مجلة العودة

النكبة في الدراما الفلسطينية... مولود في طور النمو منذ عقود

العودة/الضفة الغربية
  
إنها أرض الدراما حقاً... وقائعها بدأت منذ أن وطئت أقدام اللصوص ترابها، وبدأوا يعربدون فيها قتلاً وحرقا وسرقة، لتنتهي بنكبة شعب، كانت كفيلة بأن ترسخ وتؤرخ بأدق تفاصيلها، ليس عبر الكتب والكلمات فقط، بل بالصوت والصورة، بالدراما الواقعية البعيدة عن خيال الكتاب والمخرجين، فأحداثها تخبّئ تفاصيل ربما هي أكبر من أن يصورها خيال هؤلاء! ولما للدراما من وقع على النفوس، كان حتماً على أهل فلسطين السليبة أن يسعوا إلى إظهار معاناتهم ونكبتهم من خلال أدوات العصر الحديث، ولا سيما الأعمال الدرامية، حيث تشير المعلومات إلى أن الدراما الفلسطينية لم تتأخر كثيراً عن مثيلتيها المصرية والسورية. فإن كانت الاولى قد بدأت عام 1927م، والثانية عام 1928، فقد أعلنت ولادة الدراما الفلسطينية عام 1935م                       للمزيد...

فلسطين في الكاريكاتير المصري ...بدايات الألم

عبد الرحمن بكر/القاهرة
  
الكاريكاتير، هو سلاح عبّر عن نفسه في كل العصور، وأثبت قوته في وجه كل ظالم وطاغية ومغتصب، واستطاع أن يترجم الواقع بكل مرارته دون أحرفٍ تُقرأ، أو بكلمات قليلة ساخرة، وسيسجل التاريخ أن هذا الفن العميق الجذور الذي كانت بدايته في مصر من التقليد، إلى التطور إلى التحدي لكل مدارسه والنجاح في منافستها، رغم كل محاولات الاحتلال لطمس العقول العربية وتكبيل الأقلام والفنون في مجتمعاتنا، فهو فن قديم قدم الزمان، وقد كان معروفاً لدى قدماء المصريين رسموه ونحتوه على جدران المعابد، فهو فن النقد اللاذع والريشة الصارخةً بالرفض والثورة على أوضاع المجتمع، وهو بمثابة قذيفة تُطلق في وجه الحكومات والأنظمة الفاسدة. واللوحة الكاريكاتورية تبرز لك المأساة ملخصة في خطوط، وتدخل بلا استئذان في قلب الحدث، بلغة المبالغة والتضخيم، والسخرية اللاذعة الموجعة. وللكاريكاتير المصري دور فعال في تاريخ القضية الفلسطينية، منذ بدايتها إبان الحرب العالمية، إلى اليوم. والريشة المقاتلة تطارد العدو الصهيوني وتتحدث بأقوى لغة عالمية، هي لغة "بدون تعليق" في معظم الأحيان؛ فالأحداث بمرارتها أقوى من أي تعليق، وظلت اللوحات الكاريكاتيرية المصرية المعبرة عن القضية تتنقل من مجلة إلى جريدة متابعة للأحداث، حتى صارت تاريخاً مصاحباً لتاريخ القضية نفسها، وحتى أجبرت العالم الغربي على التفاعل مع قضية كل عربي، ونبهت الشعوب المضللة إلى ما يغذي اليهود عقولهم من عداء للعرب وللمسلمين جميعاً، وفي النهاية بدأت ثمار هذا العمل تنبت في جرائد العالم، وظهرت الريشات الأجنبية المحايدة تصف الأوضاع وتتابع الإحداث. وانتبه العالم إلى قوة سلاح الكاريكاتير وتأثيره على المجتمعات. وأذكر أنه هذا العام فاز كاريكاتير سياسي بأفضل جائزة للكاريكاتير في الولايات المتحدة نفسها، هو عبارة عن حوار بين طفل فلسطيني وآخر يهودي، ليوصل رسالة حقيقية عن واقع يحدث كل يوم على الأرض الفلسطينية،     للمزيد...

وعدُ بلفور في قصائد الشعراء

صرخةٌ للأحرار وتحفيزٌ للثوّار

العودة/دمشق
 
 
من أعظم الدواهي التي أصابت الأمة العربية والإسلامية في القرن العشرين سقوط فلسطين بأيدي اليهود في عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين ميلادي، وقد سبق ذلك وعدُ بلفور في عام ألف وتسعمئة وسبعة عشر. إن هذا الوعد هو الذي مهّد لاحتلال اليهود لفلسطين. لذلك، تناوله الشعراء العرب على مختلف مشاربهم، ونددوا به منذ صدر، ولا يزالون ينددون به حتى اليوم. ومن هؤلاء الشعراء إبراهيم طوقان الذي خاطب الحكام وعِلية قومه وناشدهم ألاّ يزيدوا البلوى على فلسطين وأهلها؛ فقد يكفيها الانتداب البريطاني الذي أرهق البلاد وأهلها، حتى أذاب الأفئدة من الحزن عليهم. وسبب هذه البلوى هو أنّ عِلية القوم مشغولون عن وطنهم ودينهم بطلب المناصب، بينما الأعداء يفعلون ما يريدون:

يا سراةَ البِلاد يَكفي البِلادا

ما أَذابَ القُلوبَ وَالأَكبادا

اِنتِدابٌ أَحدُّ مِن شفرةِ السَيفِ

 وَأَورى مِن المَنايا زِنادا

وَعَدُ بَلفور دَكّها فَلِماذا

تَجعَلون الأَنقاضَ مِنها رَمادا
                                                   للمزيد...