إعلام " النكسة " بين أيديكم
بين أيدي القراء الكرام في هذا العدد
" مفاتيح " تقودهم إلى البيئة الإعلامية التي قادت إلى النكبة الثانية في
حزيران 1967م ، والتي وصفها الإعلام المريض نفسه وقت ذاك بأنها " نكسة "
كي يخفف وطأة ضياع الأرض ، وتشريد الشعب ، وتآكل الدول المحيطة بفلسطين عبر تمدد احتلالي
كئيب ومؤلم قام به العدو الصهيوني في أيامٍ ستة !
عبر ثلاث مدن مختلفة قامت "العودة
" بإعادة بعض ما كتبه الإعلام العربي الورقي في أهم ثلاث صحفٍ عربية حينذاك " الأهرام المصرية
، والدستور الأردنية ، والقدس الفلسطينية " .في صفحات الأيّام التي أعدناها إلى الواجهة في هذا العدد ، يظهر كيف كان الإعلامُ
أداة من الأدوات المهمة في وصولنا بعد النكبة
الثانية إلى حالة مزمنة من الإحباط الإعلام الذي هيّأ الشعوب لموعدٍ مع النّصر والتحرير ،
والصّمود والثّبات ، والعنادوالبذل والتضحية ،
كل هذه " البالونات " النفسية
التي انتفخت بها نفوس الناس ، واشرأبّت إلى أعنان السماء ، ليمسحوا من ذاكرتهم نكبة
أمّة ، ووجع أوطان ، وانتكاسة شعوب .
في يوميّات هذه الصّحف ما يشير إلى أنّ
التعبئة السياسية قادت المهنية إلى حتفها ، وحين غاب الرأي الموضوعي وطغى رأي القائد
الملهم والزعيم الأوحد كان لهذه الانتكاسة طريقُ واحدٌ هو الهزيمة .
بالكاد عثرنا على صور بعض الصّحف التي تؤرّخ
لتلك المحطة " المؤلمة " والتي وصفت
ب" المخزية " ، على أنّ بعض الصحف
توقّفت بعد ذلك ، ربّما لأنّ الواقع الإعلامي كانَ مطلوباً منه أكثر من أن يقودَ إلى
الهزيمة والتّسليم .
نكاد نؤمن أنّ هذا الملف سيقودنا إلى ملفات
أكثر اتساعاً وعمقاً وتبصّراً لمرحلة مؤلمة في تاريخ القضية الفلسطينية التي تشعّب
فيها الجرح وامتد فيها الألم .
في ذكرى النّكسة التي يُحب صانعو الهزيمة
أن يستخدموا هذا المصطلح ، يتعملق الأمل ، ويكبر العزم ، وتتعاظم الإرادة ، ويصبح الإيمان
أكبر فأكبر وهو أكثر تصميماً أن تعود الأمة إلى ديارها ، كلّ ديارها ، لاسترداد الأرض
والعودة إلى الوطن ، من بعد أن سُلبت الرّوح يوم ضاعت القدس في ستة أيّام !!♦
التحرير