مجلة العودة

الملف :اللاجئون الفلسطينيون في مصر ولغز السفر للخارج

اللاجئون الفلسطينيون في مصر ولغز السفر للخارج

إيمان يس/القاهرة  

يظنها البعض أحزورة أو ربما تكون أسطورة لكنها ليست إلا واقع يعيشه حملة "وثيقة سفر مصرية للاجئين الفلسطينيين"!! ،فمن العجيب أن هذه "الوثيقة سفر" لا تعطيهم حق السفر !! ولا يعترف بها في أي بلد أوروبي أو حتى عربي إلا السودان، ومن الأكثر عجباً أن هذه "الوثيقة المصرية" لا تعترف بها مصر !! ولا تسمح لحاملها بدخول البلاد من دون تأشيرة من السفارة أو القنصلية المصرية في البلد التي قدم منها.

يروي م .ع لاجئ فلسطيني في مصر من حملة  "الوثيقة المصرية " أحد ملابسات اللغز قائلاً: أردت السفر للخارج وبما أن وثيقة السفر المصرية لا تسمح لي بالسفر؛ توجهت إلى السفارة الفلسطينية في القاهرة فأرشدوني لاستخراج "جواز سفر استعمال الخارج" مؤكدين ومحذرين ومتوعدين بأن هذا الجواز استعمال الخارج فقط ،أي لا يصلح لنقل الإقامة عليه ولا يمكنني استخدامه في مصر مطلقاً ،وإن فعلت ذلك  فإن "فعلي إجرامي"، علما بأن العديد من الدول لا تقبل بهذا الجواز لأنه غير موثق بأختام إسرائيلية ، فأنا لست من حملة الهويات وبالتالي "إسرائيل" لا تعترف بي كمواطن فلسطيني ولا تسمح لي بحمل أية وثيقة سفر فلسطينية .

فهذا الجواز تعترف به فقط الدول التي لديها سفارة فلسطينية أو تمثيل دبلوماسي فلسطيني من أي نوع ، كما أن هذا الجواز يحمل أرقام خاصة تختلف عن أرقام "جواز سفر السلطة الفلسطينية" الذي يحمله من لديهم هويات وبالتالي يمكن اكتشافه بسهولة.

ويضيف م .ع هذه ليست المشكلة فأنا بالتأكيد لا أنوي السفر لإحدى الدول التي لا تعترف بهذا الجواز، حصلت على الجواز وتوجهت إلى مطار القاهرة الدولي وكان علي وفقاً للتعليمات أن أبرز "الوثيقة المصرية" وأخفي تماماً جواز سفر الخارج وإلا سُحبت مني الوثيقة ومعها الإقامة وفقدت أي مأوى لي.

وهناك حصلت على ختم خروج تم وضعه على الوثيقة المصرية، وعند وصولي للجهة الأخرى كان علي أن أخفي تماما الوثيقة المصرية وأبرز "جواز سفر استعمال الخارج " وفي أغلب الأحوال يتغاضى موظفو الجوازات عن عدم وجود "ختم خروج " على الجواز، هذا التغاضي ليس ظناً منهم أني أحمل جنسية أخرى أو جواز سفر آخر استخدمته عند الخروج ، فكما قلت أرقام هذا الجواز خاصة وقصة من يحمله معروفة.

حتى الآن لا يوجد مشكلة حقيقية !!، المشكلة الحقيقة هي عند عودتي لمصر ـ علماً بأن هذه العودة يجب أن تكون في مدة أقصاها 6 أشهر لا تزيد ساعة واحدة وإلا اعتبرت إقامتي في مصر لاغية ، وعند العودة سأقوم بعكس تماماً ما قمت به عند السفر ، سأحصل على ختم خروج من الدولة التي سافرت إليها على "جواز سفر استعمال الخارج "، ومرة أخرى مع أول خطوة أخطوها على أرض القاهرة علي أن أبرز "وثيقة السفر المصرية" وأخفي تماماً"جواز سفر استعمال الخارج"، لكن هنا غالباً لا يتغاضى موظفو الجوازات عن ختم الخروج ، وتبدأ المأساة الإنسانية مع جهاز أمن الدولة الذي يعلم القصة من بدايتها ، إلا أن نهايتها لا يعلمه إلا الله فجميع الخيارات مفتوحة من ترحيل وإلغاء إقامة واعتقال.

ولتتبع خيوط اللغز منذ بدايته يمكننا تقسيم اللاجئين الفلسطينيين في مصر حسب سنوات الهجرة، فقد هاجر الفلسطينيون إلى جمهورية مصر العربية عبر موجتين رئيسيتين، تزامنت الأولى مع نكبة عام 1948 واستمرت حتى عام 1960 ويقدر عدد المهاجرين في هذه الفترة ب 15500.

