مجلة العودة

المنشد ناجي أبو المنذر: فلسطين حاضرة في فرقة الروابي منذ تأسيسها

المنشد ناجي أبو المنذر: فلسطين حاضرة في فرقة الروابي منذ تأسيسها

نطالب بدعم المؤسسات الفنية للنشيد وأنتقد بحث البعض عن الشهرة

 العودة - عمان

ناجي عبد الرحمن ناجي بركات، منشد في فرقة الروابي الفنية منذ عام 1992، من مؤسسي فرقة الروابي في الكويت، انطلق في المجال الفني وجاءت أفكار عديدة لإنشاء بعض الألبومات الفنية، فأنتج أول ألبوم فني في عام 1997، ومن ثم أنتج ألبوم بعنوان (قاوم)، لقي صدىً جيداً في الأسواق ولدى الكثير من المتابعين للأناشيد الفلسطينية، حاورته العودة في قضايا فنية مهمة ومتعددة .

العودة : كيف ترى حضور قضية فلسطين في الأنشودة ؟

حضور القضية الفلسطينية في النشيد حضور كبير، وهناك العديد من الألبومات الإنشادية التي تحدثت عن القضية الفلسطينية، وكان هنالك مساهمات إنشادية من الكثير من المنشدين في العالم العربي.

وهناك تفاعل كبير ينقصه الإعلام، وهناك عتاب كبير على منظمي المهرجانات الإنشادية التي تخص الحديث عن القضية الفلسطينية، ونحن مع ذلك، إلا أن قلة المهرجانات دفعت الناس إلى غضّ الطرف عن الكثير من الفعاليات الإنشادية التي تقام نصرةً لقضية فلسطين.

مع دخول عالم الموسيقى أو ما يسمى التعديلات الصوتية من خلال التكنولوجيا الحديثة، أصبح هناك استخدام للموسيقى، وأصبح التوجه إلى اللحن والصوتيات المرافقة كبيراً، ولم يعد هناك اهتمام بالنشيد أو الكلمات التي تُصاغ للنشيد الإسلامي أو ما يتناول القضية الفلسطينية.

العودة : كيف ترى تأثير الأنشودة في الناس ودورها في تعزيز الانتماء إلى فلسطين؟

عززت نكبة فلسطين وجود الأناشيد لدى الكثير من اللاجئين الفلسطينيين، وقد توجه العديد من المنشدين إلى الإنشاد لفلسطين، ولاقت استجابة، وكانت فرقة الروابي سباقة في الإنشاد لفلسطين من خلال الغربة والحنين إلى الديار وما يدعم القدس والأقصى ، وأصدرت العديد من الأناشيد في حق العودة، لكن هناك خلط في الكلمات، وظهر الكثير من الأناشيد التي تحمل عبارات تتحدث عن العودة.

العودة : ما أهم ما قدمته الفرق الفنية خلال 2011، وكيف ترى ذلك التقديم؟

قدمت الفرق الفنية العديد من الأناشيد التي تخدم القضية الفلسطينية، لكن ينقص الدعم الفني والمادي من المؤسسات الفنية، وهناك عتاب كبير على تلك المؤسسات، وذلك لدعمها المنشدين المشهورين. لكن بعضهم غير ظاهرين على الساحة الفنية، وأصبح توجه المؤسسات إلى منشدين لا إلى فرق، ما يمكن أن يؤثر على أداء العديد من المنشدين.

العودة : كيف قدمت فرقة الروابي القضية الفلسطينية خلال عام 2011؟

قدمت فرقة الروابي العديد من الأعمال والأناشيد التي تدعم القدس والأقصى، ومنها أناشيد جديدة، منها "رمز الثورية" و"اسمع نبض الأرض" وأنشودة جديدة قدمت في لبنان بعنوان "هلي بزغرودة"، إضافة إلى مسرحية طرحة شمس وعدة أناشيد نحن في طور تنفيذها.

تميزت الروابي بعرض مسرحيات وجدت أصداءً لدى الجماهير وقدمت على شكل لوحات، ومنها "طرحة شمس" و"سلام عليك".

