مجلة العودة

مؤتمر حق العودة : على الشعوب أن تكسر الجمود العربي والإسلامي والدولي تجاه لقضية الفلسطينية

                        أكدوا على  ثوابت القضية الفلسطينية في التحرير و العودة

مؤتمر حق العودة : على الشعوب أن تكسر الجمود العربي والإسلامي والدولي تجاه لقضية الفلسطينية

 

أحمد سعد الدين / عمّان

 

أكد مشاركون في المؤتمر الوطني لحق العودة الذي عقدته مجمع النقابات المهنية الأردنية تحت شعار (العودة إلى فلسطين التاريخية.. حق مقدس غير قابل للتفريط) على ضرورة أن يشكل المتغيرات ورقة ضغط لكسر الجمود العربي والاسلامي والدولي تجاه لقضية الفلسطينية وقضيتها المركزية "حق العودة" لا ان يشغل الشعوب العربية عن قضيتها المركزية.

 

وقال رئيس مجلس النقباء نقيب المهندسين عبد الله عبيدات إن الكيان الصهيوني استغل انشغال الشعوب العربية بالربيع العربي لتنفيذ خططه وخاصة تجاه القدس واصدار تصريحات ضد حق العودة.

 

وأضاف خلال افتتاح المؤتمر ان انعقاد المؤتمر يأتي في ظل المتغيرات العربية التي اجتاحت دولاً إقليمية لها وزنها العام في الصراع العربي الصهيوني وعلى رأسها مصر مما يزيدنا يقيناً أن اللحظات التي سيشرق فيها صباح العودة بات قريباً فتلك الشعوب التي ثارت من أجل الحرية والعدالة هي بذاتها تثور من أجل القضية الفلسطينية وتطالب بالتحرك من أجل إنهاء وجود هذا الكيان الذي يعيش حالة غير طبيعية ضمن شعوب تعشق فلسطين وتعشق القدس ومستعدة لان تضحي بدمائها وأرواحها في سبيل استعادة الحق.

 

وأشار إلى أن الجمود الذي تشهده القضية الفلسطينية على المستوى الاممي واللجنة الرباعية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي اضر بالقضية الفلسطينية وبحق العودة، مما يجعلنا نؤكد على ان حق العودة لا يعني عودة اللاجئين الفلسطينيين فحسب بل هو حق الامة العربية والاسلامية في ازالة الاحتلال.

 

وأكد عبيدات على أن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحقيق العودة وعلى ضرورة ان تبقى القضية الفلسطينية في اطارها العربي والاسلامي حتى يزول الاحتلال الذي هو سبب القلق والتوتر الذي تعيشه الامة.

ولفت عبيدات إلى أن الاتصالات والمخاطبات التي اجرتها النقابات المهنية مع وزارة الداخلية لم تفلح في السماح بمشاركة نائب رئيس الحركة الاسلامية في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 كمال الخطيب والناشط الحقوقي في الاراضي المحتلة عام 1948 رجا غبارية في المؤتمر وتقديم اوراق عمل حول حق العودة.

 

ومن جانبه قال الناطق بأسم لجنة تنسيق احزاب المعارضة الأردنية نشأت أحمد في كلمة القاها نيابة عنه محمد القاق ان التمسك بالمقاومة هو الخيار الاستراتيجية للأمة حتى تحقيق النصر والتمكين من انجاز الحقوق والمحافظة على الثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني على كامل أرضة التاريخية.

 

وأضاف أن تحالف الأعداء والعملاء ودول الاستكبار العالمي يهدف لشطب فلسطين من الخارطة السياسية للمنطقة واستبدالها بكيان لقيط  مدعوم من قوى الاستكبار ومستقوٍ بتفريط المفاوضين والعابثين و وإغلاق الباب أمام عودة اللاجئين الذين هجروا من ديارهم منذ اغتصاب فلسطين عام 1948.

 

وأشار إلى أن الأردن يتعرض بين الحين والأخر لهجمة ظالمه ومحاولات لتمرير مشاريع لتصفية الحق الفلسطيني على حسابه، داعيا الحكومة الأردنية إلى تلبية مطالب الشعب الأردني في الإصلاح والديمقراطية من اجل مجتمع ديمقراطي والعمل على إلغاء اتفاق وادي عربة.

