مجلة العودة

مركز الزيتونة يعقد مؤتمراً بعنوان :

مركز الزيتونة يعقد مؤتمراً بعنوان :
"الإسلاميون في العالم العربي والقضية الفلسطينية في ضوء التغيرات والثورات العربية"


افتُتحت يوم الأربعاء 28/11/2012 أعمال مؤتمر "الإسلاميون في العالم العربي والقضية الفلسطينية في ضوء التغيرات والثورات العربية" الذي عقده مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في فندق كراون بلازا في بيروت. وتضمن المؤتمر،  نحو عشرين ورقة عمل قدمها عدد من قيادات الحركات الإسلامية في الدول العربية، وخصوصاً من دول الطوق ودول الربيع العربي، بالإضافة إلى مجموعة متميزة من الباحثين والأكاديميين. وشارك في المؤتمر شخصيات وقيادات سياسية وأكاديمية من فلسطين ومصر وتونس والأردن وسورية ولبنان والجزائر والمغرب واليمن والسعودية وباقي بلدان الخليج وتركيا وإيران... وغيرها.وسلط المؤتمر الضوء على الخريطة السياسية الجديدة للمنطقة العربية، وانعكاساتها على القضية الفلسطينية، محاولاً التعرف على حقيقة مواقف التيارات الإسلامية من قضية فلسطين، خصوصاً تلك التي صعدت إلى السلطة؛ وعلى أولوية فلسطين في مشاريعها وبرامجها. كما حاول التعرف على أبرز التحديات التي يواجهها المشروع الإسلامي لفلسطين، وأبرز الفرص التي تتيحها عملية التغيير في العالم العربي. ساعياً للوصول إلى التصور الأفضل للتعامل مع القضية الفلسطينية، ومواجهة المشروع الصهيوني في ضوء التغيرات والثورات في العالم العربي .
الافتتاح والجلسة الأولى
وقد افتتح اليوم الأول من المؤتمر بكلمة لمدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات د. محسن صالح، رحب فيها بالحضور، واستعرض أبرز النقاط التي سيتناولها برنامج المؤتمر، مشيراً إلى أن قضية فلسطين تحظى باهتمام كبير لدى الحركات الإسلامية، وهي بالنسبة لبعض هذه التيارات القضية المركزية للعالم الإسلامي، وذكر أن الشعوب العربية ترى أن التحرر من الهيمنة والاستبداد والتبعية ونهضته ووحدته تكمن في مواجهة المشروع الصهيوني، وفي تحرير فلسطين، وأشار صالح إلى أن التيارات الإسلامية برزت في صدارة المشهد السياسي، وأصبحت تواجه تحديات مرتبطة بتحديد سلم الأولويات. وفي ظل هذه الأوضاع ذكر صالح أن هذه التيارات بدأت تطرح بشكل واسع أسئلة حول مكانة فلسطين في برامجها، وكيف ستكون آليات تعاملها مع مشاريع التسوية ومعاهداتها، ومع قوى المقاومة، ومع الوضع الداخلي الفلسطيني، وكيف سيواجهون الغطرسة الصهيوينة، والتهويد.

