نكبة لن تعود وعودة بلا قيود
لأنها فلسطين ، سَفَر الروح وسِفرُ الحلم ، لأنها حروف تتزين بالحنين ، وتخضب كفيها بدم التضحيات والصمود ...
لأنها فلسطين التي لم تمت على مقصلة الاحتلال رغم أنها الشهيدة والشاهدة ، ولم تتيبس شرايين الحياة فيها رغم أنها تنزف منذ عقود...
لأنها فلسطين ، الحروف التي توهجت رغم الحتوف ، والكلمات التي حلقت في فضاء الأمل رغم آلام أيّار .
في ذاكرة السنوات يظل للكلمة حضور التحدي مع رهان الغياب والتغييب ...
في وجدان الأيام تحضر العبارات لتكفكف العبرات ، ولتعلي راية الكلمات في زمنٍ يريد البعض فيه للهوية أن تستسلم ، وللذاكرة أن تموت ، وللإرادة أن تكون في خدمة المشروع الصهيوني .
غير أن الذكرى الخامسة والستين تحمل في يديها شموساً وحنيناً وتصميما على العودة .
تضيء هذه الشموس في القلوب فتعيد للحكاية حنينها الجميل ، وتبعث في وجدان الوطن تصميم أبنائه على العودة والانتصار .
لا تموت الكلمة إذن ، بل تتوهج من جديد ، وتحضر المحبرة لتظل شاهدة على " التغريبة الفلسطينية " التي حذرت من " نكبة " قبل وقوعها بسنوات وبهذا المصطلح بالذات ، حين كان البعض يحذر من " رحيل " و" فاجعة " و" كارثة " .
ليست ذات السّطور ، فالأمل يكبر والألم ينحسر وهي القصائد التي تغني وتبشر بالعودة منذ عقود ، تحمل مشعل التبشير بالنصر القادم .
إنها أيّامُ أَّيَّارْ ... التي سنعمل على أن نجعلها عودةً وانتصارا .
يعلم المحتلّ أنّنا جعلنا من أيّار زماننا الجديد للتمسك بالحق والقضية والأرض والديار والهوية والانتماء إلى أن نلتقي في ربوع الوطن كلّه ، عائدين منتصرين .♦
رئيس التحرير