واكد ان دينامية  الصراع مع الكيان الصهيوني على امتداد أكثر من 60 عاما، أثبتت ان حق العودة حق تاريخي لا يقبل الحلول الوسط وبالتالي فان أي تسوية سياسية ستكون بمثابة فشل سياسي إذا لم تتضمن حق العودة وفقاً للقرار 194.

 

ومن جانبه قال مقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر المهندس الزراعي نهاد العليمي إن الحق الذي نجتمع عليه تعترف به الطبيعة الإنسانية في أن يعود المهجر من أرضه, الذي اخرج قسرا وظلما وعدوانا إلى الأرض التي اخرج منها.

 

وأضاف العليمي إن الحقوق تبقى ببقاء المؤمنين بها , والمدافعين عنها , وان حق العودة الذي نحن هنا من اجله ثابت دائم , لا يتغير بتغير الأشخاص أو السياسات التي تحاول تغيير المكان والأرض والجغرافيا.

 

إن سياسة فرض الأمر الواقع التي  يستخدمها الكيان الصهيوني في تغيير وجه الأرض , بالتهجير وقرارات الترحيل والهدم , ظنا منه انه بهذه الوسائل التي يشرعن لها عبر محاكم صورية يعلن امتلاكه للأرض , ويجعل الجميع يدور في فلك أحقيته أو عدمها ويتناسى كثير من الناس أن مثل هذه الوسائل وان تعامل على أساسها البعض لن تغير جوهر حق العودة ولن تثني العزم عن المضي قدما في الدفاع عن هذا الحق والعمل بإجراءات واضحة تقربنا من اليوم المنشود الذي نصلي فيه جميعا في رحاب الأقصى فاتحين منصورين.

 

وقدم رئيس الدائرة السياسية في حزب جبهة العمل الاسلامي زكي بن ارشيد ورقة حول حق العودة في البعد الديني والقومي أكد خلالها على مفهوم حق العودة لفلسطيني الشتات لا يمكن فصله عن ضرورة فهم طبيعة الصراع مع المشروع الصهيوني الذي قام على اساس الشعار ان فلسطين ارض بلا شعب لشعب بلا ارض، مضيفا انه يجب التركيز على حق العودة والمحاولات الدائمة لإسقاطه يؤكد ان موضوع اللاجئين وحقهم في العودة يشكل لبّ الصراع في المنطقة، وهو العقبة الأساس في وجه مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.

 

وأكد بني ارشيد المتغير الذي يملا الافق العربي اليوم يبشر بإعادة توجيه السياسة العربية على المستويين الداخلي الخارجي، مشددا ان  المطلوب اليوم من القوى الاهلية والرسمية التمسك بالحقوق والتمهيد لمرحلة جديدة عنوانها الابرز ليس الاتفاق مع الاعداء أو المعاهدات المختلفة .

مشيرا ان  اعادة ترتيب العلاقات اصبح ملحا بحيث نرد الاعتبار لقوى المقاومة ونهيء لها غطاء وافقا واسعا للتحرك باعتبارها راس الحربة في مقاومة المشروع الصهيوني وصولا إلى الغاية الاساسية في التحرر والانعتاق وتحرير الارادة والارض والانسان

 

وفي دراسة قدمها الباحث نواف الزرو قال ان الحركة الصهيونية دأبت منذ بداية تأسيسية على زرع الأفكار والمفاهيم المتعلقة بالأساطير الدينية المؤسسة للحركة في أوساط الغيتوات اليهودية المنتشرة في أنحاء أوروبا والعالم، وروج حكماء وعلماء وقادة اليهود فكرة بقاء اليهود متميزين عن بني البشر، فنظروا ورسموا الخطوط والحدود التي تكرس هذا التميز .. وقد تبلورت هذه النزعة وتكرست فيما بعد على شكل أساطير.

 

وخلص الزرو في دراسته إلى ان التوطين أخطر الحلول على الحقوق الفلسطينية المشروعة وان تداعيات قضية اللاجئين تؤثر على الأمن في الشرق الأوسط .

مطالبا بإعادة صياغة الخطاب الفلسطيني العربي وإعادة ترتيب أجندة الأولويات والتمسك بالقرارات الدولية وعدم التفريط بها كرصيد دولي مشروع وقوي وفعال.

