مجلة العودة

ثقافة العودة: المنشد الكشّاف نزار أبو الفدا: هذه قصتي مع ألبوم «اسلمي يا قدس»

المنشد الكشّاف نزار أبو الفدا: هذه قصتي مع ألبوم «اسلمي يا قدس»
 

تجربتي مع الحركة الكشفية قديمة تعود إلى عام 1980-1981 في مدرسة الحريري المتوسطة بالكويت، وبدأت عندما أسس القائد أحمد زيدان مجموعة القدس الكشفية بروح ودماء جديدتين مع القائد ماهر أبو ناعمة حيث التحقت بمجموعة القدس الكشفية وبدأت من الفتيان ثم المتقدم ثم الجوالة، إلى أن أصبحت قائدًا– حاصلاً على الشارة الخشبية – وكنت إلى عام 1990، القائد الكشفي لفرقة الأشبال في هذه المجموعة التي تكونت آنذاك من 80 شبلاً، وكنت يومها في العشرين من عمري. لقد كانت مسؤلية كبيرة، وقد كان أشقائي الصغار آنذاك تحت إمرتي ومسؤليتي، وكان الآباء يرسلون أبناءهم ليتعلموا من حياة الكشافة الاعتماد على النفس وحسن التصرف، وغير ذلك من المهارات الكشفية قولاً وفعلاً، وحب الله تعالى والوطن، فالحياة الكشفية ليست قاسية كما يظن البعض، بل مدرسة خاصة لأسلوب حياة يعتمد فيها الإنسان على نفسه بأخلاق والتزام.

هنا بدأت الدروس الكشفية بتسلسل من المراحل الكشفية، وفي كل مرحلة لها طعم وميزة وجمال. وأذكر من القادة المتميزين ماهر نعمان، عدنان رامز، إبراهيم منير وغيرهم ممن أعطوا بلا حدود من وقتهم وجهدهم وأوقاتهم فزرعوا فيها قيمًا وأخلاقًا ونبلاً ورَّثناه لمن بعدنا. فالشجر الطيب لا يثمر إلا طيباً.

لقد كان رفيقي في تجربة الكشافة والنشيد طارق وليد، حيث كنا معاً في مجموعة القدس الكشفية وفرقة الروابي الفنية، وبهذا كنا قليلا ما نفترق، وكان لهذا الانسجام أثره في العطاء الفني الكشفي والوطني، وكان معنا أيضاً المنشد الكشاف كيان بركات، وكنا نؤلف «نزار، طارق كيان» فرقة الإنشاد الكشفية، وخاصة أن كل واحد فينا له لونه الفني وإمكاناته، سواء من الصوت الجميل أو الأداء، فنشأت فكرة إصدار ألبوم عن فلسطين، واستقرت فكرتنا على أن يكون لأناشيد وأهازيج قديمة كان مجاهدو فلسطين يترنمون بها في ثورات الثلاثينيات، حيث لم يكن لديهم في ذلك الوقت أرشيف للألحان والكلمات، إلا أننا حظينا بأرشيف الذكريات من الأستاذ الراحل شرف الدين النشاشيبي، وهو قائد كشفي كبير حائز أعلى الرتب الكشفية، حيث تشاورنا معه بفكرة الألبوم الفني، فرحب بالفكرة كثيراً وتشجع لها، وأبدى استعداده لبذل جهده في هذا المشروع، وبدأنا نزوره باستمرار، نكتب الكلمات، ونستمع إلى الألحان ونتدرب عليها، ونطور في الأداء كي يكون متناسباً مع كونه إصداراً فنيًّا سيستمع إليه الناس، وخاصة أن العمل سيمثل مرحلة مهمة من مراحل الفن الملتزم في خدمة قضية فلسطين ويوثق لمرحلة سابقة، وكان الأخ ماهر أبو ناعمة – قائد فرقة القدس الكشفية – معنا ساعة بساعة، إلى أن أصدرناه بشكل متميز. كان ذلك بإشراف ومتابعة حثيثة أيضاً من القائد أحمد زيدان «أبو شهاب» رحمه الله، وقد أكرمنا الله تعالى، فنجح الألبوم نجاحاً كبيراً، وذاع صيته وانتشر انتشاراً واسعاً، خاصة أنه صدر إبان انتفاضة الحجارة في فلسطين. وكان الألبوم يعكس لروح ثورات فلسطين في الثلاثينيات من القرن العشرين، فكان له ارتباط مهم في وجدان الناس.

