مجلة العودة

نص وثيقة ما سمي (الاستقلال) الصهيونيةافتراء تاريخي، وكذب ديني، وخداع سياسي

نص وثيقة ما سمي (الاستقلال) الصهيونية

افتراء تاريخي، وكذب ديني، وخداع سياسي

 
 

محمد ياسرعمرو / لندن

 
 

وثيقة إعلان إقامة دولة "إسرائيل"، وتسمى أيضاً "وثيقة الاستقلال" أو "إعلان  الاستقلال"، وُقِّعَت  في احتفال رسمي، في جلسة خاصة من جلسات الكنيست يوم الجمعة الموافق لـ14 أيار 1948، قبل ساعات قليلة قبيل انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين. تتكون وثيقة الاستقلال من ثلاثة بنود رئيسية:  القسم التاريخي: ويتحدث عن تاريخ الشعب اليهودي وصلته بالبلاد.

القسم التنفيذي: ويتحدث عن إقامة الدولة ومؤسسات الحكم فيها.

القسم الإعلامي: يتحدث عن إقامة الدولة اليهودية، شكل الدولة، أهدافها وتطلعاتها. وفيه أيضاً التوجه للدولة العربية المجاورة ولشعوب هذه الدولة في تحقيق السلام المنشود. وضعت الصيغة الأخيرة لوثيقة الاستقلال لجنة خاصة برئاسة دافيد بن غوريون بعد استشارة خاصة قدمها صفي برانزون وموشية شاريت.

الوثيقة تستحق الدراسة والتحليل لتكشف خبث النفوس الذي جبلت عليه هذه الدولة، إضافة إلى التزوير بكل معانيه. نقف هنا مع نص الوثيقة كما ترجمته وزارة الخارجية الإسرائيلية:

    نشأ الشعب اليهودي في أرض إسرائيل، وفيها صيغت شخصيته الروحانية والدينية والسياسية، وفيها عاش حياة مستقلة في دولة ذات سيادة، وفيها أنتج ثرواته الثقافية الوطنية والإنسانية العامة وأورث العالم أجمع سفر الأسفار الخالد.

وعندما أُجلِيَ الشعب اليهودي عن بلاده بالقوة، حافظ على عهده لها وهو في بلدان شتاته كلها، ولم ينقطع عن الصلاة والتعلق بأمل العودة إلى بلاده واستئناف حريته السياسية فيها.

 وبدافع هذه الصلة التاريخية والتقليدية نزع اليهود في كل عصر إلى العودة إلى وطنهم القديم والاستيطان فيه. وفي العصور الأخيرة أخذ آلاف مؤلفة منهم يعودون إلى بلادهم، من طلائع ولاجئين ومدافعين، فأحيوا القفار وبعثوا لغتهم العبرية وشيدوا القرى والمدن وأقاموا مجتمعاً آخذاً بالنمو، ذا سيادة اقتصادياً وثقافياً، ينشد السلام ويدافع عن نفسه ويزف بركة التقدم إلى جميع سكان البلاد، متطلعاً إلى الاستقلال الرسمي.

 وفي عام   5657 حسب التقويم العبري للخليقة الموافق عام  1897 ميلادياً، عُقد المؤتمر الصهيوني تلبية لنداء صاحب فكرة الدولة اليهودية ثيودور هرتزل وأعلن حق اليهود في النهضة الوطنية في وطنهم.

 واعتُرف بهذا الحق في وعد بلفور في اليوم الثاني من شهر تشرين الثاني عام  1917، وأُقرّ هذا الحق في صك الانتداب الصادر عن عصبة الأمم الذي اعترف دولياً بالصلة التاريخية التي تربط الشعب اليهودي بأرض إسرائيل وبحق الشعب اليهودي في إعادة تشييد وطنه القومي.

 إن المحرقة التي حلت بالشعب اليهودي في الآونة الأخيرة، والتي ذُبح فيها الملايين من يهود أوروبا،  عادت وأثبتت بالفعل ضرورة حل مشكلة الشعب اليهودي المحروم الوطن والاستقلال من خلال استئناف قيام الدولة اليهودية في أرض إسرائيل لتفتح باب الوطن على مصراعيه من أجل كل يهودي، وتؤمن للشعب اليهودي مكانة أمة متساوية الحقوق ضمن أسرة الشعوب.

 إن البقية الباقية التي نجت من المجزرة النازية الفظيعة في أوروبا مع يهود من بلدان أخرى لم تكفّ عن القدوم إلى أرض إسرائيل رغم جميع الصعاب والعراقيل والأخطار، ولم تنقطع عن المطالبة بحقها في حياة من الكرامة والحرية والعمل الشريف في وطنها.

وفي الحرب العالمية الثانية ساهم المجتمع اليهودي في أرض إسرائيل بنصيبه الكامل في نضال الأمم نصيرة الحرية والسلام ضد قوى الظلم النازية، وقد اكتسب اليهود بدماء جنودهم وبمجهودهم الحربي حق اعتبارهم شعباً من الشعوب التي وضعت الأسس لميثاق الأمم المتحدة.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني عام  1947 اتخذت الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة قراراً ينص على إقامة دولة يهودية في أرض إسرائيل، وطالبت الجمعية العمومية للأمم المتحدة أهالي أرض إسرائيل باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة من جانبهم لتنفيذ هذا القرار.