 

واستعرض الباحث عبد الله حمودة في ورقة بعنوان قضية اللاجئين الفلسطينيين.. بعد ستة عقود أشار فيها ان بريطانيا كانت تواجه أزمة في فلسطين مع النضال الفلسطيني والعربي وبالتالي فقد استعانت بالأنظمة العربية لتنفيذ سياستها كما حدث في الثورة العربية الكبرى عام 1936.

واستعرض إنشاء الكيان الصهيوني وانشاء وكالة الغوث لتشغيل الدولية (الاونروا)، و إن هذه العبارة تؤكد بما لا يقبل للشك أن هدف الوكالة واسمها الرسمي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى على أن الهدف الرئيسي لوجود الوكالة هو الإغاثة والتشغيل لإيجاد الاستقرار للاجئين حيث هم، أي بمعنى أنها تسعى صراحة للتوطين.

 

وانتقد حمودة المعاهدة الاردنية الاسرائيلية معتبرا ان بنودها التي تتعلق في قضية اللاجئين لا تدين الكيان الصهيوني، معتبرا إن بعض البنود لا تدين البند (إسرائيل) أبداً باعتبارها أصل الداء في تهجير الفلسطينيين القسري عام 1948 وهي التي سببت لهم الويلات والتشريد وأخذت أراضيهم وبيوتهم وأملاكهم بدل أن يتم إدانتها بشكل واضح وصريح تعطى ميزة بأنها تعمل للتخفيف من شدة المعاناة للاجئين.

 

وتناولت الجلسة الثانية محور حق العودة في القانون الدولي وحقوق الانسان وتحدث فيها الاستاذ رجا غبارية ان المرجعية القانونية المتداولة رسميا بما يتعلق بقضية حق العودة للاجئين الفلسطينيين، هي قرار الأمم المتحدة رقم 194، مشيرا ان كافة القرارات التي اشارت اليه بعد ذلك لم تطبق في الأمم المتحدة.

 

وأكد اغبارية ان حق العودة بحاجة إلى نفض غبار مرحلة اوسلو المأساوية، داعيا إلى العودة إلى دعم كافة أشكال النضال وتجديد بيعة العودة والتحرير، حتى تطبق كافة الحقوق المشروعة في العودة إلى ارض الوطن، من بحره إلى نهره، مبينا ان هذه مرتبطة بعلاقة جدلية قائمة، واقعها الاستعمار الصهيوني الجاثم على كل ارض الوطن التاريخية.

 

وفي ورقة قدمها المهندس علي أبو السكر حول الاتفاقيات والمعاهدات واثرها على حق العودة قال ان الشعب الفلسطيني يؤكد على تشبثه بأرضه ووطنه وتطلعه للعودة ويورث هذا التمسك جيلاً بعد جيل، وان الشعوب العربية والإسلامية تبقي هذه القضية حية حتى يعود الحق إلى أصحابه ويعود الشعب الفلسطيني إلى أرضه.

 

واستعرض أبو السكر القوانين والاتفاقيات والمعاهدات التي مرت على قضية اللاجئين في فلسطين مؤكدا انها لم تفضي إلى اي نتيجة ملموسة تعيد الحق إلى اصحابه.

 

واختتم أبو السكر ورقته بالحديث ان القرارات والقوانين الدولية التي صاغتها قواً دولية قد رتبت بعض الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني على جزء من أرضه وحقه في العودة إلى مدنه وقراه فان المعاهدات الاسرائيلية العربية وإعلان المبادئ الفلسطيني الاسرائيلي، ليست أكثر من وثائق استسلام أملاها المنتصر الصهيوني الأمريكي على موقعيها من الجانب العربي وأنظمة الحكم فيها عملت على اسقاط ذلك الحق المعترف به من قبل الشرعية الدولية ولو بصورة مجزوئة.

 

وقدم رئيس مجلس إدارة قناة الحوار الفضائية ورقة بعنوان:" تفعيل الدور الاعلامي والتضامني في ترسيخ حق العودة"، تحدث خلالها عن الدور المنشود في دعم حق العودة، مؤكدا ان الإعلام يلعب دوراً أساسياً فيما يتشكل لدى الناس في زمننا هذا من قناعات.

