مجلة العودة

ثقافة العودة:شعراء فلسطين الراحلون في عام 2011

                              شعراء فلسطين الراحلون في عام2011
 
 
وسام الباش / دمشق
 

أربعة فرسان ترجلت أجسادهم عن صهوة الأدب والشعر والثقافة الفلسطينية، وارتقت أرواحهم في سماء التاريخ الثقافي الفلسطيني، ليبصموا في صفحاته صورة الإبداع وملامح الحرية والعودة للوطن المحتل.

وهكذا لم يمض عام 2011 من بدون كتابة فصول أخرى عن الرحيل والغياب، ولم يتركنا بلا حزن ولوعة وحرقة فراق.

أربعة شعراء فقدتهم الساحة الفلسطينية والعربية. فقدتهم واحات العودة إلى الوطن، كلماتٌ وتحريضٌ ودفع إلى الأمام. فكان عام 2011 من أقسى الأعوام على الثقافة الفلسطينية وعلى مسيرة أدب العودة.

 ليست كلمات رثائية؛ لأن الرثاء لا يصلح إلا لمن لا يعود. وهم العائدون دوماً بشِعرهم بكل ما زرعوه من همم وبثّوه من تشجيع على الاستمرار والمضي حتى تحرير الأرض.

في نيسان ارتقى الشاعر عبد الكريم عبد الرحيم الذي لطالما حدثنا عن نيسان صفد وربوع جبالها فيه. في حزيران ارتقى الشاعر يوسف الخطيب الذي أبكانا في حديثه عن صيف الخليل وثمارها فيه. وفي تشرين الثاني ارتقى الشاعر طه محمد علي الذي أرّخ حنينه لصفورية بشعره الدافئ بصدق العاطفة. وفي الشهر نفسه ارتقى الشاعر طلعت سقيرق الذي عشق شتاء حيفا وأمطاره التي تشكل فسيفساء الحلم على بحرها.

 

الشاعر عبد الكريم عبد الرحيم:

 

ولد في مدينة صفد/ فلسطين عام 1942، ورحل طفلاً مشرّداً مع القافلة الأولى عام 1948، فأقام وأسرته في دمشق، وشاء القدر أن يُدفن في ثراها الطاهر.
انحدر شاعرنا الكبير عبد الكريم عبد الرحيم من أسرة أزهرية، فعمّ أبيه القسامي الشيخ عز الدين الحاج سعيد، أول من تخرج من مدينته "دراسات عليا" من الأزهر.
تخرّج من جامعة دمشق، وعمل مدرساً للغة العربية، وكان المخلص المربي الكريم الذي أخرج العديد من رجالات تبوأوا مناصب قيادية في مجالات التعليم والتوجيه، إلى جانب عمله الصحافي.
التقى العديد من شعراء سورية وفلسطين والعراق ومصر في رابطة رواد الأدب، وكان واحداً من مؤسسيها منذ عام 1959 وحتى عام 1964، ومنذ ذلك الحين بدأ في كتابة قصيدة التفعيلة التي وجد نفسه فيها.
نشر في معظم الدوريات السورية واللبنانية: (الآداب، الغربال، صوت فلسطين، المعرفة، الموقف الأدبي، الأسبوع الأدبي، الدوريات العربية والمحلية... وغيرها)، وهو مسؤول النشاطات والجمعيات في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين ـ فرع سورية.
من أعماله:

ـ ديوان شعر "بين موتين وعرس"، عام 1985، عن اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، ودار الجليل.
ـ ديوان بعنوان "آخر اعترافات الندى" عام 1996 عن دار الجمهورية/ دمشق.
ـ ديوان "صاعداً إلى الطوفان" عام 1997 عن وزارة الثقافة السورية.
ـ ديوان "فضّة الروح" عام 2001 عن اتحاد الكتاب العرب.
ـ ديوان "للماء أمنح صوتي" عن اتحاد الكتاب العرب 2004.
ـ ديوان "وأدخل في مفردات المكان" 2007
ـ رواية صدرت أخيراً عن اتحاد الكتاب العرب في نهاية عام 2010 بعنوان "قريباً من الجرمق".

