطالبة مسجلين في الأردن، ضمن 700 مدرسة في كل مناطق عمل الوكالة  تشمل 500 ألف طالب وطالبة في مناطق عمليات الوكالة الخمس (الأردن، سورية، لبنان، الضفة الغربية وقطاع غزة).
 وسيكون  "الأطلس" متاحاً لطلبة الأونروا، من مختلف المراحل الدراسية، للبحث والدراسة بالطريقة التي تجدها الوكالة مناسبة، سواء من خلال تخصيص حصص دراسية أو تدريسه في إطار مناهج أخرى ذات صلة، أو ضمن سياق المواد الإضافية، بما يسمح لطلبتها بالاطلاع على أحداث نكبة فلسطين 1948، بالإضافة إلى معلومات تخصّ الأملاك والمياه والزراعة في الأراضي المحتلة.
ويغطي  "الأطلس" كامل مساحة فلسطين من رأس الناقورة إلى أم رشرش "إيلات"، ومن رفح إلى نهر الأردن، وذلك خلال الفترة الزمنية الممتدة من وعد بلفور عام 1917 والانتداب البريطاني على فلسطين، مروراً بالنكبة، وصولاً إلى كيفية تحويل المشهد الفلسطيني إلى إسرائيلي، مستخدمة بالطبع أساليبها المعروفة من النهب والتدمير والمصادرة. ولا يخفى على أحد المجازر التي ارتُكبت بحق الشعب الفلسطيني والتي ساعدتها فعلياً ونفسياً على ذلك.
  والأطلس مقسم إلى قسمين: الأول يحتوي على أربعة فصول تتعلق بمشروع تقسيم فلسطين، وكيفية نشأة حدودها، وملكية الأراضي فيها، ونكبة 1948 وجرائم الحرب وتدمير فلسطين والاستيلاء على أملاكها ومصادرتها وسرقات المياه والزراعة، وتوزيع اللاجئين، وخطة العودة.
وفي القسم الثاني سيجد المتصفح للأطلس أنه يحوي 500 صفحة ملونة من خرائط كامل فلسطين، ومعلومات جغرافية قيّمة عن أرضها ومياهها والقرى والمدن قبل 1948 وما بعدها، وملكية الأراضي وتوزيع السكان، وأصول السكان الحاليين ومنافي اللاجئين، وحدود فلسطين مع الأردن وسورية ولبنان وتوزيع الفلسطينيين واليهود حالياً.
   يشمل الأطلس أيضاً معطيات رقمية  دقيقة عن التوزيع الفلسطيني الراهن في العالم، ويشمل 30 ألف اسم مكان و1600 مدينة وقرية و16  ألف معلم و95  خريطة توضيحية و65  جدولاً و30  صورة وشكلاً.
 وأفاد الدكتور أبو ستة بأن أهمية هذا العمل في الفترة الحالية تأتي في إطار ما تقوم به "إسرائيل من الاستيلاء على أرض فلسطين وطرد أهلها وطمس تاريخهم واختراع تاريخها المزعوم"، بالإضافة إلى أنه جاء لتأكيد الحق الفلسطيني في التاريخ والجغرافيا المسلوبة صهيونياً. وقد استغرق الجهد لإخراج هذا العمل بصورته الحالية 20 عاماً، جُمعت خلالها الوثائق من بلاد العالم، وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وتطرق أبو ستة، مُعِدّ هذا الاطلس، إلى بعض جرائم الاحتلال، لافتاً إلى  "تهجير 900 ألف فلسطيني من 675 مدينة وقرية فلسطينية خلال عام 1948، وتدمير 535 قرية، وارتكاب 351 عملية قتل وطرد وذبح وتدمير ونهب وسلب بحق الفلسطينيين خلال عامي 1947-1956 فقط، فضلاً عن تدمير 300 إلى 500 موقع ديني أو تخريبه أو إهماله عمداً".
وذكر أن "عدد الفلسطينيين اليوم يبلغ قرابة 11 مليون فلسطيني، ثلاثة أرباعهم من لاجئي 1948 و1967، بينما يقدَّر عدد اللاجئين اليوم بنحو 7,4ملايين لاجئ، منهم 5,1 ملايين مسجلين لدى الأونروا، مقابل نحو 2,4 مليون لاجئ غير مسجلين في الوكالة، الغالبية العظمى منهم مقيمة في الأردن".
ويتطرق الأطلس أيضاً إلى سرقة المياه العربية، حيث ذكر أن "ثلاثة أرباع استهلاك الكيان الإسرائيلي للمياه ( 1500 مليون متر مكعب) مسروق من مصادر عربية، حيث يستولي الاحتلال بطريقة غير قانونية على 300 مليون متر مكعب من المياه من حصص سورية ولبنان والأردن وفلسطين".
وكان توزيع الأطلس قد واجهته عدة عوائق في بعض المناطق، مثل الضفة والأردن، فإنه ـ للإسف الشديد ـ لا تزال توجد بعض العقبات التى تمنع أو تحدّ من تعليم النشء عن وطنهم فلسطين. لذلك، وُزّعت عدة أقراص (DVD) من نسخ الأطلس الإلكترونية، وقد تكفلت اللجان الشعبية بإعادة نسخها وتوزيعها.
وبالنسبة إلى غزة، فقد أرسلت الهيئة هدية 250 نسخة من الأطلس لمدارس الحكومة والجهات المختصة باللاجئين، حيث إنه لا عوائق لتعليم تاريخ وجغرافيا فلسطين في قطاع غزة.
وفي إطار ما تقوم به الهيئة من تطوير وتحديث لموقعها الإلكتروني من منطلق إيمانها بحق العودة والعمل على تذكير النشء الجديد وأيضاً الكبار بقراهم ووطنهم الغالي فلسطين، جرت إضافات مهمة على موقع هيئة أرض فلسطين، وهي (فيديو) التحليق فوق فلسطين قبل النكبة في هليكوبتر في 14 مساراً تغطي كافة فلسطين على الرابط الآتي:
‏http://www.plands.org/maps/flightpaths.html، وقد كان مثار انتباه شديد للشباب في المخيمات.
كذلك جرى تحديث "دليل حق العودة"، وهو كتيّب صغير من 70 سؤالاً وجواباً لتعليم النشء عن حقوقهم، وهو موجود على الرابط الآتي: http://www.plands.org/pdf/daleel.pdf
بالإضافة إلى طبع 5,000 نسخة من "دليل حق العودة" وزعت على مخيمات الأردن. وسيجري طبع عدد أكبر في غزة.♦
بالإضافة إلى طبع 5,000 نسخة من "دليل حق العودة" وزعت على مخيمات الأردن. وسيجري طبع عدد أكبر في غزة.♦