مجلة العودة

المخيمات الفلسطينية في الأردن تشتكي ارتفاع معدلات الفقر

المخيمات الفلسطينية في الأردن تشتكي ارتفاع معدلات الفقر
العودة - خاص
 
 
مع إشراقة كل يوم جديد، تلتحق الحاجة كوكب عبد الرازق بصفوف اللاجئين إلى مكاتب وكالة الغوث لتسلم حصتها من "المؤن"، وسط مدينة الزرقاء شرق الأردن.
تروي الحاجة كوكب قصتها، ليس مع تفاصيل الفقر والحياة الصعبة داخل المخيم، ولكنها ترى أملاً قريباً بخروجها من مكان سكنها الذي أكل عليه الدهر وشرب.
ومع ارتفاع نسب الفقر في المخيمات الفلسطينية، تكون الحاجة كوكب واحدة من عدة أسر فقيرة لا تجد قوت يومها وتكتفي بالمؤن والمواد التموينية التي تقدمها وكالة الغوث للاجئين.
وتضيف الحاجة كوكب خلال استضافتها لنا في بيتها المتواضع وبلهجتها الفلسطينية أن بيتها  جيد مقارنة ببيوت جيرانها في مخيم الزرقاء، أقدم المخيمات في الأردن، وهو واحد من أربعة مخيمات أُسِّست في البلاد لإيواء اللاجئين الذين غادروا فلسطين في النكبة عام 1948.
وقد أسّست المخيم بالقرب من مدينة الزرقاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عام 1949.  وعمل المخيم في الأساس على إيواء ما مجموعه 8 آلاف لاجئ فوق مساحة من الأرض تبلغ 0.18 كيلومتر مربع.
ارتفاع معدلات الفقر بين أوساط اللاجئين يلتمس الكثير من الغياب لدى الجهات المانحة، مثل وكالة الغوث وغيرها من المؤسسات التي تعنى بتوفير أقل حاجات اللاجئين من المأكل والمشرب، كما يقول الباحثون في شؤون اللاجئين. كذلك لا يلقى ارتفاع معدلات الفقر أي اهتمام حقيقي يمكن أن يساعد في التخفيف من هوة الفقر، ويساعد على مساعدة الأسر الفقيرة.
كذلك يمثل الفقر بين اللاجئين في الأردن إرثاً من "عدم القدرة على توليد دخل كاف" من أجل توفير الحياة بنحو مناسب وتوفير الاحتياجات الأساسية من التعليم والصحة وغير ذلك من القضايا الاجتماعية.
وفي الانتقال إلى حالة مشابهة للحاجة كوكب عبد الرازق، تقول الثلاثينية فاطمة زياد (ربة منزل) إنها تخاف على مستقبل أولادها في كثير من القضايا الاجتماعية، وتحديداً أنها تعيش في مخيم الزرقاء، وتفكر في الانتقال من مكان سكنها بهدف الارتقاء بالخدمات والمياه والكهرباء، التي تُعَدّ معضلة أساسية داخل المخيم.
وتضيف فاطمة أن الكثير من أوضاع المخيم تغيرت خلال السنين الماضية، لكن إلى الأسوأ في ارتفاع الفقر وضعف البنية التحتية، إضافة إلى تآكل البيوت وتهرّؤ مبانيها القديمة.
وتختتم فاطمة حديثها بالقول إن ارتفاع تكاليف المعيشة يعمل على إقناع اللاجئين بالبقاء داخل المخيمات وعدم السكن خارجها، وخاصة أن الأطفال يحتاجون إلى مدارس، وقد لا تتوافر تلك المدارس خارج نطاق المخيم.
وفي الجانب الآخر من المعادلة، فقد تغلب كثير من اللاجئين على الصعوبات الاقتصادية للتمتع بنوعية حياة جيدة في الأردن؛ فقد تمكن العديد من سكان المخيم الذين تمتعوا بتوافر فرص عمل تساعدهم على الارتقاء بحياتهم الاجتماعية وحصلوا على وظائف جيدة، من الخروج من المخيمات والسكن خارجها.
 كذلك يحيط الفقر باللاجئين في الداخل والخارج، لكن هناك أسر تعمل على الخروج من المخيم والتمتع بحياة جيدة، وتقول فاطمة: "بكل صراحة، نحن نعاني كثيراً بسبب وضعنا الاقتصادي. نحن نريد الخروج من المخيم، لكن لا يوجد المال الذي يساعدك على شراء قطعة أرض تبني عليها بيتاً متواضعاً".
وفي الوقت الذي يتمتع فيه اللاجئون من سكان المخيمات بالجنسية الأردنية، تبقى قضية أبناء قطاع غزة الذين يحملون الوثيقة المصرية بارزة على الساحة الأردنية، ولا يزال وضعهم الاجتماعي والاقتصادي يشتكي ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بين أوساط الشباب وحاملي الشهادات الجامعية.
كذلك إن نسبة كبيرة من قاطني المخيمات من أبناء قطاع غزة لا يزالون يتحدثون عن تهميش واضح في التعيين في المؤسسات الحكومية والرسمية، الأمر الذي يعمل على ارتفاع مستويات الفقر. ♦