مجلة العودة

ثقافة العودة: واحة العودة

إعداد: محمد السعيد

خماسيات العـودة

شعر الدكتور/ محمد صيام

﴿رص الصفوف طريق العـودة﴾

رُصُّوا الصُّفُوفَ فإِنَّ رَصَّ الصَّفِّ مَرْضَاةُ الإِلَـهْ

وخُذُوا بِهَدْيِ المُصْطَفَى المُخْتَارِ في كُلِّ اتِّجَـاهْ

وامْضُوا علَى نَهْجِ الإِلَهِ فَذَاكَ مِفْتَاحُ النَّجَـاةْ

وتَسَلَّحُوا بالعِلْمِ والإِيْمَانِ في هَذِي الحَيـاةْ

وسَتَرْجِعُونَ – بِإِذْنِ رَبِّ النَّاسِ – في عِزٍّ وجَـاه. للمزيد...

 

ثقافة العودة: مقابلة ثقافية

الشاعر «الزكراوي» عـيسى عـدويّ:
ليس هنالك مشهد ثقافي فلسطيني واحد والقصيدة جسر فعلي للعــودة   
  
الشاعر الفلسطيني عيسى عدوي الذي هاجر من بيته وقريته ووطنه، جعل من قصائده بيوتاً للحنين، فكانت قصائده بيانات شوق و«طابو» ثقافياً خاصاً به، يصدح للوطن ويعلن براءته ممن يتاجرون باسمه. عرفنا ولعه بتفاصيل الحكاية الفلسطينية ويوميات العاشق المشتاق إلى قريته «زكريا»، فكان شاعر القرية، وكانت هذه الوقفات معه..
 

«العودة»: رأينا قرية زكريا في عيون أشعارك، وتمنيت أن تشاهدها في عيون فراشة مسافرة، فكيف تقرأ هذه المفارقة؟

قرية زكريا وصورتها التي انطبعت في الذهن عند الزيارة الأولى لم تفارق الخيال أبداً، بل ترسّخت وتراكمت فوق طبقات من الصور الجوية الخيالية التي سكنت الذاكرة منذ الطفولة وهي تستمع لوصف الوالد رحمه الله، وقد كان يتذكرها شجرة شجرة وحجراً حجراً، ثم بعد


 

ذلك تجسمت بالأبعاد الثلاثية تنقلها عيون الفراش المسافر والسنونو العابر الذي لا يعترف بأسوار الفصل ولا بحدود مصطنعة فرضها المحتل. لذلك كانت الفراشة مرسالي اليومي الذي يخبرني بكل التغيرات التي تحدث في تلك الربوع لحظة بلحظة.

 
 
«العودة»: تحولت قريتك لدى القراء من ذاكرة بصرية إلى لوحة شعرية. حدثنا عن هذه التجربة؟
 
لقد كانت زكريا دائماً في مخيلتي صورة واضحة التفاصيل، فهي تقع في بقعة من أجمل بقاع الأرض وأجمل بقاع فلسطين، إن وصلتها عن طريق باب الواد حسبت نفسك في جبال سويسرا، وإن جئتها قادماً من بيت لحم تخيلت نفسك في سهل كوسوفو، وإن جئتها من منطقة الخليل تمتعت بأجمل مفاجأة في حياتك. عندما تلتقي بأول شجرة تين تنضج في فلسطين وتشمّ رائحة أجنادين. للمزيد...

 
تواصلت فصول الشتات.. فهل يواصل القلم الحكاية؟
الفلسطيني: من لهيب النكبة إلى سعير التشرد
 

سمير عطية/ دمشق

لم أكن بحاجة إلى قراءة رواية «رجال في الشمس» للشهيد غسان كنفاني أو مشاهدة مسلسل التغريبة الفلسطينية للأديب وليد سيف. لم أكن بحاجة إلى ذلك لأعرف عن معاناة الفلسطينيين وهم في طريق المعاناة يبحثون عن ديار «الإقامة» و«لقمة العيش»!!

لم أكن بحاجة إلى كل ذلك، فوالدي الذي دخل إلى الكويت من طريق البحر في أوائل خمسينيات القرن الماضي، وتحديداً في عام 1952، حين خاض مغامرة من مدينة البصرة إلى ساحل منطقة السالمية في الكويت، ومحاولات صاحب القارب التخلص منهم عند أقرب صخرة في مرحلة جَزْر البحر، زاعماً أنهم قد وصلوا، أخبرني أكثر من مرة بهذه المعاناة، وروى لنا هذه القصة المريرة التي تشابه فيها المضمون واختلفت التفاصيل عن حكايات فلسطينية أخرى!!

في عام 1963م كان الروائي الشهير غسان كنفاني يحوك من معاناة آلاف الفلسطينيين رسالة أدبية إلى العالم من خلال روايته الشهيرة «رجال في الشمس»، ليقرأ الناس فصلاً جديداً من فصول نكبة فلسطين على أهلها وشعبها:

«لم يكن أي واحد من الأربعة يرغب في مزيد من الحديث.. ليس لأن التعب قد أنهكهم فقط، بل لأن كل واحد منهم غاص في أفكاره عميقاً عميقاً.. كانت السيارة الضخمة تشق الطريق بهم وبأحلامهم وعائلاتهم ومطامحهم وآمالهم وبؤسهم ويأسهم وقوتهم وضعفهم وماضيهم ومستقبلهم.. كما لو أنها آخذة في نطح باب جبار لقدر جديد مجهول.. وكانت العيون كلها معلّقة فوق صفحة ذلك الباب كأنها مشدودة إليه بحبال غير مرئية».

يقول عنها الكاتب مهند صلاحات: رواية الشهيد غسان كنفاني، كباقي رواياته، حشدت أكثر ما يمكن أن يقال فيها من محاولات استقراء للماضي أو واقع الرواية أو مستقبل الشعوب العربية، وتحديداً الشعب الفلسطيني الذي جاءت الرواية لتحكي وقائع نكبة عام 1948 التي ألمت بالشعب الفلسطيني وأنجبت جيلاً من اللاجئين الفلسطينيين. للمزيد...