 

وأشار ان الإعلام الغربي بشكل عام سلبي الأداء إذا تعلق الأمر بقضية فلسطين، لأسباب منها، السطوة الغربية التي هي امتداد للنفوذ الاستعماري الأوروبي الذي قسم المنطقة واحتل معظمها على مدى أكثر من قرن.

 

وأضاف ان المشروع الصهيوني كان في أصله، وما يزال حتى يومنا هذا، مشروعاً استعمارياً، كان في نشأته جزءاً من تصور الغرب المتفوق عسكرياً لدوره في منطقتنا ولمستقبل علاقته بها.

وأضاف ان مجموعة الموروثات الثقافية والدينية التي مكنت هيأت للفكرة الصهيونية الانسجام مع الذهنية الغربية.

 

واختتم التميمي بالقول ان عقدة الذنب التي ورثها الغربيون بسبب اضطهادهم لليهود حتى انقلب الاضطهاد إلى تمكين غير مسبوق في تاريخ المنظومة الغربية.

 

توصيات المؤتمر الوطني الأردني لحق العودة

أعلن المشاركون في المؤتمر الوطني لحق العودة الممثلون لكافة مكونات الشعب الاردني ومؤسسات المجتمع المدني من نقابات واحزاب ومؤسسات وجمعيات وشخصيات وطنية مستقلة عن تأكيدهم المطلق لثوابت القضية المركزية لأمتنا قضية فلسطين المتمثلة في التحرير و العودة إلى كامل تراب الوطن في فلسطين التاريخية، ورفضهم لكل المؤامرات الجارية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية عبر القفز عن حق العودة و الالتفاف على إرادة جماهير شعوبنا في مقاومة الاحتلال ورفض كل معاهدات الذل و الاستسلام بدءا من "كامب ديفيد " ومرور ا بأوسلو وانتهاءً بوادي عربه التي تؤسس ليس لمجرد الاعتراف بالكيان الغاصب، بل لتقزيم القضية وتصفيتها برمتها كمحصلة لما يترتب على هذه المعاهدات من تسويق وتطبيع واعتراف تروج له الدوائر الاستعمارية المعادية لامتنا و المتحالفة مع عدونا بدءاً من الولايات المتحدة الامريكية ومروراً بالرباعية الدولية وانتهاءً بالأنظمة والقيادات المتحالفة معها. 

وان المشاركين في المؤتمر الوطني لحق العودة اذ يؤكدون على هذه الثوابت، ليجددون العهد على التمسك بها انطلاقا من التأكيد على حقي المقاومة والتحرير وصولا إلى حق العودة إلى فلسطين التاريخية، وانتهاء بالتصدي لكل المؤامرات التي تستهدف النيل من هذه الثوابت او الالتفاف عليها او التمسك بها كما يؤكد المؤتمر على ان التأكيد على هذه الثوابت والتمسك بها والدفاع عنها هو واجب وطني وقومي وديني يقع على عاتق كل ابناء امتنا العربية والاسلامية على السواء .

من هذا المنطلق فان المؤتمر ليؤكد أيضا ان كل الممارسات والمؤامرات والانتهاكات والاجراءات التي تجري الآن على أرض فلسطين وعاصمتها القدس من قضم وضم وتشريد وتهويد وقتل واستيطان ، لن يؤؤل الا إلى مزيد من الايمان بحتمية ازالة الاحتلال ومضاعفة الجهد على كافة المستويات الوطنية والعربية والعالمية ليس لمجرد وضع حد لها بل لاجتثاث هذا الاحتلال برمته حتى يتحقق لامتنا ولشعوبنا العودة إلى ارضها والعيش بطمأنينة في وطنها شأنها في ذلك شأن كل شعوب العالم الحرة في منأى عن الاحتلال وممارساته ومخططاته واطماعه في هذه الأرض العربية وانتهاكه لمقدساتها وتدميره لكل مقومات الحياة فيها .

وعهداً من هذا المؤتمر ان يظل هدف التحرير و العودة لفلسطين وعاصمتها القدس التاريخية ، ماثلاً في عيون شعوبنا وامتنا وعيون كل محبي الحق و الحرية و العدل في العالم وأملاً يداعب حلم كافة الاجيال حتى يتحقق بعون الله، وتحية لكل اهلنا الصامدين ولكل السواعد المقاومة القابضة على جمر الحق و العدل و الحرية.