مجلة العودة

فلسطينيو أوروبا يؤكدون دعمهم لإضراب الأسرى ويجددون تمسكهم بحق العودة

فلسطينيو أوروبا يؤكدون دعمهم لإضراب الأسرى ويجددون تمسكهم بحق العودة
 

أكد مؤتمر فلسطينيي أوروبا العاشر، الذي عُقد في العاصمة الدنمركية كوبنهاغن، تحت شعـار "ربيعنا يُزهِر عودتنا ـ القدس لنا وللأسرى الحرية"، وقوفه الكامل إلى جانب إضراب الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، معلنًا تضامنه مع النواب الأسرى.

وقال المؤتمر في بيانه الختامي، الذي تلقت "العودة" نسخة عنه: "نواكب الملحمة التي يسطِّرها الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي بصمودهم في وجه إجراءات القهر، وبإضراباتهم المتواصلة عن الطعام. ونؤكِّد، عبر سلسلة من الحملات والتحرّكات، وقوفنا الكامل مع هؤلاء الأحرار في كفاحهم العادل حتى انتزاع مطالبهم وفي مقدِّمتها حقّ زيارة أهلهم لهم وإنهاء سياسة العزل الانفرادي الجائر وتمكينهم من الحقوق المؤكدة لأسرى الحرب، وصولاً إلى فكّ قيودهم وتمكينهم من الحرية".

وقد شارك في أعمال المؤتمر، آلاف الفلسطينيين الذين توزّعوا على وفود وجماهير جاءته من شتى أرجاء القارّة الأوروبية، وبحضور قيادات وشخصيات فلسطينية بارزة وفاعلة من داخل فلسطين وخارجها، علاوة على حشد من الشخصيات العامّة وممثلي المؤسسات وقطاعات المتضامنين، العربية والإسلامية والأوروبية.

وجدد المؤتمر التأكيد على "استمرار التشبّث بحقّ شعبنا الفلسطيني في العودة إلى أرضه ودياره التي هُجِّر منها في فلسطين"، شدِّد على أنّ "حقّ العودة غير قابل للنقض أو الاجتزاء أو الالتفاف عليه أو التحوير، فالعودة حقّ جماعي وفرديّ لا رجعة عنه، وسيواصل شعبنا الكفاح حتى تفعيله".

وعبّر عن إكباره لـ "روح الحرية التي تعبِّر عنها الشعوب العربية"، لافتًا النظر إلى أنها "تمثِّل تحفيزاً جادّاً للنضال الفلسطيني من أجل إنجاز مشروع التحرّر من الاحتلال وتحقيق السيادة الكاملة على الأرض الفلسطينية وانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرّف". ورأى في "نهوض الأمّة ومكافحة الاستبداد وإقامة الحكم العادل، تعزيزاً للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، واستنهاضاً لدور الأمّة في احتضان قضية فلسطين".

وحثّ مؤتمر فلسطينيي أوروبا، الذي انعقد في الثامن والعشرين من نيسان (إبريل)، الشعوب العربية "في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمّة، على النهوض بالمسؤوليات المنتظرة منها نحو قضية فلسطين بعامّة وملفّ القدس الشريف بخاصّة".

وحذِّر من "خطورة التصعيد التي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق القدس ومقدّساتها ومعالمها التاريخية والحضارية، وضد سكانها المقدسيين ومساكنهم ومؤسساتهم الأهلية ونوّابهم المنتخبين"، وقال: "إن هذه الهجمة تعتبر تحدِّياً سافراً للأمّة بأسرها ولقيم العدالة والحقوق في هذا العالم"، كما عبّر المؤتمر عن انزعاجه من "استدراج شخصيات عربية وإسلامية للذهاب إلى القدس عبر التنسيق مع الاحتلال الغاصب".

كما نندِّد المؤتمر باستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، "هذا الحصار هو جريمة منهجية وخرق فاضح لحقوق الإنسان بكل المقاييس الإنسانية والأخلاقية، بما ينطوي عليه من قطع مقومات الحياة عن مليون وثلاثة أرباع مليون إنسان. ونطالب بالرفع الفوري لهذا الحصار الذي يدين كافة الضالعين فيه والمتواطئين معه".

وحث البيان الختامي لمؤتمر فلسطينيي أوروبا على الإسراع في مسارات المصالحة بين الأطر السياسية الفلسطينية، "بما يحصِّن الموقف الداخليّ الفلسطينيّ، وبما يحشد الجهود لحماية الحقوق الفلسطينيةِ الثابتة، ولمواجهة مخططات الاحتلال ومخاطر اللحظة الراهنة"، داعيًا إلى "اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإفراز تمثيل ديمقراطي للشعب الفلسطيني في شتى مواقع انتشاره، عبر انتخابات حرّة وشفّافة، مع حرص الفلسطينيين في أوروبا على النهوض بمسؤولياتهم في هذا المجال".

ورأى أن "انهيار وعود التسوية السياسية وانسداد آفاق التفاوض يؤكد أهمية التوجّه الفلسطيني الجامع نحو وضع إستراتيجية متكاملة تسعى لتحقيق المطالب الكبرى المشروعة لشعبنا وانتزاع حقوقه الثابتة"، داعيًا كافة الأطراف إقليميًا ودوليًا "للوقوف إلى جانب شعبنا على طريق التحرّر من الاحتلال وتفعيل العودة وتحقيق السيادة على أرضه وموارده".

وذكّر فلسطينيو أوروبا بـ "المسؤولية التاريخية لأوروبا عن النكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني سنة 1948، والتي ما زالت أجيال هذا الشعب تدفع ثمنها حتى اليوم، بل وعن إمداد مشروع احتلال فلسطين بمقوِّمات البقاء والتوسّع والعدوان". وقالوا: "إنّ قضية الشعب الفلسطيني، في العودة وتقرير المصير والتحرّر من الاحتلال والاستقلال على أرضه التاريخية ودياره السليبة؛ تستدعي إسناد جميع الواقفين في خانة العدالة، وكل المدافعين عن الحق، وكافة المناصرين للإنسانية داخل أوروبا وخارجها".

وعبّر المؤتمر عن قلقه البالغ "لمحنة أبناء شعبنا اللاجئين في العراق والنازحين منه، وكذلك واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ووجوه المعاناة القائمة في بعض البلدان الأخرى مثل حالة مخيم غزّة في الأردن"، داعيًا الدول العربية وكافة الأطراف المعنية إلى "إحسان وفادة الفلسطينيين لديها، وإنهاء هذه المعاناة وطيّ صفحتها، بما يتماشى مع التمسّك الفلسطيني بحق العودة إلى الأرض والديار المحتلة سنة 1948، وبما يستجيب أيضاً لحقوق الإنسان وكرامته، وللحقوق المدنية والاجتماعية".

وقد نظّمت هذا المؤتمر العاشر، الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني، والمنتدى الفلسطيني في الدانمرك، بالاشتراك مع مؤسسات فلسطينية من أرجاء أوروبا، وذلك تحت رعاية رئيس الجمهورية التونسية الدكتور المنصف المرزوقي. ♦