كذلك شاركت فرقة الروابي أخيراً في مهرجان أحرار فلسطين، وكانت المشاركة في أربع أناشيد وأنشودة الأحرار لإخواننا المحررين.

العودة : ما تقويمك للأناشيد في 2011، وكيف يمكن تجاوز بعض السلبيات التي مر بها الإنشاد؟

أداء المنشدين خلال 2011 يُعَدّ جيداً جداً، لكن البحث والتقويم يكونان دائماً حول اللحن والكلمة الهادفة التي تصل إلى الناس، وفي ظل هذه الظروف أصبحت الأناشيد تظهر بسرعة وتزول، وذلك للبحث عن الشهرة وعدم الاهتمام بالألحان كما في وقت سابق. وهناك عتاب حيث يجب على المؤسسات الفنية أن تدعم المنشدين أصحاب الكلمة الهادفة واللحن الجميل والصوت المتميز.

الفرق الأردنية لها بصمات واضحة في رفع سوية الفن الإسلامي، فغالبية المهرجانات الخارجية لا بد أن تكون فيها فرقة من الأردن. فعلى سبيل المثال، لا يخلو مهرجان في أوروبا أو شمال أفريقيا أو الخليج، إلا يكون للفرق الأردنية أو أحد المنشدين الأردنيين نصيب في ذلك، ومثال ذلك مشاركة فرقة الروابي من الأردن، والاعتصام من فلسطين في مهرجان بريطانيا عام 2005م.

وهناك عقبات كثيرة وكبيرة تؤخر الفن الإسلامي، منها ضعف الإمكانات المادية، الذي يعزى سببه إلى نظرة المجتمع، رغم أنها تغيرت بعض الشيء لمفهوم الفن الملتزم، وقد لا تكون من أولويات الفرد في المجتمع، أو قد لا يتقبل أن يدفع لشراء تذكرة في حفل بسعر يتناسب وأسعار الحفلات الفنية الأخرى، وقس على ذلك.

لهذا، نرى أن تحسين الإمكانات المادية لجهات الإنتاج والفرق الفنية قضية رئيسية لتطوير الفن الإسلامي للوصول به إلى مرحلة الاحتراف؛ فالأمر يحتاج إلى تخصص وتعليم وتأهيل وتفريغ واحتراف من أجل النهوض به، وصولاً بالمستوى اللائق الذي يسد احتياجات المجتمع. ومن العقبات كذلك أن الفن الإسلامي يختلف من دولة إلى أخرى، وهناك شريحة من الإسلاميين لا تتقبل هذا الفن لاعتبارات فقهية خلافية. كذلك عدم تفرغ الأعضاء تفرغاً يساعد على العطاء والإبداع والتميز، بل إن أصحاب الفن أصبحوا يعدونه في المرتبة الثانية بعد عملهم الأساسي.

ما هي المشاريع المستقبلية في ما يتعلق بقضية فلسطين بالنسبة إلى المنشد أبو المنذر؟

ستكون هناك مفاجأة للمنشد ناجي أبو المنذر بعمل إنشادي جديد يخص العودة وفلسطين والقدس بمشاركة ابنيَّ، منذر وراما، وستكون مفاجأة سنة 2012.

يلاحظ وجود منافسة كبيرة بين الفرق الإنشادية في ما يتعلق بقضية فلسطين. كيف ترى تلك المنافسة؟

هناك مشاكل كبيرة بين الفرق الإنشادية، وقد يكون هناك مشاكل شخصية عملت على وجود تنافس، وأنا أدعو الفرق والمنشدين إلى أننا نخدم رسالة واحدة وهدفاً واحداً، ولسنا بحاجة إلى مشاكل شخصية تعطي صورة غير جيدة عن الفرق الإنشادية، وخاصة أن عمل الفرق الإنشادية يتسم بعمل الفريق الواحد.

العودة : هل تلاحظ وجود تطور في الخطاب الإنشادي خلال السنوات الماضية مع تطور التكنولوجيا؟

هناك تطور تكنولوجي هائل دخل إلى الساحة الإنشادية مع احتدام المنافسة بين الفرق الإنشادية، ما ساعد على الارتقاء بالإنشاد من خلال اللحن واستخدام اللحن، ورفع من مستوى الأنشودة.