إن اعتراف الأمم المتحدة بحق الشعب اليهودي في إقامة دولته غير قابل للإلغاء.

إنه لمن الحق الطبيعي للشعب اليهودي في أن يكون أمة مستقلة في دولتها ذات السيادة مثل سائر شعوب العالم.

بناءً عليه، فقد اجتمعنا نحن أعضاء مجلس الشعب، ممثلي المجتمع اليهودي في البلاد والحركة الصهيونية في يوم انتهاء الانتداب البريطاني على أرض إسرائيل. وبحكم حقنا الطبيعي والتاريخي بموجب قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة، نعلن إقامة دولة يهودية على أرض إسرائيل، وهي "دولة إسرائيل".

 إننا نقرر أنه ابتداءً من اللحظة التي ينتهي فيها الانتداب الليلة، ليلة 6 أيار عام 5708 عبرية، الموافق لـ 15 أيار عام 1948 ميلادياً، وحتى إنشاء سلطات الدولة المنتخبة والنظامية طبقاً للدستور الذي يضعه المجلس التأسيسي المنتخب في موعد لا يتأخر عن مطلع شهر تشرين الأول عام 1948، يقوم مجلس الشعب بمهام مجلس الدولة المؤقت وسلطته التنفيذية، أي الإدارة الشعبية تكون الحكومة المؤقتة للدولة اليهودية التي تسمى إسرائيل.

ستكون "دولة إسرائيل" مفتوحة الأبواب للهجرة اليهودية وللمّ الشتات، وستدأب على تطوير البلاد لمصلحة سكانها جميعاً، وتكون مستندة إلى دعائم الحرية والعدل والسلام، مستهدية بنبوءات أنبياء "إسرائيل، وتحافظ على المساواة التامة في الحقوق اجتماعياً وسياسياً بين جميع رعاياها من دون التمييز من ناحية الدين والعرق والجنس وتكفل حرية العبادة والضمير واللغة والتربية والتعليم والثقافة، وتحافظ على الأماكن المقدسة لكل الديانات، وتكون مخلصة لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.  إن دولة إسرائيل مستعدة للتعاون مع مؤسسات وممثلي الأمم المتحدة على تنفيذ قرار الجمعية العمومية الصادر بتاريخ 29 تشرين الثاني عام 1947، وللعمل على إنشاء وحدة اقتصادية تشمل"'أرض إسرائيل" برمتها.

 إننا نناشد الأمم المتحدة أن تمدّ يد المساعدة للشعب اليهودي على تشييد دولته وقبول دولة إسرائيل ضمن أسرة الأمم.

إننا ندعو أبناء الشعب العربي سكان دولة إسرائيل – حتى أثناء الحملات الدموية التي تُشن علينا منذ شهور - إلى المحافظة على السلام والمشاركة ببناء الدولة على أساس المساواة التامة في المواطنة والتمثيل المناسب في جميع مؤسساتها المؤقتة والدائمة.

إننا نمدّ يد السلام وحسن الجوار إلى جميع الدول المجاورة وشعوبها وندعوها إلى التعاون مع الشعب اليهودي المستقل في بلاده. إن دولة إسرائيل مستعدة للمساهمة بالمجهود المشترك لرقي الشرق الأوسط بأسره.

 إننا ندعو الشعب اليهودي في جميع دول الشتات إلى التكاتف والالتفاف حول المجتمع اليهودي في هذه البلاد من أجل الهجرة إلى البلاد والبناء والوقوف إلى جانبه في كفاحه العظيم لتحقيق أمنية الأجيال، وهي  خلاص الشعب اليهودي.

وتوكلاً على إله إسرائيل سبحانه وتعالى، نثبت بتواقيعنا هذا الإعلان في اجتماع مجلس الدولة المؤقت في أرض الوطن، في مدينة تل أبيب اليوم، يوم الجمعة الخامس من شهر أيار عام 5708 عبرية الموافق للرابع عشر من شهر أيار عام 1948م.

تواقيع أعضاء مجلس الدولة المؤقت 37 توقيعاً

دافيد بن غوريون، دانيئل أوستر، موردخاي بنتوف، يتسحاق بن تسفي، إلياهو برلين، فريتس برنشتاين، الحاخام وولف غولد، مئير غاربوفسكي، يتسحاق غرينبويم، الدكتور أفراهام غرانوفسكي، إلياهو دوبكين، مئير فيلنر- كوفنر، زيراح فارهابتيغ، هرتسل وردي، راحيل كوهين، الحاخام كالمان كاهانا، سعاديا كوباشي،  الحاخام يتسحاق مئير لفين، مئير دافيد لفينشتاين، تسفي لوريا، غولدا مئيرسون، ناحوم نير، تسفي سيغال، الحاخام يهودا ليب هاكوهين فيشمان، دافيد تسفي بينكاس، أهارون تسيزلينغ، موشيه كولوداني، إليعزر كابلان، أفراهام كاتسنلسون، فليكس روزنبليت، دافيد ريمز، برل راباتور، موردخاي شاتنر، بن تسيون شترنبرغ، بخور شيتريت، موشيه شابيرا، موشيه شارتوك.