مجلة العودة

حتى نعود: موعدٌ مع النَّصر - المهندس وائل السقا

موعدٌ مع النَّصر

المهندس وائل السقا/
رئيس شريان الحياة الأردنية
 

تمر علينا الذكرى الثالثة والستون لاغتصاب فلسطين وإنشاء الكيان الصهيوني في ظروف غير مسبوقة تبعث الأمل في النفوس بأن فجر التحرير قادم؛ فثورات الشعوب في الوطن العربي تشير إلى أن هذا المارد قد خرج من قمقمه، وأن عصر التبعية والعمالة للمستعمر والمحتل إلى زوال. فالأيدي التي تطالب بالتحرر من الظلم والاستبداد تتطلع عيونها إلى فلسطين قضية الأمة المركزية، والأيدي المتصافحة للمصالحة بين فتح وحماس تقول للمحتل ها نحن نؤكد ثوابت قضيتنا، القدس وحق العودة وفلسطين من النهر إلى البحر.

 
وأمريكا هي أمريكا، ما زالت تؤكد تبنيها ودعمها لهذا الكيان، وتعجز عن أن ترفض له طلباً أو تلزمه بتنفيذ شرط أو قرار دولي، والتصريحات المتضاربة والمتراجعة تؤكد ذلك. كما بات عند حكام العرب (أصحاب المبادرة) اقتناع بأن السلام مع هذا الكيان معجزة لن تتحقق، فإدارة الظهر للقدس وحق العودة واستمرار لبناء المغتصبات في الضفة والقدس وتهجير المقدسيين ومسلسل القمع والاغتيالات والأسر والحصار دلالات على أن الحل للقضية هو التحرير بالتضحية والجهاد، وأن قضية فلسطين (من بحرها إلى نهرها) هي قضية العرب والمسلمين المركزية وليست للفلسطينيين وحدهم ولا للعرب وحدهم، والمواقف التركية تؤكد ذلك.

فوحدة الأمة وانعتاقها من الظلم والاستبداد وإطلاق الحريات وتوحيد آمالها وتعلق قلوبها بالأقصى والقدس وفلسطين هي بوابة النصر والفتح المبين إن شاء الله.

فالتحية للشهداء وللملايين التي شدّتها الذكرى للتوجه إلى خطوط التماس معلنة بدء النفير، وتحية لآلاف الأسرى الذي يحملون وجع القضية لحظة بلحظة، تحية للصامدين في وجه الاحتلال يواجهونه صباح مساء، تحية للمحاصرين في القطاع تهاجمهم غارات الصهاينة يوماً بيوم منتظرين من يفك حصارهم، تحية لشهداء أسطول الحرية ولأحرار العالم جميعاً، إذ يتضامنون مع قضية هذا الشعب المجاهد، ولنا موعد مع النصر والتحرير »ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً».