مجلة العودة

الغلاف: مركز اللاجئ للإعلام.. خطوة على طريق العودة

مركز اللاجئ للإعلام.. خطوة على طريق العودة  

 

العودة/دمشق
 
«في الثامن والعشرين من كانون الأول عام 2008، وقف العالم مذهولاً لهول ما شاهد من عدوان غادر ومجازر وحشية ارتُكبت بحق أهلنا في قطاع غزة.وأمام صور أشلاء الأطفال والعجزة وصور المدارس المهدمة ودور العبادة المحروقة، كان هناك شعور حارق  بالعجز وعدم القدرة على المشاركة بالدفاع عن أهلنا في فلسطين. وأمام هذه المأساة، لمعت في ذهني فكرة إنشاء موقع إلكتروني للدفاع عن قضايا شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج». بهذه الكلمات بدأ علاء البرغوثي حديثه عن فكرة إنشاء موقع مركز اللاجئ للإعلام.وأضاف:«إننا نعيش زمن التكنولوجيا والاتصالات التي حولت العالم إلى قرية صغيرة؛ فالإنترنت والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي والتويتر والفايسبوك واليوتيوب وغيرها جلبت لنا العالم ووضعته بين أيدينا».

وتابع مدير الموقع قائلاً إن هذا الموقع يهدف إلى أن يكون وسيلة لمشاركة اللاجئ الفلسطيني في معركة شعبنا ضد الاحتلال الصهيوني، وخاصة أننا نشاهد كل يوم ما يقوم به هذا الغاصب منجهود لطمس حقوق شعبنا الفلسطيني، ومنها حق العودة. لذلك قررنا بوصفنا لاجئين أن نقف في وجه تلك المحاولات وأن نضيف لبنة جديدة في بناء الإعلام الفلسطيني المقاوم لإعلام العدو الصهيوني.ومن هنا بدأ مشوارنا في هذا المجال؛ ففي الذكرى الأولى للعدوان على القطاع، أصدرنا صفحة على الفايسبوك باسم مركز اللاجئ للإعلام، اهتمت بشؤون اللاجئين عموماً وحق العودة خصوصاً، معتمدين أساساً على المواقع المهتمة بقضية اللاجئين الفلسطينيين.  

أما عن آلية عمل الموقع، فقال علاء البرغوثي:«إننا بعد توسع الفكرة، قررنا أن ننشئ موقعاً خاصاً بالمركز، وبدأ الإعداد، وكانت فكرة الموقع تقوم بالأساس على الاعتماد كلياً على الإعلام الإلكتروني، وأن نتعاون مع جميع الجهات التي تسعى إلى دعم قضايا اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات، وذلك من طريق تعريف اللاجئ بنشاطات تلك المؤسسات من دراسات وأبحاث وغيرها من الأنشطة.

وأكد البرغوثي أن المركز يسعى إلى أن يكون حلقة الوصل بين اللاجئين وتلك المؤسسات، حيث يعتمد الموقع على تقديم جميع المعلومات المتعلقة بنشاطات اللاجئين في كل أنحاء العالم، ليرسخ لدى اللاجئ الفلسطيني حقه في العودة إلى دياره وليدحض مقولة قادة الكيان الصهيوني «أن الكبار سيموتون والصغار سينسون».هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فإن المركز يعمل على إيصال صوت اللاجئ إلى العالم أجمع، وذلك من خلال الاهتمام بقضايا اللاجئ الفلسطيني وحقوقه، وعلى رأسها حق العودة. وشدد علاء البرغوثي على أن المركز يعمل على تحسين وضع اللاجئ الفلسطيني في بلدان الشتات، من خلال تسليطه الضوء على المشكلات التي يعانيها اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات الشتات.

وأضاف أن المركز يقدّم جميع الأخبار التي تهمّ اللاجئين الفلسطينيين، وذلك من خلال الأقسام المتعددة التي قُسِّم إليها الموقع. فهناك القسم الإخباري الذي يُغطي كافة الأخبار المتعلقة بفلسطين، كذلك يوجد قسم خاص باللاجئين يهتم بتعريف اللاجئ بحقوقه وإطلاعه على المؤسسات والقرارات الدولية والمحلية التي تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، وهناك قسم آخر يرصد أهم التطورات في القضايا المركزية، كمدينة القدس والاستيطان والأسرى، وغيرها الكثير من الإيقونات والأقسام التي تعطي زائر الموقع الكثير من المعلومات والدراسات التي تهمّ اللاجئين عموماً والباحثين في قضايا اللاجئين خصوصاً. 

وأشار البرغوثي إلى أن المركز يسعى إلى توسيع نشاطاته لتشمل إنتاج أفلام فيديو عن قضية اللاجئين الفلسطينيين، سينشرها على موقع اليوتيوب، وذلك ليكون حق العودة موجوداً على شبكة الإنترنت، وليصل إلى كل أنحاء المعمورة. وبهذا نكون قد وقفنا قدر المستطاع  بوجه مخططات العدو الصهيوني التي تهدف إلى شطب قضية اللاجئين وطمس كل ما يثبت حقوق الشعب الفلسطيني على شبكة الإنترنت. وأضاف: إننا كلما زدنا المحتوى الإلكتروني الخاص بقضية فلسطين، استطعنا أن نكشف زيف الإعلام الصهيوني. فمعركتنا الإعلامية لا تقلّ شراسة عن المعارك العسكرية  والسياسية مع هذا العدو؛ لأن طريق الإعلام بات اليوم من أوسع الطرق التي تفعّل دور اللاجئين في معركة التحرير. 

وعن أهمية الدور الذي تؤديه وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية في التعريف والدفاع عن قضية اللاجئين الفلسطينيين في الداخل والخارج، قال علاء البرغوثي مدير مركز اللاجئ للإعلام «إنه يجب على اللاجئ الفلسطيني بعدما أغلقت في وجهه جميع السبل للمشاركة في معركة التحرير أن يبتكر الأساليب والطرق التي تجعل منه جندياً في هذه المعركة، وإني أرى في شبكة الإنترنت الطريق الأمثل، على الأقل في الوقت الراهن.وخير دليل على ذلك اهتمام سلطات العدو بكل ما ينشر على صفحات الإنترنت بخصوص القضية الفلسطينية، حيث إنها تضغط على مديري مواقع التواصل الاجتماعي لإغلاق أي صفحة تفضح جرائمها تحت ذريعة معاداة السامية، وخير مثال على ذلك صفحة مسيرة العودة 15/5التي أُغلقت عشرات المرات بطلب من الكيان الصهيوني. وأردف قائلاً إن إصرار العدو الصهيوني على إغلاق هذه الصفحة وغيرها كان حافزاً لنا للاستمرار في إتمام فكرة الموقع؛ لأن صفحة 15/5 أثبتت أن هذه المواقع لها أثر كبير في زعزعة هذا الكيان الحاقد الغاصب. وختم حديثه: إننا في مركز اللاجئ للإعلام نعمل يداً بيد مع كل من يسعى إلى دعم اللاجئ الفلسطيني وتخفيف معاناته، وكذلك نسعى إلى أن نكون منبراً للاجئين الفلسطينيين، نُسمع العالم أجمع صوت اللاجئ الفلسطيني ونعرفّه بقضايا اللاجئين، محاولين أن يكون مركزنا صلة الوصل بين اللاجئ الفلسطيني وكل مهتم بقضايا اللاجئين، أفراداً كانوا أو مؤسسات.