مجلة العودة

شاعر شهر تمّوز / يوليو ( معين بسيسو ) محطات في حياته ومسيرته

شاعر شهر تمّوز / يوليو ( معين بسيسو )
محطات في حياته ومسيرته

العودة/دمشق
 

يواصل بيت فلسطين للشعر برنامجه الثقافي التعريفي بشعراء فلسطين الذين كانت لهم بصمتهم في الوطن والشتات ، وقد اختار البيت لشهر تمّوز / يوليو الشاعر الراحل معين بسيسو ، حيث يعد البيت لدراسات جديدة عن دوره في التعريف بقضيته رغم حالة التشرد التي عاشها في الشتات .

في العاشر من تشرين الأول عام ألف وتسعمئة وستة وعشرين ميلادية، ولد الشاعر (معين بسيسو) في مدينة غزة بفلسطين, وأنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة في عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين.

• بدأ مسيرته الأدبية مبكراً بالنشر في جريدة (الحرية) اليافاوية، وقد نشر فيها أولى قصائده عام ألف وتسعمئة وستة وأربعين.

•في عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين التحق بالجامعة الأميركية في القاهرة، وتخرج في قسم الصحافة عام ألف وتسعمئة واثنين وخمسين، وكان عنوان رسالته (الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى)، وتدور حول الحدود الفاصلة بين الكلمة المسموعة في المذياع والتلفاز وبين المطبوعة في الصحف.

•انخرط مبكراً في العمل الوطني وعمل في الصحافة والتدريس. وفي السابع والعشرين من كانون الثاني من عام ألف وتسعمئة واثنين وخمسين نشر ديوانه الأول (المعركة) وقد حمل هذا الديوان اسم إحدى قصائده التي يقول فيها:

أنا إن سقطتُ فخذْ مكاني

                          يا رفيقي في الكفاحْ

واحمل سلاحي لا يُخِفْك

                                  دمي يسيلُ مِن السّلاح

وفي العام ذاته أصدر ديوانه (المسافر)، وقد حمل هذا الديوان أيضاً اسم إحدى قصائده ومطلعها:

فتحَ الإنسانُ عينيهِ وقالْ

                          لا أرى آثارَ طفلي في الرِّمالْ

وهي قصيدة وجدانية فياضة بالمشاعر الإنسانية ختمها بقوله:

حَمَلَ الناسُ الأماني مثلما

                        حَملتْ عوداً من القشِّ النِّمالْ

أمطري يا هذه السُّحْبُ فلن

                            تطمُسي آثارَهُم فوقَ الرمالْ

•كان معين بسيسو يتقدم التظاهرات بصدر مكشوف كأنه يستقبل به الموت، ويهتف بشعره رافضاً توطين شعبه في سيناء أو المخيمات في الشتات، فلا بديل من أرض فلسطين.

وبعدما وقعت نكبة فلسطين وهيمن اليأس على القلوب، كان معين بسيسو من الشعراء الذين تفيض قلوبهم بالأمل كأمثال حسن البحيري وعبد الكريم الكرمي وكمال ناصر وفدوى طوقان وغيرهم من الشعراء الذين يحضون على النضال ويدفعون إلى المقاومة والثورة والتشبث بالأرض ومواصلة المعركة، فهو لا يعبأ بالسجن ولا بالأغلال:

أنا المُقيدُ لكنّي سأنطلقُ

                وأتركُ السجنَ خلفي وهْو يحترقُ

وأخلعُ الكفنَ الدّامي وقد رشحتْ

                           خيوطُهُ بدمائي وهي تَنْبَثقُ

وأهدمُ الصنمَ المجنونَ صارخة

                          حرّيتي في يديهِ وهْي تَخْتنقُ

هي الحياةُ تناديني وملءَ دمي

                      أُحسُّ أمواجَها الحمراءَ تندفقُ

ولن يَعيقَ خُطايَ الشوكُ مرتَفعا

                        ولن يخدِّرني مِن وردهِ العبقُ

وبسبب مواقفه السياسية سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين: الأولى ما بين عامي ألف وتسعمئة وخمسة وخمسين وألف وتسعمئة وسبعة وخمسين، والثانية ما بين عامي ألف وتسعمئة وتسعة وخمسين وبين ألف وتسعمئة وثلاثة وستين، وكان يقول مشجعاً الأمهات على دفع أبنائهن إلى الثورة وعدم الخوف من اعتقالهم:

