مجلة العودة

ميرفت كرت: الحفاظ على الهوية حتى تحقيق العودة

الحفاظ على الهوية حتى تحقيق العودة

ميرفت كرت

رئيسة رابطة المرأة الفلسطينية في ألمانيا

Description: http://alawda-mag.net/assets/issue55/p_48.jpgعائدون، لا عودة عن حق العودة، العودة حق لا يقبل التفاوض أو التنازل، عائدون مهما طال الزمن... كلها كلمات ينادي بها فلسطينيوا الشتات، وحق يتمسك به اللاجئون في كل أنحاء العالم، ويسمع كثيراً في أوساط الجالية الفلسطينية في أوروبا، ويتغنى به الصغير والكبير في الداخل والخارج الفلسطيني، مما لا شك فيه أن هذا الحق الثابت والراسخ، يجعلنا نركز على مصطلح هام ونقطة جوهرية للاجئ الفلسطيني، ألا وهي الحفاظ على الهوية الفلسطينية، وعدم الذوبان في المجتمعات التي يعيش فيها اللاجئ الفلسطيني لما يزيد عن ستة عقود، وربما منحه بعض الأوراق والحقوق (المسيسة) قد ينسيه حقه في المطالبة بهويته وجنسيته الفلسطينية، التي عمل على طمسها الاحتلال الصهيوني لسنوات طويلة، وأبدلها بمواثيق وأوراق تجعل الفلسطيني لا يستطيع أن يثبت هويته الفلسطينية، وكذلك الانخراط في المجتمعات الأوروبية التي لا تعترف بالجنسية الفلسطينية أصلاً، ويسجل الفلسطيني بها تحت بند (بدون دولة) أو (غير معروف الجنسية)، رغم كل ذلك لا زال أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات من الجيل الثاني والثالث محافظون على انتمائهم لبلدهم الأصلي فلسطين ويطالبون بتحقيق هويتهم الفلسطينية، وهذا ظاهر وبارز في مشاركتهم التراثية، علاوة على تعريفهم عن البلد الذي ولد فيه أجدادهم في فلسطين التاريخية.
العديد من المؤسسات والروابط والجمعيات الفلسطينية قامت لتعزيز مفهوم الهوية لدى الأجيال الفلسطينية، ولعل الفلسطيني في الشتات يعبر عن نفسه وعن تمسكه بالثوابت وبحقه في فلسطين بهذ الكلمة (الحفاظ على الهوية) فهي تعني الكثير للفلسطينيين في أوروبا والشتات، فالهوية تعني الجنسية الفلسطينية، والهوية تعني الثقافة واللغة كما أنها تعني التراث والعادات العربية الفلسطينية والتقاليد للمجتمع الفلسطيني، ومن هنا نرى أهمية المناشط الثقافية والوطنية كيوم الأرض ومؤتمر فلسطينيي أوروبا الذي أصبع عنواناً للاجئ الفلسطيني، ويعتبر المنشط الوحيد الذي تلتقي فيه كل الأجيال في أوروبا، وذكرى النكبة، كل ذلك يرسخ مفهوم الهوية والتمسك بها، علاوة على التأكيد على الثوابت الوطنية الفلسطينية ورفض التنازل عنها. فالهوية هي آخر ما تبقى لنا وخصوصاً بعد تغيير إسم دائرة اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية إلى دائرة المغتربين.
ونذكر هنا دور المرأة الفلسطينية في أوروبا في عملية التكامل مع دور الرجل في الحفاظ على الموروث الثقافي والهوية الوطنية الفلسطينية، ومن خلال التاريخ المعروف للمرأة الفلسطينية بتحديها وصمودها في وجه كل المحاولات التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني لطمس وشطب الهوية والموروث الفلسطيني، وبات الحفاظ على الهوية من أولويات المرأة الفلسطينية، كما دأبت على تكريس الهوية بطرق عدة ومتأصلة ومستمدة من تاريخ الشعب الفلسطيني، حيث أبدعت بأساليب مختلفة في هذا السياق من خلال: التمسك بالذاكرة والتاريخ الشفوي والتعبير بالفن والفلكلور والتراث الفلسطيني.♦