مجلة العودة

فلسطينيو 48: هكذا يحوّل الشيخ رائد صلاح اعتقاله إلى عرس فلسطيني حاشد - سامي حمود

هكذا يحوّل الشيخ رائد صلاح اعتقاله إلى عرس فلسطيني حاشد

سامي حمود

«حقدهم لن يحرم الأقصى منك».. هذا ما عبّرت عنه الحشود المتضامنة مع شيخ الأقصى رائد صلاح التي رافقته إلى مقرّ اعتقاله في سجن الرملة لتنفيذ الحكم الصادر بحقه من سلطات الاحتلال والقاضي بسجنه لمدة خمسة أشهر بحجة البصق على شرطي إسرائيلي خلال مواجهات في باب المغاربة في القدس.

التعبير نفسه صدر عن الشارع الإسلامي والعربي والفلسطيني الذي انطلق في مسيرات تضامنية واحتجاجية على قرار سجن الشيخ رائد صلاح.

لم يستطع الاحتلال أن يُسكت صوت الشيخ رائد، ذلك الصوت المقاوم الثائر والمنبّه على الدوام قائلاً إنّ «الأقصى في خطر». فالشيخ أصبح صوت الأقصى الجريح والأسير والمعذب منذ أكثر من أربعين سنة.

يُذكر أن الشيخ رائد صلاح كان على متن أسطول الحرية القادم من تركيا لكسر الحصار عن قطاع غزة، وحاول جنود الاحتلال استهدافه خلال عملية الاعتداء على ركاب أسطول الحرية التي راح ضحيتها استشهاد 9 متضامنين أتراك.
 

مشهد العرس

الأقصى ليس وحيداً، وشيخه الرائد صلاح ليس وحيداً، إذ رافق الشيخ إلى السجن بتاريخ 25 تموز 2010 حشد من أنصار الحركة الإسلامية وقياداتها ونشطاء سياسيين عرب في الداخل، وذلك في موكب انطلق من قرية كفر قرع في المثلث إلى الرملة.

وقال صلاح أمام مودعيه على مدخل مدينة أم الفحم: «إننا في عام مصيري، ولا أستبعد قيام الاحتلال بشنّ حرب إقليمية تمهد لحرب عالمية ثالثة تؤدي إلى إزالة المسجد الأقصى عن خريطة الكرة الأرضية وارتكاب حماقة بناء الهيكل المزعوم».


وقال أيضاً: «نحن الآن ندخل السجون طاعة لله.. دفاعاً عن الأقصى والقدس.. انتصاراً لحق أمتنا الإسلامية وعالمنا العربي وشعبنا الفلسطيني». وأضاف: «نحن الآن لا نقف على أعتاب السجون، نحن نقف على أعتاب زوال الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك أؤكدها علانية أيها الاحتلال الإسرائيلي، لا تضحك كثيراً.. لا تفرح كثيراً.. لا تتكبر كثيراً.. فإن كل ثانية سنقضيها في السجن ستكون علينا سعادة من الله تعالى وستكون عليك لعنة أبدية حتى قيام الساعة».

ووصف صلاح دخوله السجن بـ«العرس»، واصفاً الاعتقال بأنه متعة قلبه ونفسه، عادّاً دخول السجن طاعة لله ودفاعاً عن القدس والأقصى المحتلين وانتصاراً لحق الأمة الإسلامية في كل ذرة من ترابهما، وأنه لا يعني شيئاً، وقال: «ماذا يعني السجن؟ لا يعني لنا إلا شيئاً واحداً وهو ثمن رخيص جداً من أجل قضية كبيرة وثمينة. إن قضية القدس والأقصى المحتلين، هل تعلمون قضية أكبر منها؟ هل تعلمون قضية أثمن منها؟».

وحذر صلاح من تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، وقال: «هذا العام مصيري لا نستبعد فيه أن يرتكب الاحتلال الإسرائيلي فرض تقسيم المسجد الأقصى بقوة السلاح بين المسلمين واليهود». وأضاف: «لا نستبعد ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي حماقة بناء هيكل أسطوري على حساب المسجد الأقصى المبارك». وطالب الجميع بأن يكونوا «على أهبة الاستعداد للانتصار للقدس والمسجد الأقصى في وجه المخططات الإسرائيلية والمخاطر التي تحدق بهما»، معتبراً أن قضية سجنه واعتقاله «عابرة وهامشية»، مشدداً على أن القضية الأساسية والمهمة هي أمانة القدس.♦