مجلة العودة

حلقة نقاش في مركز الزيتونة

التحركات الشعبية المطالبة بحق العودة ومستقبلها

عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات حلقة نقاش في مقره في بيروت، بعنوان «اللاجئون الفلسطينيون وحق العودة.. 15/5/2011 نموذجاً»، تناول فيها التحركات الشعبية الفلسطينية الأخيرة للمطالبة بحق العودة، والتي نُظّمت في ذكرى نكبة 1948 في عدة دول بشكل متزامن. وذلك بمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين في الشأن الفلسطيني، إلى جانب عدد ممن أسهموا في التحضير لمسيرة العودة التي انطلقت في لبنان باتجاه بلدة مارون الراس على الحدود مع فلسطين المحتلة.

الجلسة الأولى

قال مدير عام مركز الزيتونة محسن صالح إن ما جرى في ذكرى النكبة هذا العام شكّل تحركاً «استثنائياً»، مضيفاً أن شكل تغطية هذا التحرك والتفاعل معه أظهر أنه مثّل «نقطة تحوّل». وطرح سؤالاً لمناقشته والبحث فيه، عما إذا كان هذا التحرك يمثّل حالة عابرة أو مؤقتة، أم أنه يعكس روحاً جديدة يمكن البناء عليها مستقبلاً.

ثم تحدث ياسر علي، بوصفه أحد المسهمين في التحضير لمسيرة العودة في لبنان. وقال إن التحرك كان يهدف لتحقيق مشاركة 20 ألفاً في المسيرة، إلا أن عدد من وصل فعلياً إلى الجنوب قُدّر بنحو 55 ألفاً، قال إن نحو 10% منهم كانوا من اللبنانيين. ووصف مشهد آلاف المشاركين بأنه «يشبه مشاهد نكبة 1948، إلا أنها هذه المرة كانت في الاتجاه المعاكس».

كما تحدث عبد الملك سكرية، أحد المسهمين أيضاً في التحضيرات، عن بداية انطلاق الفكرة كتحرك شبابي عبر موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، وتطورها بعد أن تلقت الفكرة دعماً من جهات عدة.
من جهته، أسف علي بركة ممثل حركة حماس في لبنان، لعدم استثمار الحدث أو إعطائه حقه على المستوى الرسمي اللبناني، لناحية كون ما جرى اختراقاً للسيادة اللبنانية والقرار 1701، من خلال قتل مدنيين فلسطينيين على أرض لبنانية.

ورأى بركة أن أحداث ذكرى النكبة أظهرت أن الشباب الفلسطيني أخذ زمام المبادرة من الفصائل والقيادات الفلسطينية، حيث أن جميع الشهداء كانوا من الشباب صغار السن.

أما حلمي موسى، الصحفي والكاتب، فأشار إلى استثنائية فعاليات إحياء النكبة التي كانت عالمية هذا العام، وأضاف أن هذه التحركات أشعرت «إسرائيل» بأنها عادت إلى سنة 1948، حيث باتت في مواجهة الشعب الفلسطيني بكامله.

ورأى صقر أبو فخر، الكاتب والباحث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية، أن التحرك الأخير هو حدث تأسيسي وليس حدثاً عابراً، مشيراً إلى أن الشباب الفلسطيني في لبنان كان يشعر بحالة تهميش كبير، كما أوقعته الثورات العربية الأخيرة في حيرة، وجاء ردّه على هذه الحيرة من خلال مسيرة العودة.

وقال علي هويدي، أمين عام المنظمة الفلسطينية لحق العودة (ثابت)، إن المواجهات التي جرت في الجولان ومارون الراس قد تكون اختصرت 40 سنة من العمل لقضية اللاجئين وحق العودة.

وفي ما يتصل بالاعتداء الإسرائيلي على المتظاهرين السلميين في لبنان، أبدى محمود الحنفي، المدير التنفيذي للمؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)، استغرابه من برود رد الفعل الدبلوماسي اللبناني والفلسطيني، والموقف السلبي لقوات اليونيفيل التي قال إن عليها مسؤولية في حماية المدنيين، مشيراً إلى أن مؤسسته التقت بقوات اليونيفيل وبعدة أطراف لبنانية لبحث ما جرى، من بينهم مسؤولون في وزارة الخارجية اللبنانية.

بدوره دعا صلاح صلاح، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، الفصائل الفلسطينية لدعم التحركات الشبابية السلمية، ولكن دون محاولة السيطرة عليها. كما دعا القيادات الفلسطينية للتخفيف من ظهورها الإعلامي، وإفساح المجال أمام الشباب للحديث أمام الرأي العام ووسائل الإعلام، لإيصال رسالتهم والتعبير عن أهداف تحركاتهم بأنفسهم.

من جهته، رأى النائب العميد وليد سكرية أن هذه التحركات جاءت كتأكيد على تمسك الفلسطينيين بحق العودة وبالأراضي المحتلة سنة 1948. بينما حذّر الباحث حسين أبو النمل من خطورة ما سماه «تقديس العفوية»، بمعنى التعويل على الأعمال العفوية كمنهج عمل.