وفي كلمته، أكد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، د. محمد بديع، والتي ألقاها نيابة عنه أ. حسام ميرغني تاج الدين، رئيس القسم السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، أن جماعة الإخوان المسلمين حملت همّ الأمة كي تنهض من سباتها منذ سقوط الخلافة الإسلامية، مروراً بمخططات الأعداء التي لم تقف على مرّ السنين كي تنقض على مقدرات أمتنا الإسلامية وتنهب ثرواتها ولم يزل جرح فلسطين ينزف دماً ويسقط شهداء منذ سنة 1948 وحتى الآن. وقال إننا نوقن أن العدو الصهيوني هو رأس الحربة أمام مشروعنا الإسلامي لتحرير أمتنا العربية والإسلامية وأن معركتنا الأساسية هي مع هذا العدو، وإننا نؤمن بأن دعمنا للمقاومة بكل أشكالها في فلسطين هو خط الدفاع الأساسي عن مشروعنا وأمننا القومي.
ومن جانبه ذكر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أ. خالد مشعل، أن أهمية المؤتمر تكمن في تزامنه مع الربيع العربي، وتقدم الحركات الإسلامية، وفي ظل تعاظم دور الحركات المقاومة، وتراجع المشروع الصهيوني. وقال مشعل إن الورقة التي يقدمها تمثل رؤية حماس، فهي تعدّ فلسطين أرض فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر ومن الشمال إلى الجنوب، وهي أرض الشعب الفلسطيني، ولا يمكن التنازل عنها، وهي أرض عربية إسلامية، وهي مهد الأديان، وتحريرها واجب وطني وقومي وإسلامي وإنساني. وأكد أن حركته لن تعترف بشرعية الاحتلال، وبالتالي لن تعترف بـ"إسرائيل"، فالمشروع الصهيوني مشروع إرهابي، وعدو للشعب الفلسطيني، ويمثل خطراً يهدد الإنسانية، وذكر مشعل أن المقاومة هي وسيلة وليست غاية، فحماس لا تقاتل اليهود لأنهم يهود، بل لاحتلالهم الأراضي الفلسطينية.
وفي ختام كلمته عدد مشعل أبرز تحديات وإشكالات الربيع العربي، ومنها ضرورة التوازن بين أولويات الداخلية وأولويات الأمة، وبناء استراتيجية عربية واحدة، وإدارة العلاقة مع الغرب يحب ألا تكون على حساب قضية فلسطين، وطالب برفع سقف الموقف العربي، والتخلص من معاهدات السلام مع "إسرائيل"، مؤكداً أن وصول الحركات الإسلامية للحكم لا يعني أن قضية فلسطين تحتاجهم فقط، بل بحاجة إلى جميع القوى السياسية.
 وفي كلمته، ذكر أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، د. رمضان شلّح أن تزامن هذا المؤتمر يتزامن مع انتصار غزة، مؤكداً أن ما حصل في غزة محطة فارقة في تاريخ الصراع مع العدو، وأن قرار "إسرائيل" باغتيال أحمد الجعبري أخطأت في قراءة المقاومة. وشدد على أن ثوابت القضية من وجهة نظر الحركات الإسلامية تتلخص بـ"فلسطين آية من كتاب"، وفلسطين
شعب واحد، وقضية واحدة، وهدف واحد، وبرنامج واحد.
ثم ركزت الجلسة الأولى، التي أدارها د. جواد الحمد، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في عمّان، على الحديث عن الإسلاميين في تونس وليبيا والمغرب، وتحدّث خلالها أ. رياض الشعيبي، عضو المكتب السياسي في حركة النهضة التونسية، وأ. ونيس المبروك، عضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورئيس الهيئة العمومية لاتحاد ثوار ليبيا، وأ. عبد الرحيم شيخي، مستشار رئيس الحكومة المغربية، والمنسق العام لمجلس الشورى لحركة التوحيد والإصلاح المغربية.
الجلسة الثانية
تناولت الجلسة الثانية، التي أدارها د. محمد أكرم العدلوني، الخبير الإداري والتربوي، والخبير في شؤون القدس، الحديث عن الإسلاميين في مصر، وتحدّث خلالها كل من د. حازم فاروق، القيادي في حزب الحرية والعدالة المصري، وأ. نشأت أحمد، من قيادات وعلماء التيار الإسلامي السلفي في مصر.
الجلسة الثالثة
واستهلت الجلسة الثالثة والأخيرة من اليوم الأول من المؤتمر، والتي أدارها أ.د. طلال عتريسي، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية والخبير في شؤون العالم الإسلامي، بورقة عن تحدث فيها أ. عبد الرحمن فرحانة، الباحث المتخصص في الشؤون الفلسطينية، عن انعكاسات صعود الإسلاميين في العالم العربي على الوضع الداخلي الفلسطيني، وتلاها ورقة لأمين علي أمين، أحد قيادات التجمع اليمني للإصلاح، واختتمت الجلسة بورقة ثالثة قدمها د. عبد الرزاق مقري، نائب رئيس حركة مجتمع السّلم الجزائرية.
أعمال اليوم الثاني للمؤتمر
استؤنفت في بيروت يوم الخميس 29/11/2012 أعمال مؤتمر "الإسلاميون في العالم العربي والقضية الفلسطينية في ضوء التغيرات والثورات العربية"، وتركزت الجلسة الأولى لليوم الثاني للمؤتمر حول موقف الإسلاميين تجاه القضية الفلسطينية في كل من الأردن ولبنان، وترأسها المحامي والمستشار القانوني السعودي د. باسم عالِم، عضو اتحاد المحامين العرب والاتحاد الدولي لنقابات المحامين، وتحدث فيها أ. حمزة منصور، أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني، وأ. عزام الأيوبي، رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان، ود. علي فياض، القيادي في حزب الله والنائب في البرلمان اللبناني.
 الجلسة الثانية
استهلت الجلسة الثانية لليوم الثاني، التي أدارها د. محسن محمد صالح، المدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، بالحديث عن انعكاسات صعود الإسلاميين في العالم العربي على السلوك الإيراني تجاه القضية الفلسطينية في ورقة قدمها د. عباس خامه يار، الملحق الثقافي الإيراني في الكويت. وعرض الكاتب والباحث التركي أ. محمد زاهد جول في ورقته لانعكاسات صعود الإسلاميين في العالم العربي على السلوك التركي تجاه القضية الفلسطينية. ثمّ قدم عميد كلية الآداب في جامعة الأمة في غزة والخبير في الشؤون الإسرائيلية، د. عدنان أبو عامر، ورقة عن الموقف الإسرائيلي من صعود الإسلاميين في العالم العربي. أما الورقة الرابعة في هذه الجلسة فهي للباحث وخبير السياسات الخارجية في معهد بروكنجز بواشنطن، ونائب مدير مركز بروكنجز الدوحة، د. إبراهيم شرقية، تحت عنوان تأثير الضغوط والسياسات الأمريكية على مواقف الإسلاميين في العالم العربي تجاه القضية الفلسطينية.
 الجلسة الثالثة
في الجلسة الثالثة والأخيرة في المؤتمر، والتي أدارها أ. د. علي لاغا، نائب رئيس جامعة الجنان في لبنان للبحث العلمي، تمت مناقشة ثلاث أوراق، الأولى تحت عنوان: الإسلاميون في العالم العربي وثقافة المقاومة قدمها د. أسامة الأشقر، مدير مؤسسة فلسطين للثقافة، والثانية: الأداء الإعلامي للإسلاميين في العالم العربي تجاه القضية الفلسطينية قدمها أ. عاطف الجولاني، رئيس تحرير جريدة السبيل. والثالثة: رؤية حزب التحرير لانعكاسات التّغيرات والثورات في العالم العربي على القضية الفلسطينية، وقدمها أ. أحمد القصص، رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في لبنان.
 الختام
وفي ختام المؤتمر، شكر د. محسن صالح الحضور، منوهاً بما تمت مناقشته من تقييمات وتوقعات لمسار القضية الفلسطينية في ضوء تغيير الخريطة السياسية للمنطقة العربية، آملاً أن تسهم في خدمة القضية والأطراف العاملة لأجلها، من أجل الوصول إلى تصور أفضل للتعامل مع القضية الفلسطينية، ومواجهة المشروع الصهيوني.♦