مجلة العودة

تلاميذ مدارس اللاجئين ... طموح لمواجهة المستقبل

تلاميذ مدارس اللاجئين ... طموح لمواجهة المستقبل


العودة - عمان


كأحلام غيرها من الفتيات في مدرسة إربد للبنات (شمال الأردن) لا تزال الطالبة إيمان خالد تحافظ على المركز الأول في صفها التاسع.
لا تنسى الطالبة إيمان التي تقطن في مخيم الشهيد عزمي المفتي جهدها وما تبذله من وقت في الدراسة؛ فعلى الرغم من صغر سنّها، إلا أنها تعمل صباح كل يوم ومع اشراقة كل يوم جديد على الاستعداد للدراسة والتهيؤ لجميع الظروف التي تساعدها على التفوق دائماً في دراستها وفي مستقبلها التعليمي.
تحلم إيمان بالعمل في مجال التربية، وأن تصبح معلمة في إحدى مدارس وكالة الغوث التي درست وتعلمت فيها، وكما تقول تربت في أحضانها.
لا يغيب الوضع المادي الصعب عن تلك الطفلة؛ فهي تسكن في بيت متواضع؛ فحال الطالبة إيمان يتشابه مع أوضاع الكثير من اللاجئين؛ فالبيوت متواضعة جداً، والمنازل في مدينة إربد شمال الأردن تبدو خجولة جداً.
في مدارس وكالة الغوث المنتشرة في الأردن، وتحديداً في مخيمات اللاجئين، لا يحق للمسؤولين الاستفسار عن عدد الطلبة والمقاعد؛ فالاكتظاظ الحاصل في تلك المدارس والصورة التي ترسم من زحمة المقاعد، تظهر مدى صعوبة الأوضاع التعليمية، على الرغم من الجهود التي تبذلها وكالة الغوث للتخفيف من عدد الطلبة، إلا أن هناك ارتفاعاً كبيراً في عدد الطلاب.
وتعمل مدارس وكالة الغوث على تنظيم نشاط الطلبة على فترتين، أُولاها صباحية حتى الساعة الحادية عشرة والنصف، وفي منتصف النهار عند الساعة الثانية عشرة ظهراً يبدأ العمل في الفترة المسائية حتى الساعة الرابعة عصراً، وتلك بهدف التخفيف من أعباء الحجم الكبير للطلاب.
اللون الأزرق الذي يميّز شعار الأمم المتحدة الموجود على أبواب مدارس وكالة الغوث، والعلم الأزرق يجعلانك تتعرف إلى تلك المدارس، وتستطيع تمييز طلبتها أيضاً؛ فالأوضاع الاقتصادية لا تسمح للأهالي بشراء "الزي الرسمي"، وألوان الثياب التي يلبسها هؤلاء الطلبة تختلف عن ألوان ثياب مدارس وزارة التربية والتعليم الأردنية.
كذلك تعمل الألوان الزاهية المنتشرة على أعمدة المدرسة، والألوان الزاهية التي زينت ملصقات مكتوبة باللغة العربية، في الذكرى الـ69 لإنشاء وكالة الأمم المتحدة (الأونروا) على تسليط الضوء على حقوق الإنسان الأساسية.
اللاجئون الذين يعيشون داخل المخيم وخارجه لن يتخلوا أبداً عن تراثهم الفلسطيني في كل ما يفعلونه.
خلال الزيارة التي قامت بها مجلة "العودة" لإحدى مدارس وكالة الغوث في مخيم إربد، تحدث خمسة تلاميذ ـ تبلغ أعمارهم نحو 13 سنة ـ من مجلس طلبة المدرسة عن طموحاتهم وأحلامهم  للمستقبل. اثنان يريدان أن يكونا طبيبين، وآخران يحلمان بأن يكونا مدرسين، وواحد يطمح إلى أن جيولوجياً، والخامس مهندساً في مجال الكهرباء. في النهاية، كل يريد ممارسة مهنته في فلسطين، مثل آبائهم وأجدادهم، ولا يزال هذا الحلم يراود الجميع؛ فالتذكير بفلسطين والعودة لا يزال على جدران مدارس وكالة الغوث.
وعند سؤال الأطفال عن مكان حلمهم في المستقبل، يكون الجواب الذي يدهش للوهلة الأولى أن الحلم هو العودة فقط، العودة والعيش في فلسطين.
تأسس مخيم اللاجئين في إربد عام 1951 لإيواء اللاجئين من الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، وهو يغطي 0.24  كيلومتر مربع، ويضم الآن نحو4000 نسمة.
في عام 1954، استُبدلت الخيام بمساكن من الطين. لا يمثل الخط الرسمي للمخيم حيث ينتهي، ويبدأ حيث ما بقي من المدينة، والناس أحرار في مغادرة البلاد. في الواقع، لولا علم الأمم المتحدة الأزرق فوق سطح المدرسة، لما علمت أنها للأطفال اللاجئين. لكن على الرغم من أن غالبية اللاجئين لديهم الجنسية الأردنية، بيد أن الرغبة في "العودة إلى بلادهم" تبدو واضحة عندما تتحدث إلى الناس.
ويعيش في الأردن أكثر من مليوني لاجئ مسجلين ضمن سجلات وكالة الغوث، ويتمتع اللاجئون الفلسطينيون في الأردن بالجنسية الأردنية باستثناء نحو 200 ألف لاجئ، أصلهم من قطاع غزة الذي كان حتى عام 1967 يتبع للإدارة المصرية، وهم يحملون جوازات سفر أردنية مؤقتة لمدة سنتين لا تخولهم حق المواطنة الكاملة، كحق التصويت في الانتخابات البلدية والنيابية، وحق التوظيف في الدوائر الحكومية. ♦