بينما جاءت الثانية في أعقاب نكسة 67 حيث استمرت هجرتهم حتى عام 1969 حينها كان عدد الفلسطينيين المقيمين في مصر يقدر ب 33 ألف لاجئ  ، علما بأن عدد الفلسطينيين المقيمين في مصر عام 2011 يقدر ب 84 ألف ليس جميعهم من اللاجئين فمنهم من يقيم للدراسة أو العلاج أو غيره

ويمكن تقسيم المهاجرين وفقاً لما يحملونه من وثائق إثبات شخصية كما يلي:

 
 

منحت السلطات المصرية الجنسية لعدد من اللاجئين، كما أن الفلسطينية التي تتزوج بمصري يحق له أن يتقدم بطلب لحصولها على الجنسية بعد عامين، أيضاً صدر قانون عام 2004 بأن يمنح أبناء المصرية لأب فلسطيني الجنسية المصرية على أن يطبق القانون على المواليد من بعد صدوره ،إلا أنه بعد قيام الثورة المصرية في 25 يناير 2011 تم تطبيق هذا القانون "بأثر رجعي" أي على الجميع حتى من ولدوا قبل 2004.

أما من لم يمنحوا الجنسية المصرية لأي من الأسباب السابقة وظلوا يحملون اسم "اللاجئين" فقد منحتهم الدولة ما يعرف ب "وثيقة سفر مصرية للاجئين الفلسطينيين"

وبحسب التقسيم السابق ينقسم اللاجئون إلى قسمين ، الأول :حملة هوية فلسطينية وهم من هاجروا بعد الإحصاء عام67 ولم تسحب هوياتهم ،أو من استطاعوا الحصول على هويات إما بطلب لم شمل أو أية وسيلة أخرى. والثاني :لا يحملون الهوية الفلسطينية إما أنهم هاجروا في الهجرة الأولى 48 أو الهجرة الثانية 67 قبل الإحصاء أو سحبت هوياتهم وتم إبعادهم قسراً.

القسم الأول طالبتهم السلطات المصرية بعد عملية السلام وتحديداً بعد أوسلو وبموجب اتفاق تم بين مصر والكيان الصهيوني باستبدال "وثيقة السفر المصرية للاجئين" ب "جوازات سفر سلطة فلسطينية".إلا أن بعضهم يفضل إخفاء الهوية والإبقاء على الوثيقة المصرية أملاً في الحصول على جنسية البلد التي يعيش فيها، حيث تنعدم هذه الفرصة (فرصة الحصول على جنسية) لمن يحمل جواز سفر السلطة الفلسطينية.

أما القسم الثاني وهم من يعرفون ب " حملة الوثيقة المصرية" فهم أصحاب المعاناة الحقيقية التي نحن بصدد الحديث عنها. وبذلك يمكن تقسيم اللاجئين الفلسطينيين في مصر وفقاً للمخطط التالي.

 

وتعود إشكالية " الوثيقة المصرية" إلى أن السلطات المصرية تعتبر أنها منحت هذه الوثيقة من باب المساعدة للاجئين لأنهم ليس لديهم هويات أو جوازات سفر تثبت هويتهم فلماذا يحملونها ماداموا قد استطاعوا الحصول على جوازات سفر أخرى ، بينما هي في نفس الوقت لا تعترف بجواز سفر الخارج لأن "إسرائيل" لا تعترف بحامله !!.

 

ملاحظات:

ـ إذا أراد اللاجئ الفلسطيني المقيم في مصر السفر لمدة تزيد على 6 أشهر مع الاحتفاظ بإقامته في مصر فعليه استخراج "تأشيرة عودة بسنة" من الجهات المختصة، على ألا تزيد مدة إقامته في الخارج عن 11 شهراً !!.

ـ أيضا إذا أراد أن يسافر لعدة مرات متتالية خلال 6 أشهر فيمكنه استخراج "تأشيرة متعددة السفرات" تسمح له بالسفر مرتين أو 3 على الأكثر.

ـ أرقام جوازات السفر التي تستخرجها السفارة الفلسطينية في مصر تتكون من9 خانات، الخانة الأولى من اليسار هي رقم 9 ، يليه 8 أرقام هي أرقام الهوية التي يحملها اللاجئ ، علما بأن الهويات التي تم استخراجها قبل أوسلو كانت تبدأ برقم 9 ، بينما تبدأ الهويات المستخرجة بعد أوسلو بأرقام 8 أو 6 أو 4 ، أما من يحملون جوازات سفر استعمال الخارج الذين ليس لديهم هويات فيوضع الرقم (0) في الست خانات الأولى من رقم جواز السفر، يتبعه رقم مسلسل في الخانات الثلاث الأخيرة فيصبح الرقم (XXX  000000( لذلك يسهل اكتشاف "جواز سفر استعمال الخارج"

ـ  تجدد الإقامات للفلسطينيين المقيمين في مصر إما كل عام أو 3 أو 5 أعوام ( سواء كانت إقامته على الوثيقة المصرية أو على جواز سفر السلطة الفلسطينية)

ـ ينقسم الفلسطينيون المقيمون في مصر إلى فئات

أ،ب : هم لاجئو 48 لا يدفعون رسوم مقابل الإقامة

د: لاجئو 48 يدفعون رسوم مقابل تجديد الإقامة

ه: لاجئو 67 ( معظمهم يحملون جوازات سفر سلطة فلسطينية ويلحق بهذه الفئة  كل من استطاع الحصول على الهوية وبالتالي على جوازات سلطة فلسطينية)

ـ حملة الوثائق المصرية من المقيمين خارج مصر ممن تقل أعمارهم عن 40 سنة يجب عليهم استخراج تأشيرة دخول لمصر من سفارة أو قنصلية الدولة التي يقيم فيها وإلا تم ترحيله