مجلة العودة

فلسطينيو سورية.. حلقات متواصلة من التميّز والإبداع

فلسطينيو سورية.. حلقات متواصلة من التميّز والإبداع

الطالب باسم غسان إدريس ابن مخيم حندرات: التفوق خطوة مهمة على طريق العودة

 

حلب/ مخيم حندرت/ محمد غازي إبراهيم – أمجد معتصم

 
 

حقق الطالب الفلسطيني، باسم غسان إدريس، من مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين، الواقع شمال مدينة حلب السورية مرتبة التفوق في الشهادة الثانوية العامة/ الفرع العلمي في سورية، دورة 2010/2011؛ إذ حصل على النتيجة الكاملة (290/290) من دون جبر للعلامة.

وقد اتصل وزير التربية السوري، الدكتور صالح الراشد، بأسرة الطالب الفلسطيني المقيمة في مخيم حندرات قرب مدينة حلب، قبل يومين من إعلان النتائج العامة للشهادة الثانوية، ناقلاً إليها تهنئة وزارة التربية في سوريا بالفوز المميز لابنهم في شهادة الثانوية العامة/ الفرع العلمي."العودة" واكبت هذا التفوق، فكان اللقاء الآتي:

في البداية تركنا الحديث للطالب ليعرّف عن نفسه، فقال: أنا الطالب باسم غسان إدريس، ودرست في ثانوية الباسل للمتفوقين، وأقيم في مخيم حندرات في محافظة حلب. موطني الأصلي قرية عين غزال في قضاء حيفا.

يتابع قائلاً: والدي الأستاذ غسان إدريس مدرّس لغة عربية في إحدى إعداديات مدينة حلب، ووالدتي سهير عبد الكريم الأسعد ربة منزل وطالبة في كلية الاقتصاد ــ قسم التعليم المفتوح.

عندما بدأ العام، بدأت بتنظيم البرنامج الدراسي حتى لا أضيع الوقت، ووضعت برنامجاً للمراجعة، بحيث أراجع كل درس أخذته ودرسته، والدرس الذي يدرس ويراجع مباشرة أكيد أنه لا ينسى. 

وكنت أوفق بين الدراسة والأمور الأخرى، فلا يطغى شيء على حساب الدراسة، وأعمل توازناً في حياتي الدراسية كأي سنة دراسية عادية.

 
 

بالطبع، كانت هناك استراحات، وكان أهلي يساعدونني في مجال الاستراحة، وهم قدوة لي، ويوجهونني إلى وقت انتهاء الاستراحة ومتى وقت الدراسة، وكان التعاون جيداً بيني وبين أهلي في هذا المجال.

ويضيف: أفضل أوقات الدراسة في الصباح الباكر، أي في النهار، وهذا لا يمنع من الدراسة في الليل أحياناً حسب الظروف الشخصية. و لا يعني ذلك أن الطالب إذا درس في النهار تكون دراسة الليل خطأً، وأنه إذا درس في الليل تكون دراسة النهار خطأً. أعتقد أن الطالب يدرس كيفما يرتاح، إما في الليل أو في النهار، تبعاً لظروفه.

لم أحاول أن أعتمد في دراستي على الملخصات. وفي رأيي أنه ليس هناك طالب يطمح إلى نيل علامة تامة، يعتمد على الملخصات أو أي نوطة؛ لأن الملخص لا يلخص كل الكتاب، والامتحان يأتي من الكتاب لا من الملخصات.

وعن دور أهله في تفوقه، يقول: لقد كان لأهلي الدور الأساسي في تنظيم جدول الدراسة ووضع البرنامج وتنظيم الوقت وتوجيهي إلى أوقات الدراسة والراحة. وقد كانوا معي وبجانبي حتى آخر يوم وحتى بعد الامتحان، وكانوا الصدر الحنون والطمأنينة لي حتى صدور النتائج.

 
 

طبعاً، والدي كان في العمل، لكن لا أنكر فضله؛ فقد كان كلما دخل المنزل يسأل عني وعن دراستي واستعدادي للامتحان. وكان مشاركاً لوالدتي في تنظيم جدول الدراسة، وكان لوالدتي الدور الأكبر في تنظيم كامل وقتي.

ويؤكد الطالب إدريس أن حلم التفوق كان يراوده منذ الصغر، فيوضح قائلاً: كنت أفكر في التفوق على جميع الطلاب والحصول على أعلى الدرجات في الدراسة منذ أن كنت في الصف الأول الابتدائي.  وكنت أقول في نفسي إنه بما أن هناك علامة كاملة، يجب الحصول عليها. وكانت هذه العلامة طموحي في الصف التاسع، ولكنني حصلت عليها في الثانوية والفرع العلمي.

 
 

أمنيتي وطموحي هو أن أدرس في كلية الطب البشري وأكمل الدراسات العليا في مجال القلب والأوعية الدموية وأن أكون خادماً أميناً لشعبي الفلسطيني، ويكون تفوقي مساهمة في طريق العودة إلى وطني السليب.

أما عن نصيحته لزملائه الطلبة، فيقول: أنصح المقبلين على الشهادة الثانوية بأن يضعوا نصب أعينهم الإصرار على التفوق والحصول على النتيجة التامة في فرع يدرسونه، وأن ينظموا وقتهم منذ أول أيام الدراسة والمتابعة في مراجعة الدروس التي يأخذونها في المدرسة وعدم الاستعانة بالملخصات التي لا تفيد إلا الطلاب الذين يريدون النجاح فقط، وأهم ما في هذا كله إرضاء الوالدين في كل شيء. ويضيف: "عدونا يتربص بنا بحيث نبقى في حيز الجهل والتخلف لكي لا نعرف حقيقته. وأعتقد جازماً بضرورة تفوقنا عليه في العلم؛ فالوطن بحاجة إلى كل مهندس وطبيب وجراح لكي نستطيع العودة إلى بلادنا بكل قوة وعزم وإصرار.

ويختم الطالب إدريس قائلاً: أهدي هذا التفوق لأبي وأمي وعائلتي وشعبي الفلسطيني المناضل المكافح من أجل العودة وتحرير أرضه وأهدي أيضاً هذا النجاح لكل أسر الشهداء وللجرحى وكل الأسرى في سجون الاحتلال.