من لم تُوَدّعْ بَنيها بابْتِسامَتِها

                         إلى الزَّنازينِ لم تَحْبَلْ ولم تَلِدِ

وغزة المدينة التي ولد فيها وترعرع ونهل من مائها وغذي من خيراتها كان لها نصيب من شعره فقد ذكرها في عدة قصائد هي: (ارفعوا الأيدي عن أرض القناة) و(إلى عيني غزة في منتصف ليل الاحتلال الإسرائيلي) و(شهرزاد وفارس الأمل) و(المدينة المحاصرة) التي مطلعها:

البحر يحكي للنجوم حكاية الوطن السجين

والّليل كالشحّاذ يطرق بالدموع وبالأنين

أبواب غزة وهي مغلقة على الشعب الحزين

فيحرّك الأحياء ناموا فوق أنقاض السنين

وكأنّهم قبر تدقّ عليه أيدي النابشين

•وقد كان يعيبُ الشعرَ المغرق في الرمزية، ويسخر من الذين يقولون إنهم يكتبون لأنفسهم فيقول: حسناً، إذا أردت أن تكتب لنفسك، أن تكتب شيئاً لا يفهمه الناس، ولا يتفاعلون معه، فاكتب على المرآة، وانظر فتجد قصيدتك، وترى أيضاً وجهك، وهذا يكفي لتحقيق كل طموحك.

توالى إصدار دواوينه فأصدر (الأردن على الصليب) عام ألف وتسعمئة وثمانية وخمسين, و(قصائد مصرية) و(فلسطين في القلب) عام ألف وتسعمئة وستين، و(الأشجار تموت واقفة) عام ألف وتسعمئة وأربعة وستين, و(كراسة فلسطين) عام ألف وتسعمئة وستة وستين، و(مارد من السنابل) عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين و(قصائد على زجاج النوافذ) عام ألف وتسعمئة وسبعين و(جئت لأدعوك باسمك) عام ألف وتسعمئة وواحد وسبعين و(الآن خذي جسدي كيساً من رمل) عام ألف وتسعمئة وستة وسبعين و(الأعمال الشعرية الكاملة) عام ألف وتسعمئة وتسعة وسبعين و(القصيدة) وهي قصيدة طويلة صدرت عام ألف وتسعمئة وثلاثة وثمانين و(آخر القراصنة العصافير) و(حينما تمطر الأحجار).

* لم يكن إنتاج الشاعر (معين) غزيراً في الشعر فحسب، بل إنه قدّم كثيراً من الأعمال النثرية، فقد كتب خمس مسرحيات هي:

- مأساة جيفارا.

- ثورة الزنج.

- الصخرة.

- العصافير تبني أعشاشها بين الأصابع.

- محاكمة كتاب كليلة ودمنة.

وله أعمال نثرية أخرى منها:

-نماذج من الرواية الإسرائيلية المعاصرة

-باجس أبو عطوان/ قصة

-دفاعاً عن البطل

-البلدوزر/ مقالات

-دفاتر فلسطينية/ مذكرات

-كتاب الأرض/ رحلات

-88 يوماً خلف متاريس بيروت

-عودة الطائر/ قصة.

-وطن في القلب/ شعر مترجم إلى الروسية - مختارات موسكو.

-يوميات غزة

•شارك في تحرير جريدة «المعركة» التي كانت تصدر في بيروت زمن الحصار مع مجموعة كبيرة من الشعراء والكتاب العرب.

* ترجم أدبه إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، ولغات الجمهوريات السوفياتية، أذربيجان وأوزباكستان وإلى الإيطالية والإسبانية واليابانية والفيتنامية والفارسية.

* حائز جائزة اللوتس العالمية، وكان نائب رئيس تحرير مجلة «اللوتس» التي يصدرها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا.

* حائز وسام (درع الثورة).

* كان مسؤولاً للشؤون الثقافية في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين.

* كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني.

•كانت وفاته إثر نوبة قلبية حادة في لندن يوم الثالث والعشرين من كانون الثاني عام ألف وتسعمئة وأربعة وثمانين، وقد منع الكيان الصهيوني دفنه في مسقط رأسه بغزة، فدفن في مقبرة آل بسيسو في القاهرة.