مجلة العودة

تفاصيل صغيرة: أطفال العيد في المخيمات فرحة رغم بساطة الألعاب وخطورتها عليهم!! - إبراهيم العلي

أطفال العيد في المخيمات
فرحة رغم بساطة الألعاب وخطورتها عليهم!!

إبراهيم العلي/ دمشق

يشير طفل في المخيم إلى المراجيح الحديدية التي جمعها أصحابها في ساحة صغيرة من ساحات المخيم، ويطلب من شقيقته الكبرى أن تسرع في أخذه إليها. ويقول آخر لوالده إنه يريد الذهاب إلى «مدينة الألعاب»، ويفهم والده تلقائياً أن ابنه يقصد تلك الساحة المملوءة بالضجيج والأطفال والألعاب البسيطة في المخيم!!

مئات الأطفال يتجمعون في هذه الساحات الصغيرة، والشوارع التي تتسع قليلاً، حيث وضع الشبان ألعابهم، فقبل عيد الفطر وعيد الأضحى بأيام وهم يجهزون، والأطفال يتابعون عن كثب ويراقبون وينسجون الأحلام انتظاراً ليوم العيد.

مخيمات الشتات تحتضن الأطفال الذين يرسمون سعادتهم فيها رغم بساطة الألعاب التي لا تشبه بأي حال من الأحوال تلك التي يشاهدونها على التلفاز، أو قرب مخيمهم.
 
«عيديات» أطفال المخيمات التي يجمعونها لا تكفي ليوم واحد في تلك المدن التي تبهر الأبصار، يقتنعون بألعابهم البسيطة التي ترسم البسمة على وجوههم لأيام العيد، بدلاً من أن تذوب في يوم واحد.
 
غير أن هذه الألعاب البسيطة لا تخلو من مخاطر، أولها تدافع الأطفال في مكان ضيق في أوقات العيد، في مكان يخلو من تجهيزات مناسبة لمثل هذه الأعداد أو الألعاب، فضلاً عن أن الألعاب تفتقر إلى الرقابة حين تصنيعها أو نزولها إلى السوق!!

وهذا يعرض الأطفال للخطر ولعدد من الحوادث التي لا تخلو منها أيام العيد فتتحول الفرحة إلى دمعة عند بعض الأطفال الذين كانوا ضحية غياب الرقابة على تصنيع هذه الألعاب، أو وضعها في الأماكن المناسبة.

العيد في المخيمات لا يشبه العيد في أماكن أخرى، فرحة الأطفال في العيد «ما ببيعوها لحدا»، كما يقول المثل الشعبي الفلسطيني، يجمعون القروش والليرات والدنانير كل حسب مكان إقامته، يحاولون أن يلعبوا قليلاً أو كثيراً كلٌّ حسب وضعه المادي «العادي». وفي عائلات أخرى يقنعون أطفالهم بالحفاظ على هذه الهدايا المادية لتساعد العائلات في شراء بعض اللوازم المدرسية التي يحتاجونها لأطفالهم، فهي ميزانية إضافية تضاف إلى ما أنفقوه خلال رمضان الماضي وعيد الفطر.

يعود الأطفال إلى منازلهم، يحكون لأهلهم عن فرحة العيد، ومن كان جده على قيد الحياة يحدثه عن العيد في فلسطين، وذكريات طفولته هناك، حديث يحفز الأطفال أن تبحث عيونهم عن الوطن، وتتعلق قلوبهم بأشجاره ليعلقوا مراجيحهم عليها في أعياد قادمة، حينها فقط يكفكفون دموع شاعر المخيمات «أبو عرب» وهو يغني للعودة منذ عقود، ويتردد حنينه من دروب المخيمات إلى فضاء الوطن «يا يمه لو جاني العيد»..