مجلة العودة

تقرير: «بيت فلسطين للشِّعر» في عامه الأول

 
 
 «بيت فلسطين للشِّعر» في عامه الأول
 
 «العودة/ دمشق»

تزامن إطلاق إصداره الأول لسلسلة شعر العودة مع ذكرى النكبة في أيار/مايو 2009، ثم أطلق موقعه الإلكتروني في 25/10/2010 متزامناً مع يوم الشعراء العرب والاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية.

مجلة «العودة» حاورت نخبة من رموز الشعر والأدب والثقافة للوقوف على تجربة بيت فلسطين للشعر بعد مرور عام على إطلاق موقعه الإلكتروني.

يقول الشاعر خالد أبو خالد إن تجربة بيت فلسطين للشعر تغني المشهد الثقافي الفلسطيني وتثريه وتجعل إمكانات الحوار في قضايا الأدب والفن وعلاقة ذلك كله بالقضية المركزية العربية فلسطين علاقة حية ومستمرة ومنتجة، وكلما استطعنا أن نؤسس حلقات ثقافية، استطعنا وضع لبنة في بناء الجبهة الثقافية للتصدي لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية. فهنالك جهات تحاول أن تنهي حركة الأدب والفن لدى مبدعينا، وتحاول كثيراً أن تجيّر كثير من النتاجات لمصلحة أوهام يمكن أن تؤدي بالمحصلة إلى الصب في طاحونة التصفية.

أما الشاعر طلعت سقيرق فيقول: «إن بيت فلسطين للشعر أضاف الكثير إلى شعرنا المعاصر وغير المعاصر لأننا من خلال تسليط الضوء على الشعر الفلسطيني يمكن أن نسلط الضوء على القضية الفلسطينية برمتها، فالشعر كما نعلم هو ضمير الشعب وهو المعبّر عن الشعب، ودائماً أقول إن الشعر العربي يؤرخ لكل شيء في حياتنا». ومن خلال اطلاعه على الموقع الإلكتروني، يرى أنه يسلط الضوء على الكثير من القضايا المهمة في قضيتنا الفلسطينية ويدفع حتى بالشعر إلى الأمام، ليعطينا شيئاً جديداً من إمكانية تطور الشعر العربي الفلسطيني.

وعن هذه التجربة في مجالها الإلكتروني، يقول الباحث حسن الباش إنَّ هذه التجربة شكلت رافداً هاماً للثقافة الفلسطينية بكل ما تطرحه، وإن التخصص يعطي للمؤسسة دفعاً هاماً ويشكل نقطة تميز حقيقية بينها وبين المؤسسات الثقافية الفلسطينية الأخرى. فنرى مؤسسة ثقافية فلسطينية تعنى بجميع الأشكال والأنواع الأدبية والثقافية ولا نرى أي من نتاجاتها إلا النزر اليسير.

أما الصحافي أحمد هلال فيرى أنَّ بيت فلسطين للشعر بصدد إعادة الاعتبار للمشهد الإبداعي الفلسطيني، وخاصة الشعر. وضروري نشر إبداع الشعراء الفلسطينيين في العالم أجمع. وبالتالي فالاطلاع على تجارب الشعراء الفلسطينيين يصبح ضرورة وطنية أخلاقية، ليرى العالم أن هذا الشعب الذي طرد من أرضه وشرد عنها هو شعب يحمل العلم والمعرفة ويقاوم على أكثر من صعيد.

أما عن الجديد الذي أضافه البيت، فيقول الشاعر نظيم أبو حسان: «أرى أن بيت فلسطين للشعر قدّم إضافات متميزة في الثقافة الفلسطينية حتى في الجانب العربي وصلته بالواقع الفلسطيني، ولا شك أن مجموعة الشباب الذين يتحملون أعباء هذا العمل تطمح إلى لصعود للأعلى وإلى تقديم الأشياء التي تخدم القضية.

أما الشاعر محمود علي السعيد، فيعتقد أن بيت فلسطين للشعر قدّم الكثير للقارئ والمتلقي العربي، واستطاع في مدة قصيرة تحقيق ما عجزت عنه كثير من المؤسسات الفلسطينية التي انعدم دورها تقريباً وأصبح عرضة للفصائلية والشللية، الأمر الذي جعل المشهد الثقافي والأدبي يعاني الأمرّين، ومن ذلك تشتيت الجهود وتعمية الإبداعات الفلسطينية.

ويرى الشاعر محمود حامد أن الموقع الإلكتروني قدم خلال العام الماضي أشياء كثيرة لم تقدمها كثير من المؤسسات مضى عليها كثير من الأعوام، متمنياً أن يكون هذا البيت متقدماً لأنه يحمل رسالة الشعر، حيث أنَّ الشعر هو المؤسسة العليا للثقافة الفلسطينية ويمثل القيمة العليا للكلمة والقيمة العليا للوطن.

أما الشاعر كمال سحيم فقد أكد أنه منذ اللحظة الأولى ولحظة التوهج الأولى وبداية اشتعال الفتيل الثقافي داخل هذه المؤسسة كان لهذه المؤسسة شيء من التميز الذي خص هذه التجربة في أنها وقفت على مسافة واحدة من المثقف الفلسطيني والمبدع الفلسطيني. وقد رأينا أسماء أعلام كثر داخل الموقع الإلكتروني الذي أتابعه يومياً وأستفيد من خلال ما يبث من خلاله، وأيضاً أكتشف أسماء شعراء لم أسمع عنهم من قبل.

وعن الدور المأمول، يقول الشاعر صالح هواري إن «تعرفه إلى خطط ومشاريع بعث تفاؤلاً لديها»، مضيفاً «تفاءلنا كثيراً وعرفنا أن ثمة من يهتم للشعراء الفلسطينيين، وخصوصا أن المؤسسات الفلسطينية غائبة أو مغيبة عن المشهد الثقافي الفلسطيني. وبعد ملاحظتنا لمتابعة بيت فلسطين للشعر وحضوره للأمسيات وتغطيتها إعلامياً وإجراء الحوارات هنا وهناك، تحدثنا عن هذه المؤسسة بصفتها تمثل أملا لكثير من الشعراء الفلسطينيين الذين غيبهم الموت أو غيبتهم المؤسسات الفلسطينية».