مجلة العودة

مقابلة: محمدالمسفر: العرب يتحملون مسؤولية كبرى في القضية - إبراهيم العلي

المفكر العربي محمدالمسفر: العرب يتحملون مسؤولية كبرى في القضية الفلسطينية

إبراهيم العلي/ بيروت

على هامش اللقاء التشاوري العربي في بيروت، التقت «العـودة» بالمفكر العربي محمد المسفر الذي حذر من الخطر الكبير على القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الدور الأمريكي والتخاذل العربي والعناد الصهيوني تهدد بتهجير الفلسطينيين بعيداً عن فلسطين لإلغاء حق العودة.
 

«العـودة»: أين أصبحت القضية الفلسطينية؟

القضية الفلسطينية في مهب الريح، استيطان يقضم الأراضي ليلاً ونهاراً، قطاع غزة محاصر في ظل فقر مدقع، الضفة الغربية تحت الاحتلال الإسرائيلي والسلطة تلاحق المقاومين وتعتقلهم، بالتزامن مع تراجع عربي وفلسطيني رسمي في دعم القضية، وطغيان الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية على الأوضاع.


«العـودة»: كيف ترى الاستراتيجية الأمريكية في المفاوضات المباشرة؟

الإدارة الأمريكية تمارس الإغراء المادي على السلطة، فالإدراة تتحكم بالسلطة من خلال الأموال التي تقدمها لهم، وتبتزّ منها المواقف مقابل المال. وللأسف، نرى أن السلطة تعتمد اعتماداً كلياً تقريباً على الهبات لتمويل موازنتها الحكومية ودفع المستحقات للموظفين وبعض الخدمات التي تقدمها لتفادي الوقوع في أزمات داخلية. من هنا استطاعت أمريكا أن تجبر فريق السلطة على قبول المفاوضات المباشرة بعدما قبلت مسبقاً بغير المباشرة. وهذا ما جعل منها أيضاً حزاماً أمنياً يحمي الكيان الإسرائيلي.

«العـودة»: لماذا ابتعد العرب عن القضية الفلسطينية؟

أولاً، هناك أنظمة عربية أقدمت على السلام مع «إسرائيل» بعد انسحابها من أراضيها التي كانت محتلة، وهما دولتان أساسيتان وخاضت معارك من أجل تحرير فلسطين. ثانياً، اعترف الجانب الفلسطيني بـ«إسرائيل» وتنازل عن أراضي الـ48 لها، إضافة إلى دخوله في مفاوضات مع الجانب الصهيوني قبل نحو عقدين من الزمن، وقبلوا بمبدأ السلام. إذاً ماذا سيقول العرب، أكيد «لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم».

«العـودة»: كيف يمكن أن يستعيد العرب دورهم؟

العرب يتحملون مسؤولية كبرى، وخصوصاً الشعوب العربية بعد تراجع دور الأنظمة. على الشعوب العربية تفعيل الدعم للمقاومة في فلسطين ومساعدة الفلسطينيين في صمودهم في وجه الغطرسة الصهيونية بكل ما أوتوا من قوة. وعلى السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال ودعم المقاومة المسلحة بكل الوسائل بما فيها العتاد والمال، بدلاً من صرفها على أجهزة دايتون لملاحقة المواطنين.

«العـودة»: ما هو أكثر ما يهدد فلسطينيي الخارج وحق العودة، وكيف يمكن أن يحافظوا عليه في ظل تواطؤ الدول العربية وممارسة الضغوط عليهم؟

الكل يعلم أن العودة غير ممكنة حالياً إلى فلسطين، لأن «إسرائيل» أقوى من الناحية العسكرية ولا يمكن أن تفرض العودة عليها ونحن في حالة ضعف وتراجع في هذا الوقت. لكن على الدول العربية أن تُحسّن من أوضاع اللاجئين في بلادها ليصبحوا أقوى في حفاظهم على حقهم، وعدم الاستجابة للحلول المطروحة التي تقتضي التنازل عن هذا الحق؛ لأن التضييق على الفلسطينيين حالياً هدفه تركيعهم للتنازل عن عودتهم والقبول بأي بديل يمكن أن يقدم لهم. وأبرز ما يهدد اللاجئين هو «التهجير» إلى دول غربية، وكان آخرها العرض الذي تقدمت به أمريكا باستعدادها لاستقبال 100 ألف لاجئ في بلادها وتجنيسهم.

«العـودة»: لماذا هناك غياب للقيادات العربية الشابة في العقود الأخيرة؟

هناك سببان لعدم وجود قيادات شابة تلتزم الثوابت العربية في العقود الأخيرة، أولاً: غياب الإعلام العربي الموحد على غرار الإعلام الذي كان سائداً في الستينيات والسبعينيات. فالخطابات السابقة التي كنا نسمعها، كلها كانت تنادي بـ «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة»، أي أن الإعلام كان يسير في اتجاه دعم قضايا عربية ووطنية على خلاف ما نجده اليوم، إذ أصبح إعلاماً غير هادف وللتسلية، فأغلب الوسائل الإعلامية الموجودة لا تدعو إلى التحرك ودعم قضايانا العربية. ثانياً، وهو سبب يتعلق بتغير المناهج التربوية المعتمدة من قبل وزارات التربية في الدول العربية. فجرى مثلاً استبدال كلمات مثل (المقاومة والجهاد والوحدة العربية..) بأخرى كـ (سلام، كتابة «إسرائيل على الخريطة»..). لذلك على المنهج أن يتضمن كل شيء من شأنه ترسيخ الوحدة العربية والدفاع عن مصالحنا دفاعاً جماعياً، والتركيز عليها في كل الصفوف من الروضة حتى الجامعة مروراً بالمراحل الأخرى.♦