كذلك إن المتابع للعمل الإعلامي يبحث في الكثير من الأحيان عمّا هو جديد في عالم الإنشاد، من خلال إدخال التكنولوجيا الصوتية التي تضيف إلى عالم النشيد بصمة متميزة.

العودة : تميزت فرقة الروابي في ألبوماتها وإصداراتها ، فما هو جديدكم للجمهور ؟

طرحت فرقة الروابي قبل سنوات عملاً مسرحياً بعنوان "طرحة شمس"، ولم يجد أي دعم من الجهات المعنية أو تصويراً تلفزيونياً يسوّق المسرحية. وهذا عمل على تأخير إصدار الروابي لأي إنتاج جديد بسبب تراكم الأمور المالية، وكانت عرقلة كبيرة للفرقة في ذلك الوقت.

ولعل من أهم الأسباب، حرص الروابي على تقديم ما هو جديد دوماً، وعدم الاكتفاء بإضافة شريط إلى سلسلة الأشرطة الملتزمة، الأمر الذي يجعل الفرقة تدقق دائماً في جديد الكلمة واللحن والأداء. كذلك فإنه لا يخفى عليكم أن حال الفرقة كحال الكثير من الفرق الأخرى من حيث عدم التفرغ والضغط الموجود على مدار العام.

العودة : هل من كلمة أخيرة ؟

أنصح جميع العاملين في العمل الإنشادي الارتقاء في الألحان والأناشيد وعدم التواني عن قضية فلسطين وقضية العودة، وندعوهم إلى إنشاء أي عمل جماعي يظهر الترابط الحقيقي للفرق الإنشادية ودعم أي عمل مؤسسي ينظم العمل الإنشادي ويدفع إلى السموّ في الإنجازات التي تقدمها الفرق الإنشادية.

كذلك لا بد من وجود رعاة إعلاميين للمنشدين من المؤسسات الإعلامية حتى يتطور النشيد، إضافة إلى عقد المؤتمرات والندوات التي تظهر الفن الإسلامي فنّاً منافساً للفنون الأخرى وإقامة المهرجانات.

فرقة الروابي في سطور

تأسست فرقة الروابي الفنية قبل نحو 24 عاماً، وتحديداً في عام 1987م في دولة الكويت، وتميزت الروابي منذ يومها الأول من خلال لونها الشعبي المعروف في حفلات الأعراس، ومن ثم انطلقت لتوسع مشاركتها وجماهيريتها من خلال المهرجانات العديدة التي شاركت فيها.

في عام 1991م، وبعد حرب الخليج، وفي ظل انتقال الفرقة إلى الأردن، وُجدت "الروابي" أمام قطاع جماهيري أوسع وأمام مجال كبير للمنافسة في ساحة العمل الفني الإسلامي والشعبي في الأردن.

امتازت الفرقة باللون الشعبي في بداياتها، لكنها استطاعت لاحقاً أن تطور نفسها، بحيث أتقنت كافة أشكال الفن الإنشادي وألوانه، بدءاً بالخليجي والوطني والثوري والطربي، وانتهاءً بالشعبي والفولكلوري، فضلاً عن وصلات الدبكة واللوحات الاستعراضية التي أضافت رونقاً خاصاً للفرقة، وكان آخرها الاستعراض الرائع في "لوحات مقدسية".

لاقت الفرقة بنهجها الذي اختطته لنفسها انتشاراً واسعاً محلياً وعالمياً، حيث كانت "الروابي" من أوائل الفرق الإٍسلامية التي شاركت في مهرجانات محلية وعالمية.

ويرأس الفرقة مجلس إدارة يتكون من رئيس الفرقة - رئيس مجلس الإدارة وأمين السر وأمين الصندوق والمسؤول الفني، فيما تتابع اللجنة الفنية جميع الأمور الفنية المختصة بالفرقة، وتُعنى اللجنة الاجتماعية بالشؤون الاجتماعية لأعضاء الفرقة. ويتكون أعضاء الفرقة من المنشدين من "كورَسْ" ومنشدين رئيسين، إضافة إلى أفراد الاستعراض والدبكة، فضلاً عن ضابطي الإيقاع.