مجلة العودة

رحلَ يوسف الخطيب.. شاعر الشتات الفلسطيني

رحلَ يوسف الخطيب.. شاعر الشتات الفلسطيني
 

لثم الياسمينُ الدمشقيُّ خدَّهُ في قبلة الوداع... ولم تكفكف دور الخليل دموعها!!

قالت لي قصائده ذات مرة إنَّ روحه شاطئ بلا ضفاف، فأبحرتُ أكثر في أشعاره، فما وجدت في حروفه إلا حتوفاً تقاوم أظفار الليل الكئيب.

وأخبرتني مآقيه أن فضاءات حلمه لا تطوي صفحاتها إلا بين كفي الوطن.. وكنت أبحث في عيونه عن عيون الأرض التي لم يجففها يباب الاحتلال..

لماذا إذن ألقيت في غيابت الجب!! هل لتمر قوافل الأعراب ذات جرح ويقول صاحبها: يا بشرى هذا شاعر؟؟ أصدقك القول، وعلى رواية إيليا أبي ماضي: لست أدري!!

رغم آلاف الأبيات الشعرية التي خطها بيراعه في مسيرته، ظلَّ بيته في الخليل عش العصافير المسافرة،

وموئل الطيور المهاجرة رغماً عنها.

يبرعم السؤال الجريح على شفاهي:

لماذا نبتاع الحزنَ في مواويل الصباح الكئيبة يا شاعر الأوجاع المحاصرة؟

لماذا نُخرجُ من شرايين المنافي كلَّ هذا الحزن الذي يقيم في نبض الأسماء؟

ألم تطلب منا أن نجهز حقائب العائدين، ودفاتر المنتصرين، وقصائد العاشقين؟؟

لقد فعلنا كل ما طلبت، فلماذا تعجلت الرحيل؟

ها أنت تضع في مزهرية الحنون ياسميناً، وترحل قبل قوافل العائدين، تماماً مثلما فعل عبد الكريم الكرمي وحسن البحيري ومحيي الدين الصفدي وعبد الكريم عبد الرحيم..

هكذا فتحتَ ندوباً للحزن في سطوري، ومنحتني فرصة للبكاء بين أيدي القصائد..

سنعود يا شاعر الحكايات الجميلة التي تبشر بالانتصار...هكذا أخبرنا عندليب هارون هاشم رشيد، وقال لنا بلبلك المشرد، وحكى لنا كناريُّ يحيى برزق اللاجئ.

انطفأ قنديلك؟؟ نعم، لكنَّ شموسك أضاءت في فضاءات الوطن المضمخ بعطر الشعراء الذين لم يبدلوا تبديلا...

على صهوة الحنين إلى الخليل ستعود قصائدك ذات يوم، سيخرج الناس لاستقبالها، سينثرون عليها الورود والزهور، لأغنية يتردد صداها في ترانيم الأغنية الفلسطينية: صار اسمها: يوسف الخطيب الشاعر.

قد قلتَ حقّاً- يا شاعرنا- ولكن من سيسمعه؟

سمير