ورأى وليد محمد علي، مدير عام مركز باحث للدراسات، أن التحرك الأخير أعاد القضية الفلسطينية إلى أصلها، وصحح النظرة التي سادت في السنوات الأخيرة عنها على أنها قضية إقامة دولة في حدود سنة 1967.

الجلسة الثانية

أما بخصوص مستقبل التحركات الشعبية الفلسطينية في لبنان تحديداً، فقد أشار العميد أمين حطيط إلى أن الزيارة الأخيرة لمساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان خُصص قسم كبير منها للاستيضاح من المسؤولين اللبنانيين عن كيفية السماح بوقوع أمر كهذا، من خلال السماح للاجئين الفلسطينيين بالوصول إلى الحدود، مؤكداً أن ضغوطاً كبيرة مورست على السلطات اللبنانية لمنع أية تحركات مشابهة في المستقبل.

أما الاقتراحات فقد شملت الدعوة لاستمرار هذه التحركات، ومأسستها من خلال توحيد جهود مختلف الهيئات والمؤسسات العاملة في مجال حق العودة والتنسيق في ما بينها، وإخراجها من السياق العفوي مع العمل على ضبط حماسة الشباب إلى حد ما، وضرورة استثمار هذه التحركات بالشكل الصحيح، وأن تتم ضمن سياق نضال شامل من داخل فلسطين وخارجها، والاهتمام بإبراز قضية حق العودة في الإعلام العربي والأجنبي بشكل أكبر وتحويلها إلى قضية ساخنة في الرأي العام، وتعزيز ثقافة العودة لدى الشباب من خلال تدريسها.


إطلاق أسماء الشهداء على بعض الساحات الرئيسية في المخيمات الفلسطينية في سورية

بناءاً على قرار رئيس مجلس الوزراء رقم /737/ تاريخ 5/2/1998م، وعلى أحكام القانون رقم /450/ لعام 1949، وعلى مقتضيات المصلحة العامة، قرر المدير العام للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب الآتي:

تخليداً لذكرى الشهداء الأبطال أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر الذين قدموا حياتهم فداء للعودة في يوم النكبة 15/5/2011م، يقرر إطلاق أسمائهم على الساحات في بعض مخيمات دمشق على النحو التالي:

الساحة الرئيسية قرب نادي الجليل في مخيم جرمانا ساحة الشهيد البطل قيس سليمان أبو الهيجاء.

الساحة الرئيسية قرب جامع الهدى في مخيم خان الشيح ساحة الشهيد البطل بشار الشهابي.

الساحة الرئيسية ــ تقاطع مفرق كناكر في مخيم خان دنون ساحة الشهيد البطل عبيدة محمد زغموت.

وقد ثمّن تجمع العودة الفلسطيني «واجب» الخطوة وتوجه بالشكر الجزيل للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب لجهودها المبذولة في سبيل تخليد ذكرى شهداء العودة.


«ثابت» تبحث أوضاع الاسرة الفلسطينية اللاجئة في مؤتمر دولي

شاركت منظمة «ثابت» بالمؤتمر الذي عقده إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الاسلامي تحت عنوان «المؤتمر الدولي حول الاسرة في العالم الاسلامي – مشاكل وحلول» وذلك في مدينة باندونغ - إندونيسيا في السابع والثامن من أيار (مايو) الماضي . ويأتي عقده انطلاقاً من أهداف الألفية التنموية الصادرة عن الامم المتحدة للحفاظ على العائلة وأهمية توفير احتياجاتها الاساسية من الغذاء والتعليم والعمل والاستشفاء والامان بغض النظر عن الدين واللغة واللون والجنس، وبرعاية الرئيس الإندونيسي وبمشاركة أكثر من مائتي شخص يمثلون أكثر من 50 منظمة غير حكومية منتشرة في دول العالم وعدد من النواب في البرلمان الاندونيسي وأكاديميين وإعلاميين ومهتمين.

وقدم علي هويدي المدير العام لـ«ثابت» مراحل الهجرة للعائلة الفلسطينية التي بدات مع تهجير الفلسطينيين إبان النكبة في العام 48 على أيدي العصابات الصهيونية وارتكاب المجازر، ولجوء الفلسطينيين بشكل افراد وجماعات الى دول عربية واجنبية وتحديدا الى لبنان،

وشرح المدير العام وافياً بالارقام والشواهد حول أسباب معاناة الاسرة الفلسطينية في مخيمات وتجمعات اللاجئين في لبنان إن كان بسبب تقصير «الأونروا» في خدماتها الصحية والتربوية والاجتماعية، أو لعدم حماية الحقوق المدنية والاجتماعية للاجئين من قبل الدولة اللبنانية.

في المقابل استعرض الجوانب المشرقة في حياة اللاجئ الفلسطيني على مستوى الأمل والتحدي وقوة الإرادة للإستمرار والبقاء والمطالبة باستعادة الحقوق من خلال حفاظ العائلة الفلسطينية على العادات والتقاليد التي حملتها من فلسطين.