مجلة العودة

دراسات عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان:11% من الطلاب الجامعيين يعملون لتسديد أقساطهم ..

دراسات عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان:

11% من الطلاب الجامعيين يعملون لتسديد أقساطهم

13% من الأطفال يعانون من سوء التغذية

رأفت مرة /بيروت
 
 
من كثرة الدراسات والأبحاث التي تُجرى على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، صار يمكن – مع الأسف والاعتذار – تشبيه اللاجئين الفلسطينيين بأنهم "فئران تجارب". ذلك أنه لا يمرّ شهر إلا وتصدر دراسة أو إحصائية عن أحوال اللاجئين في مختلف المجالات، لدرجة أن قسماً من اللاجئين صار يكره أن يشاهد أو يسمع أو يجلس مع الباحثين، ويغضب لمجرد السماع بهم.وهذا ليس للتقليل من أهمية الأبحاث والإحصائيات، بل بسبب أن كثرة الدراسات لا تنعكس إيجابياً على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وصارت المؤسسات تتبارى في إجراء الدراسات، لكنها لا تتنافس في تقديم الحلول.

أوضاع الشباب

في شهر نيسان/ أبريل الماضي، عرض "الائتلاف اللبناني الفلسطيني لحملة حق العودة"، نتائج الدراسة الميدانية عن "إمكانات الشباب والناشئة الفلسطينيين في لبنان" الممولة من الاتحاد الأوروبي. وتشمل الدراسة عيّنة عشوائية تضم 416 فرداً من الشبان والشابات تراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة من 11 مخيماً وتجمعاً فلسطينياً لا يقلّ مستواهم التعليمي عن المرحلة المتوسطة.

تنطلق الدراسة التي نفذتها مجموعة من الشبان والشابات التابعة لـ«الائتلاف» واستمرت نحو سنة، من موضوع شغل قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مساحة واسعة من اهتمام الباحثين والعاملين في مجال التنمية الاجتماعية والمناصرة للقضية الفلسطينية، في محاولة منهم لإظهار واقع الفلسطينيين اللاجئين، وسبل عونهم وتحسين ظروف حياتهم المعيشية والتعليمية والصحية. وتلحظ الدراسة تقدماً محدوداً في التحصيل العلمي ومستويات العمل بين أوساط الفئة الأصغر سناً والأفضل تعليماً.

تلفت نتائج الدراسة إلى أن ثلثي العيّنة العشوائية التي اختيرت في الدراسة، من الجامعيين وممن حصلوا على تعليم نصف «تدريب مهني» لمدة سنة أو سنتين أو أكثر، مشيرة إلى تقدم الشابات في المسارين التعليميين.

وتبين الدراسة أنه بالرغم من أن «الأونروا» هي المقدم الرئيسي للتعليم الأساسي والثانوي، إلا أن المعاهد اللبنانية هي المراكز التي يقصدها الشباب بنسبة عالية من أجل تحصيل تعليمي متقدم. و«الجامعة اللبنانية» هي الأولى بين المؤسسات التي تختارها الشابات، تليها «جامعة بيروت العربية». وتشكل المدارس/ المعاهد التقنية اللبنانية المقدم الرئيسي للتدريب المهني، وهي أكثر حضوراً من «معهد سبلين للتعليم التقني».

وتكشف الدراسة أن معظم الشباب الجامعي في هذه الدراسة لا يعتمد على مصادر مساعدة لمواصلة تعليمه، ما يوحي أن البعض منهم ينتمي إلى أسر ذات دخل عالٍ وأن أقلية من المستطلعين المجيبين (28 في المئة) أشارت إلى أنها تلقت منحاً جامعية، عبر قرض أو مساعدة، وأن 11 في المئة يعملون لتغطية الرسوم الدراسية.

توظيف الشابات

وتشير النتائج إلى أنه في حين أن معدلات عمالة الشبان قابلة للمقارنة مع السكان الفلسطينيين عموماً، فإنها من المحتمل أن تكون أعلى بمرتين لدى الشابات. ولوحظ في هذا المجال أن نسبة التوظيف بين الشابات الجامعيات مضاعفة عن الشباب، وأن نصف العيّنة المستطلعة/ المجيبة العاملة حاصلون على تعليم شبه مهني، وربع العينة حاصلون على تعليم جامعي، والخمس ـ ومعظمهم من الشباب ـ حاصلون على تعليم متوسط أو ثانوي.

وتلاحظ أن ثلاثة، على الأقل من كل عشرة شباب، يعملون مدرّسين، وعاملين اجتماعيين، وعاملين صحيين، ومهندسين، ومختصين في مجالات الكومبيوتر والمحاسبة. أما بين الإناث الشابات العاملات، فإن نسبة مهن الاختصاص (66 في المئة) هي أعلى من نسبة الذكور العاملين بمرتين (29 في المئة) ويبدو أنها تتجاوز بكثير نسبة النساء ذوات الاختصاص بين السكان.