 

الشاعر يوسف الخطيب

 

ولد يوسف الخطيب في بلدة دورا قضاء مدينة الخليل الفلسطينية عام 1931. تلقى تعليمه الابتدائي في مدارسها، ثم انتقل ليكمل دراسته الثانوية في مدينة الخليل، ثم عمل بعدها لفترة قصيرة في إحدى الصحف المحلية في الأردن قبل أن يتوجه إلى دمشق سنة 1951 والتحق بكلية الحقوق في الجامعة السورية حيث تخرج منها سنة 1955 بإجازة في الحقوق ودبلوم اختصاص في الحقوق العامة. وأثناء دراسته الجامعية انتسب يوسف الخطيب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي.

في سنة 1955 أصدر طلبة الجامعة السورية أول ديوان من شعره بعنوان العيون الظماء للنور، وهو عنوان القصيدة التي فاز بها بالجائزة الأولى في مسابقة مجلة الآداب التي نظمت على مستوى الوطن العربي آنذاك. عمل في الإذاعة الأردنية حتى عام 1957، حيث غادر الأردن والتحق بالعمل في الإذاعة السورية. وفي هذه الفترة أصدر ديوانه الثاني بعنوان عائدون عام 1959. أصدر ديوانه الثالث بعنوان "واحدة الجحيم" عام 1964، وفي عام 1965 تولى منصب المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون. لكنه تخلى عن الوظيفة الحكومية نهائياً عام 1966، ليؤسس دار فلسطين للثقافة والإعلام والفنون التي أصدر عنها عدداً من المطبوعات، أهمها إصداره للمذكرة الفلسطينية ما بين الأعوام 1967- 1976.

وفي العام نفسه الذي ترك فيه الخطيب العمل الحكومي، شارك في أعمال الهيئة التأسيسية (لاتحاد الكتاب العرب) في سوريا، وأسهم في وضع نظامه الأساسي، والداخلي. وفي عام 1968 اختير بإجماع القوى والفاعليات الوطنية الفلسطينية في ذلك الحين عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني (عن المستقلين).

 

الشاعر طه محمد علي

 

ولد الشاعر طه محمد علي في قرية صفورية قضاء الناصرة عام 1931، ونزح مع أهله في نكبة عام 1948 الى لبنان. وما لبثت عائلته ان عادت ادراجها الى البلاد.

وتوجهت العائلة الى مدينة الناصرة بعد أن منعتها السلطات الإسرائيلية من العودة إلى قرية صفورية التي هُجِّر أهلها وهُدمت وزُرعت الأشجار الحرجية في قسم كبير منها، وبُنيت بلدة "تسيبوري" اليهودية على أنقاضها.

عاش طه محمد علي ونشأ في مدينة الناصرة. لم ينه دراسته الثانوية، وانخرط في الحياة العملية مبكراً.

ترجمت دواوينه إلى عدة لغات، منها الإنكليزية. وترجمت خمسة من دواوينه إلى اللغة العبرية، ترجمها الكاتب أنطوان شماس.

وضع الشاعر طه محمد علي على لائحة أهم شعراء القرن العشرين في موسوعات الشعر الحديث، سواء بالمراجع الصادرة بالإنكليزية أو بالعربية.

 

الشاعر طلعت سقيرق

 

ولد في طرابلس بلبنان يوم 18 آذار عام 1953، نشأ منذ الطفولة في دمشق، وفيها تلقى علومه حتى نهاية الثانوية، حيث درس بعدها في جامعة دمشق وحاز إجازة في الأدب العربي عام 1979.

المسؤول الثقافي في مجلة صوت فلسطين منذ عام 1979.

عضو اتحاد الكتّاب العرب والصحفيين الفلسطينيين.

عضو اتحاد الصحافيين في سورية.

عضو اتحاد الكتّاب العرب.

عضو رابطة الأدب الحديث بمصر.

من أعماله:

لحن على أوتار الهوى، شعر، 1974.

في أجمل عام، شعر، 1975.

هذا الفلسطيني فاشهد، شعر، 1986.

أنت الفلسطيني أنت، شعر، 1987.

الإسلام ومكارم الأخلاق، دراسة، 1990.

الإسلام دين العمل، دراسة، 1991.

القصيدة الصوفية، شعر، 1999.

زمن البوح الجميل، نصوص، مشترك مع ليلى مقدسي 1999.

الانتفاضة في شعر الوطن المحتل، دراسة، دار الجليل 1999.

 " نقوش على جدران العمر" شعر/ دار المسبار للطباعة والنشر والتوزيع ـ دمشق ـ 2008

رحم الله شعراءنا وأسكنهم فسيح جناته.