مجلة العودة

حق العودة والتعويض للاجئين

"حق العودة والتعويض للاجئين"
دراسة مقارنة بـين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي

القاهرة - العودة

الباحث السوري أسامة فاضل الخرّاط، اختار لرسالة الماجستير موضوعاً مهماً وقضية بالغة الحساسية ألا وهي قضية العودة واللاجئين ، حين وضع عنوان(حقُّ العودة والتعويض للاجئين دراسة مقارنة بـين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي).
من جامعة الأزهر في  كلية الشريعة والقانون  فرع القاهرة ، قدمت رسالة الماجستير للطالب والباحث أسامة الخراط، وقد حصل على تقدير ممتاز عن هذه الرسالة .يتناول هذا البحث قضية هامة من قضايا حقوق الإنسان، هي قضية اللاجئين وحقوقهم، وبشكل أدق حق العودة والتعويض للاجئين. وتعاني فئة اللاجئين في العالم الإسلامي خصوصاً، كثيراً من الظلم بسبب ما عانوه جراء تهجيرهم من أرضهم وبيوتهم. ويعد التحدي الأكبر أمام المجتمع الدولي بكل هيئاته هو إقرار حق العودة والتعويض وتطبيقه على أرض الواقع. لذلك، جاء هذا البحث لإيراد الأدلة والحجج من الشريعة الإسلامية والقانون الدولي على وجوب حق العودة والتعويض للاجئين، وأمثلة وأدلة على تطبيقه من التراث الإسلامي والقانوني الدولي.
وقد تناول الباحث في الفصل التمهيدي لمحة تاريخية عن اللجوء والهجرة للأنبياء وغيرهم من الأقوام، وتحدث عن اللجوء والهجرة في التاريخ الإسلامي، وفي القرن العشرين. أخيراً بـيَّن كيف أصبحت قضية اللاجئين مشكلة إنسانية عالمية متفاقمة، ولا بدَّ لها من حلول سريعة وغطاء قانوني ينظم هذه المشكلة ويساهم في حلها.
وفي المبحث الثاني: بـيَّن الباحث تعريف اللاجئين وحق العودة وحق التعويض، في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي، واقترح تعريفاً جامعاً مانعاً لكل هذه التعاريف. وأخيراً، أجرى الباحث مقارنة بـين التعاريف السابقة وما هي الفروق بينها.
وفي الفصل الأول تناول الباحث أسباب الهجرة واللجوء في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي، مثل الاضطهاد الديني للمسلمين (ومن مظاهره منع المسلمين من أداء الشعائر الإسلامية)،و الخوف على النفس والمال والعرض من الإيذاء، ما يضطر اللاجئ إلى ترك أرضه طلباً للأمان.
وفي المبحث الثاني تناول أسباب الهجرة واللجوء في القانون الدولي، مثل الحروب والاضطهاد الديني والسياسي والتمييز العرقي، والإبادة الجماعية، وأخيراً الكوارث الطبيعية مثل الأوبئة المرضية والمجاعات وغيرها، وبـيَّن كيف أن هذه الأسباب تؤدي إلى لجوء ملايين من البشر كل سنة، خارج أرضهم وموطنهم الأصلي ويفقدون جرَّاء ذلك كثيراً من حقوقهم الأساسية. وأخيراً أجرى الباحث مقارنة بين أسباب اللجوء والهجرة في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي وما هي الأسباب المُجمع عليها بـينهم، وما انفردت به الشريعة وحدها.
وفي الفصلين الثالث والرابع، تحدث الباحث عن حق العودة والتعويض في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي، وشرح أسباب وجوب حق العودة والتعويض للصحابة من المهاجرين للمدينة المنورة، إلى بلدهم الأصلي مكة المكرمة، وتعويضهم عن الأموال التي استولى عليها المشركون في مكة.
وفي ما يخص الجانب القانوني، بيَّن الباحث قرارات الأمم المتحدة والوثائق الدولية المثبِّتة لحق العودة والتعويض للاجئين، والقرارات الخاصة بحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين ولعدة حالات من اللجوء في العالم الإسلامي وغير الإسلامي، وأجرى مقارنة بـين حق العودة في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي وأوجه الشبه والاختلاف بينهما.
وفي الفصل الأخير شرح الباحث مبدأ: {لا عودة كاملة بدون تحرير، مع وجوب تطبيق حق العودة في كل الأحوال والظروف}، ومقارنته بالشريعة الإسلامية، وبيَّن سبب امتناع التطبيق الفعلي والكامل لحق العودة للاجئين، إلا بتحرير أرضهم المغتصبة، وذلك بناءً على المشاهدات الحالية والتاريخية لمسيرة الشعوب واللاجئين في العالم.
أخيراً، خصّص الباحث فصلاً للقضية الفلسطينية، فبـيَّن الأصل التاريخي وتسلسل الأحداث، وكيف  استولي على أراضي فلسطين في فترة الانتداب البريطاني والصهيوني، من عام 1917 م، وحتى عام 2010م. وأخيراً بـيَّن الباحث الحجج القانونية والشرعية لحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين، وكيف أن حق العودة حق قانوني ومقدس وممكن، والرد على بعض الحجج التي تشكك بهذا الحق. وختم البحث أخيراً بعدد من النتائج والتوصيات الهامة، التي يجب العمل على تنفيذها في سبيل حل قضية حق العودة والتعويض للاجئين  ♦