أما الأجور الشهرية، فقد ذكر أنها متدنية جداً في مختلف المهن ولدى أرباب العمل، مع ارتفاع طفيف في القطاع الخاص؛ إذ إن 47 في المئة يكسبون دون الحد الأدنى للأجور،     و42 في المئة يتقاضون ما بين 320 و500 دولار.

وفي ما يخص المعرفة التفصيلية بالتعديلات الأخيرة على قانون العمل اللبناني، كانت الإجابات ضعيفة أثناء المقابلات. الحكم على التعديلات بأنها غير فعّالة بلغ نسبة 41 في المئة من المستطلعين، سُجلت على اعتبارها جيدة بالنسبة إلى الشباب المتعلمين والموظفين بنسبة 21 في المئة. واعتبرت نسبة 37 في المئة أنها قد تكون إيجابية، وخصوصاً هؤلاء الذين شعروا بأنها قد تعود بالفائدة على الفلسطينيين وتقلص الهجرة الخارجية.

وتخلص الدراسة إلى المطالبة بما يأتي: تطوير مجموعة مهارات التوظيف بما يشمل المعرفة والمهارات المهنية، مهارات الإدارة والتكيّف مع سوق العمل وغيرها، نشر نتائج هذه الدراسة بين الشباب الفلسطيني الأصغر سناً (15- 18 سنة) وعائلاتهم من أجل مكافحة الإحباط وانخفاض الروح المعنوية، وكذلك لتعزيز مشاركة النساء الشابات التعليمية والاقتصادية، استمرار عمل المناصرة لحق العمل للاجئين الفلسطينيين وفقاً للاتفاقات الدولية ومشاركة الشباب في تطوير سياسات التدخل الاستراتيجية في مدارسهم، جامعاتهم، وفي القطاع الخاص.

أوضاع الأطفال

قبل ذلك بأسابيع، أطلقت ممثلة «اليونيسف» في لبنان آنا ماريا لوريني بالتعاون مع رئيسة «الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني» علا عوض، في بيروت أمس، النسخة الرابعة من «الدراسة الاستقصائية العنقودية المتعددة المؤشرات»، التي ترسم صورة واضحة لواقع الأطفال الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وأكدت لوريني تبيان الدراسة أنّ «مؤشرات سوء التغذية بين الأطفال الفلسطينيين تظهر أن 13 في المئة منهم يعانون من سوء تغذية مزمن قياساً إلى أعمارهم».

وقالت: «نصف الأطفال الفلسطينيين يلتحقون بالمدارس الثانوية، فأين يذهب النصف الآخر منهم؟» أضافت: «أمثلة كثيرة تؤكد لنا من جديد وجوب تقديم كل جهد ممكن، والسبل والموارد الممكنة لتخفيف بعض الأعباء الحقيقية التي تواجه الأطفال الفلسطينيين في لبنان حتى يتمكنوا من التطلع إلى المستقبل بعزم وتفاؤل».

وقالت عوض: «لقد أجرت اليونيسف بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني المسح العنقودي الرابع للفلسطينيين في لبنان في الفترة الممتدة بين أيار وتموز من عام 2011. وهو يتناول عيّنة تمثيلية للاجئين الفلسطينيين تم تصميمها على مرحلة عنقودية واحدة مع حجم عيّنة طبقية من 5190 أسرة في خمس مناطق لبنانية».

أضافت: «تقدم الدراسة أحدث الإحصاءات والمعلومات التي تهدف إلى تزويد الشركاء الفلسطينيين ووكالات المساعدة الإنمائية بمعلومات جديدة لتطوير وضع النساء والأطفال في المخيمات الفلسطينية في لبنان، مشيرة إلى أن «النسخة الرابعة من هذا المسح تسلط الضوء على التباينات التي يشهدها واقع الأطفال الفلسطينيين في المخيمات».

ولفتت إلى أنّ «الفوارق الاجتماعية والاقتصادية أساسية عند مقارنة مؤشرات تنمية الأطفال، إذ إن 62 في المئة من الأطفال الذين يعيشون في الأسر الغنية، التي تمثل 40 في المئة من المجتمع الفلسطيني، يكملون مرحلة ما قبل المدرسة، بينما ينخفض هذا الرقم إلى 54 في المئة في الـ 60 في المئة من الأسر الفقيرة».

وأوضحت أنّ «التعليم يمثّل شرطاً حيوياً لمكافحة الفقر؛ إذ تؤكد المؤشرات أن نسبة الفقر تصل إلى 73 في المئة عند رب الأسرة الذي حصل على مستوى تعليمي منخفض، وإلى 60.5 في المئة عند إتمام رب الأسرة المرحلة الابتدائية وما بعدها».

كذلك، بينت الدراسة أن نصف الأطفال فقط، في سن المدرسة الثانوية، يلتحقون بالمدارس الثانوية، بينما 4 في المئة منهم لا يذهبون إلى المدرسة الابتدائية إطلاقاً.