مجلة العودة

تفاصيل صغيرة: امتحانات الفصل الأول بمدارس الأونروا في سورية - ماهر شاويش

امتحانات الفصل الأول بمدارس الأونروا في سورية
هدر للوقت وتشتيت لذهن التلاميذ وحرق لأعصاب الأهل
 

ماهر شاويش/ دمشق

لا أبالغ إذا قلت إن برنامج امتحانات الفصل الدراسي الأول بمدارس الأونروا في سورية لهذا العام كان بحاجة إلى خريطة طريق كي يستطيع أهالي التلاميذ متابعة أبنائهم خلاله على مدار أسبوعين.

أنا هنا لا أتحدث عن امتحانات بكالوريوس أو ماجستير، بل عن امتحانات لتلاميذ مرحلة التعليم الأساسي تحديداً. في الحلقة الأولى، أي من الصف الأول حتى السادس الابتدائي، حيث بدأت الامتحانات في الرابع من شهر كانون الثاني (يناير) الفائت ويومها الأول هو الثلاثاء ولماذا الثلاثاء؟ لا أحد يعرف، علماً بأنّ بداية الأسبوع هي يوم الأحد. والمفارقة الثانية أن ساعة بدء الامتحان هي السابعة والنصف في مخيم والثامنة في مخيم آخر، والثانية عشرة والنصف في ثالث، في حين أن الموعد الاعتيادي لبدء الدوام هو السابعة صباحاً للدوام الصباحي، والثانية عشرة للدوام المسائي. طبعاً كان أهل التلاميذ بحاجة لاستقبال عشرات الاتصالات خلال نصف الساعة هذه أو الساعة الزائدة، وكذلك إجراء عشرات الاتصالات الأخرى للتأكد من صحة الموعد.

معتصم تلميذ في الصف الرابع وصل إلى المدرسة في تمام الثانية عشرة ليفاجأ بأن الامتحان قد انتهى منذ قرابة ساعة!! وهو ليس وحده، بل يشاركه في ذلك ثلة من التلاميذ جمعهم الأستاذ محمد في غرفة دراسية واحدة وامتحنهم في ذلك اليوم.

مع ملاحظة أنَّ المدرسة لم تزود التلاميذ ببرنامج امتحان مطبوع يحدد اليوم والوقت، بل يطلب من التلميذ أن يدون البرنامج عن السبورة، وكل تلميذ يدون بحسب قدرته على الكتابة.

وبالعودة إلى برنامج الامتحان الذي يبدأ الثلاثاء كما أسلفنا، فبعد أن يمتحن التلاميذ أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس ينقطعون ثلاثة أيام يقضونها في ممارسة كل شيء إلا الدراسة ليعاودوا الدوام أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء، وتبدأ عطلتهم الانتصافية يوم الخميس، ولماذا الخميس أيضاً؟ لا أحد يعرف!! توجهنا إلى مدير إحدى المدارس وسألناه عن الأمر فأجاب متجهماً: «هيك التعليمات».

علماً بأنه ببساطة كان بالإمكان أن تبدأ الامتحانات يوم الأحد وتنتهي الخميس، وضمن أسبوع واحد لا أكثر، وهي الطريقة ذاتها التي خضعت لها منذ عشرين عاماً يوم كنت تلميذاً في مدارس الأونروا، مع فارق أنه لم يكن لدينا عطلة يوم السبت، حققت نتيجة 262 من أصل 290 درجة في الصف التاسع، وكنت الثاني في الترتيب على أبناء مخيمي، وأنا هنا لا أعرض عضلات، ولكني أفوت الفرصة وأغلق الباب أمام من سيتذرع بأن الطريقة الحالية في الامتحانات تساعد التلاميذ على تحصيل علمي أفضل ونيل درجات أعلى.

في وقفتنا القصيرة هذه لا نتطرق إلى البرامج التربوية أو الصحية أو حتى التعليمية، فهي بحاجة إلى مقالات ووقفات وأعد بذلك..

بقي القول للقائمين على وضع هذه البرامج: شيء من المنطق؟! وأما لأهالي التلاميذ فنقول لهم: أعانكم الله على فك الأحاجي والألغاز ولا جدوى من الاستعانة بصديق!♦