كنا نشعر ونحن نردد أناشيده أننا في ساحات الوغى في فلسطين، ورغم مرور أكثر من عشرين عاماً على تسجيلنا لذلك الألبوم إلا أنني لا أزال أترنم بأناشيده، وقد اشتهرت منذ ذلك الوقت بأنني المنشد الأول لأنشودة (اسلمي يا قدس إنّا للفدا)، وحفظتها القلوب ورددتها الشفاهحُبّاً ووطنيةً وتاريخاً.

فقد كانت تطلب مني في كل محفل ومناسبة، ويرددها الشباب من حولي في المخيمات وفي الأعراس وفي المهرجانات الإنشادية داخل وخارج الكويت، حتى إنني كنت في زيارة للنَّمسا ذات مرة ففوجئت بالجمهور يطلب سماعها، وقد انتشرت أناشيد الألبوم انتشاراً واسعاً بين الفرق الفنية في فلسطين وخارجها.

واليوم أزداد سعادة كلّما رأيت عدداً من الفرق الفنية تعيد تسجيل هذه الأنشودة، وتحييها في مهرجاناتها وفعالياتها عن فلسطين، أو حين نسمع عن كشافة فلسطينية تردد الأناشيد الفلسطينية الكشفية التي أعدنا تسجيلها في ألبوم اسلمي يا قدس، في إحياء حقيقي لدور الكشافة الفنية في الفداء من أجل فلسطين.

مَــوطِــنِــي

مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي
الجـلالُ والجـمالُ والسَّــنَاءُ والبَهَاءُ
فـــي رُبَــاكْ فــي رُبَـــاكْ

والحـياةُ والنـجاةُ والهـناءُ والرجـاءُ
فــي هـــواكْ فــي هـــواكْ

هـــــلْ أراكْ هـــــلْ أراكْ
سـالِماً مُـنَـعَّـماً وَغانِـماً مُـكَرَّماً

هـــــلْ أراكْ فـي عُـــلاكْ
تبـلُـغُ السِّـمَـاكْ تبـلـغُ السِّـمَاك
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي

مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
الشبابُ لنْ يكِلَّ هَمُّهُ أنْ تستَقِـلَّ أو يَبيدْ
نَستقي منَ الـرَّدَى ولنْ نكونَ للعِــدَى
كالعَـبـيـــــدْ كالعَـبـيـــــدْ
لا نُريــــــدْ لا نُريــــــدْ
ذُلَّـنَـا المُـؤَبَّـدا وعَيشَـنَا المُنَكَّـدا
لا نُريــــــدْ بـلْ نُعيــــدْ
مَـجـدَنا التّـليـدْ مَـجـدَنا التّليـدْ
مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي

مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
الحُسَامُ و اليَـرَاعُ لا الكـلامُ والنزاعُ
رَمْــــــزُنا رَمْــــــزُنا
مَـجدُنا و عـهدُنا وواجـبٌ منَ الوَفا
يهُــــــزُّنا يهُــــــزُّنا

عِـــــــزُّنا عِـــــــزُّنا
غايةٌ تُـشَــرِّفُ و رايـةٌ ترَفـرِفُ
يا هَـــنَــاكْ فـي عُـــلاكْ
قاهِراً عِـــداكْ قاهِـراً عِــداكْ
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي

 

اسلمي يا قدسُ

اسلمي يا قدسُ إنّا للفِدا... ذي يدي إنْ مَدَّتِ الدُّنيا يَدا
أبداً لن تستكيني أبدا ... إنني أرجو مَعَ اليومِ غدا
وَمَعِي قلبي وعَزْمي للجهادْ لا أميلُ لا أملُّ لا ألينْ
لَكِ يا قُدسُ السَّلامَ وسلاماً يا بلادي
إنْ رمى البَغيُ سهاماً أتقيها بفؤادي
واسلَمي في كُلِّ حينْ ... واسلَمي في كُلِّ حينْ
✽✽✽
مُسلمٌ أنا بنانِي مَنْ بَنى ... المَسجِدَ الأقصى الذي أَعيا الفَنا
وَقفةُ الصخرة في ما بيننا ... لوقوفِ الدَّهرِ وقْفاتٍي أنا
جانِبي الأيسرَ قلبُهُ الفؤادْ ... وبِلادي هِيَ في الجَنبِ اليَمينْ
✽✽✽
لِلعُلا أبناءَ قدسي لِلعُلا وبِقًدسي شَرِّفوا المستقبلَ
وفِداً للقُدسِ من الدنيا فلا أضعُ الإسلامَ إلا أوّلا
في دفاعِي وجهادي للبلادْ لا أميلُ لا أملّ لا أَلينْ